الزواج مشروع حياة، الأصل فيه الدوام والاستمرارية، شرط أن تكون حالة الزوجين النفسية مستقرة ومعتدلة وطبيعية ومنسجمة مع بعضهما باعتباره شريكاً روحياً وجسدياً ومن المسلَّم به أن بعض الأمراض والاضطرابات النفسية لا تظهر تجلياتها، إلا عند المخالطة والتعامل، وأحيانا ليس لها سمات وعلامات بارزة، والمريض النفسي يتفادى أن يعرف أحد بما يعانيه، بل يرفض هو وأهله بشدة أن يوصم بأنه مريض نفسي.
ومن خلال رصد ارتفاع معدل حالات الطلاق، ينكشف لنا توريط آباء وأمهات وإخوة وأخوات لشبان وفتيات (مرضى) في علاقات زوجية تستحيل فيها ومعها العِشرة، وسرعان ما يقع الإنجاب لتثبيت الأمر الواقع. بعضُ الأزواج أمام الآخرين يحاول الظهور بأفضل صورة عن نفسه ممكنة وخاصة في حالات الاضطرابات الشخصية، ولكن ما إن ينفرد بشريك الحياة الزوجية حتى يتوحَّش ويظهر الوجه الحقيقي لشخصية غير سوية سوءا في السلوك أو الأفكار أو المشاعر وأحيانا بأعراض قد تمثل خطورة على شريك الحياة وأطفال الزوجية.
لذلك فالصحة النفسية ليست رفاهية للشعوب ولكنها جزء أساسي في نمو المجتمع واستقراره وكذلك اختبار اللياقة النفسية للمقبلين على الزواج والتأكيد على ما سبق هو ضلع رئيسي في ترابط الأسرة وانخفاض معدلات الطلاق والحد من العنف الأسري ضد الأزواج وضد الأطفال الأبرياء للوصول لاستقرار أسري واجتماعي وأطفال مطمئنة لمصر العظيمة الشامخة.
واقرأ أيضاً:
محكمة الأسرة وروح القانون / بنية الأسرة وأثرها في تطور الأطفال / الأسرة المأزومة على حافة العنف