الشهادة في عيون أبنائنا
كان أبنائي يعرفون الشيخ أحمد ياسين فهو لم يكن شخصية مجهولة بالنسبة لهم بل كنت دائما أحكي لهم عنه و أريه لهم في نشرات الأخبار وأقول لهم أنه مثال لكل إنسان يثبت أنه ليس هناك حدود لإرادة الإنسان مهما كان عجزه فإذا صاحب هذه الإرادة قوة إيمانية عظيمة كانت معجزة مثل الشيخ أحمد ياسين وكنت دائما أحكي لهم عن رعب اليهود منه وكيف أنه برغم عجزه إلا أنه يقض مضاجعهم.
ولهذا كان للشيخ مكانة خاصة في نفوسهم.. ولهذا بالأمس بينما كنت في طريقي لأخذهم من المدرسة ومع الحالة النفسية العنيفة التي كان يعانيها كل مسلم بالأمس أخذت أفكر كيف يمكن أن يكون استشهاد الشيخ نقطة هامة في بناء شخصية أبنائنا وأننا إن عجزنا اليوم عن أن نثأر من قتلة شهدائنا فلماذا نعجز عن تربية هذا الثأر في نفوس أبنائنا لعلهم في يوم من الأيام يفعلون ما عجزنا نحن عنه ولعلهم يكونون عذرا لنا أمام ربنا يوم الحساب.
وعندما بدأت أحكي لهم عما حدث حرصت ألا يشوب كلامي صوت الانكسار أو الانهزام بل بالعكس أخذت أحدثهم عن أن الشيخ صدق الله فصدقه الله وعن مكان الشيخ الآن في الجنة مع الرسول عليه الصلاة والسلام.
وتباينت ردود أفعالهم تجاه الحدث فبينما أخذ يحيى ذو العشر سنوات يسأل أسئلة واقعية كيف حدث الاغتيال وماذا فعل أبناء حماس وبدأ يسأل ماذا ستفعل حماس بعد غياب الشيخ وهل هناك من يكمل المسيرة ويقود الجهاد.
في حين كانت أسئلة يوسف الصغير (ثمان سنوات) أكثر براءة.. لماذا تركهم الله يقتلونه... كيف يمكن الله اليهود من المسلمين... هل يدخل الشيخ الجنة الآن أو يوم القيامة??
وبدأت أجيب عن أسئلتهم بالتفصيل وأحاول أن أزرع فيهم روح الجهاد والثقة واليقين بنصر الله وأن أستبدل روح الانهزام والانكسار بروح العزة والفخار.
وشعرت أن اليوم لابد أن يصبح عُرسا للشهادة في كل بيت وأن نخاطب أبناءنا كل على قدر سنه واستيعابه وبدأت أفكر في عدة محاور وأساليب لتوصيل هذه الروح ومواكبة مثل هذا الحدث في بيوتنا ولعلها تصلح أن تكون بداية لننتظر خبرات ومشاركات قرائنا الأعزاء.
1. شرح الأحداث الجارية بالتفصيل وربطها بأصول و جذور الصراع بين المسلمين واليهود وتشجيع الأبناء على مشاركتنا في متابعة نشرات الأخبار وقراءة المقالات على الإنترنت.
2. إطلاع أبنائنا على صور شهيدنا وكل شهداء وشهيدات الانتفاضة وسرد قصص استشهادهم وكيف أن كل هذا يعني أن الإسلام في طريقه للنصر وليس للهزيمة لأنه عندما تهون علينا أرواحنا في سبيل الله فهذا بداية النصر.
3. التذكير بشهداء الصحابة وذكر مواقفهم وكيفية استشهادهم أمثال حمزة بن عبد المطلب.. مصعب بن عُمير.. عمار بن ياسر.. عمر بن الخطاب.. وغيرهم كثير وخاصة الأسماء المجهولة حتى يعرف أبناؤنا أن تاريخ الجهاد والتضحية طويل ومليء بالأبطال.
4. الحديث بالتفصيل عن مكانة الشهيد عند الله منذ أول قطرة من دمه تراق في سبيل الله ومكانته في الجنة ولنشجعهم على كتابة الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الشهيد وتعليقها في غرفهم.
5. الاتفاق معهم على الدعاء في كل صلاة هذه الأيام للشهيد أحمد ياسين بأن يتقبله الله ويدخله الجنة وأن ندعو الله بالنصر للإسلام وبأن يرزقنا الشهادة.
6. تشجيع أبنائنا على التعبير عن مشاعرهم تجاه الأحداث بالرسم أو بعمل فني أو بتجميع الأخبار والصور في لوحة أو بكتابة رسالة أو نداء.
7. نطلب من كل منهم أن يتخيل نفسه في موقف يدافع فيه عن الإسلام أو يفكر في عمل بطولي يدافع فيه عن الإسلام ويتخيل نفسه شهيدا وأنه يقابل ربه ويقول له يا رب لقد استشهدت في سبيلك.
8. تقيم كل أسرة صلاة الغائب اليوم مجتمعة في بيتها على شهيدنا الغالي.
9. نشجع أبناءنا مستخدمي الإنترنت أن يتفاعلوا مع الحدث بإيجابية سواء بإرسال رسائل إلكترونية أو بالمشاركة في الاستفتاءات وساحات الحوار حول هذا الموضوع.
10. نشجع أبناءنا أن يختار كل منهم أحد الشهداء الذين روينا قصصهم مثلا أعلى له ويحاول أن يقلده في صفاته وجهاده ويدعو الله أن يكون معه في الجنة.
11. التأكيد على معاني الثقة بالله واليقين بالنصر وأن الإسلام اليوم بدماء شهدائه الغالية في أعلى مكانة وفي وضع القوة وليس في وضع المستضعفين وشرح معنى إنما يريد الله أن يتخذ منكم شهداء.
12. ألا نتخيل أن هذه المعاني كبيرة وأنها أصعب من أن يستوعبها أبناؤنا بل بالعكس إن نفوسهم البريئة أكثر استعدادا لتلقي هذه المعاني والتفاعل معها وإذا كنا حقا نريد الحصاد فهذا وقت الغرس.