"اقرأ" هي أول كلمة تنزَّلت على النبي في غار حراء حسب جميع الروايات، وهي النداء الذي زعزع الوعي البشري وأطلق إرادة العقل وفاعلها مع واقعها المكاني والزماني. والبعض يرى أن الإسلام قد أهمل هذه المفردة التنويرية اليقظوية، وجعلها في أواخر صور الكتاب القصار. وفي واقع الأمر أن كتاب المسلمين يُسمَّى "قرآن" وهو مصدر كلمة "اقرأ" والمصدر يدل على معنى الفعل، أي أن جوهر الإسلام يتمركز في فحوى " اقرأ" وبموجب ذلك سُمّيَ الكتاب قرآناً.
فكلمة قرآن بحد ذاتها تحث على القراءة وإعمال العقل والتفكر والتدبر والتمعن بآيات الوجود بأسرها، مما يعني أن الإسلام دين يخاطب العقل أولاً، وبدون إعمال العقل يكون الإيمان بالإسلام ناقصاً، ووفقاً لمعطيات التفاعل العقلي يتأكد السلوك الواعي المنضبط الذي تترتب عليه نتائج متوافقة وطبيعته.
فالإسلام بأصل جوهره دين "اقرأ" وعلى المسلم أن يقرأ لكي يكون عارفاً بدينه ومؤمناً بآيات كتابه الذي يريده أن يقرأ... فالقراءة فريضة أساسية من فرائض الدين، ولها الأسبقية والأولوية، وإلا لماذا كانت أول كلمة مُنزَّلَة؟!!
فالذين لا يقرأون ولا يُقرِئون هم ألد أعداء الدين، وبسببهم تتراكم المآثم والخطايا وتتفاعل في بلاد المسلمين. ومن المفروض وفقاً للقرآن أن المسلمين يقرأون لكي يتم إسلامهم ويتنور إيمانهم ويترسخ بالدين، وأي خلل في معادلة القراءة والإيمان ينجم عنه تداعيات خطيرة وتفاعلات مريرة تساهم في ذهاب ريح المسلمين.
وعليه فإن من أولويات دعاة الدين التركيز على تعليم القراءة، والحث على أن يكون المسلم قارئاً واعياً يستوعب ما يقرأه في القرآن، لا أن يمضي عمره في أمية وجهل ويدّعي أنه مسلم.
إن القراءة من أعمدة الإسلام الأساسية، وبدونها لا يمكن للمسلم أن يتبجَّح بإسلامه وهو لا يفقه آية من آيات القرآن وتبدو لغة القرآن عليه غريبة ولا يمت بصلة إليها.
ولكي تخرج الأمة من محنتها المتوارثة عليها أن تتخذ سبيل القراءة منهجاً للحياة والرقاء والنماء.
فهل لنا أن نقرأ لنكون؟!!
واقرأ أيضاً:
الطفل والطين \ سلوك هولاكو وعزيمة قطز؟!! \ حبر على ورق!!