أهداف الصهيونية:
يجمل المؤلف أهداف الصهيونية في ستة أهداف وضعت كما يراها (بدقة بحيث تضمن هذه الجماعة من الصهاينة الدعم الشعبي من القاعدة العريضة من اليهود والدعم العالمي من كبرى دول العالم وأصحاب النفوذ في العالم).
الهدف الأول: الدعوة للصهيونية في حواضر العالم المتمدنة، وخاصة بين رجال الحكم والسياسة في الدول التي بيدها مقاليد حكم أغلبية الشعوب. واتخذوا لذلك وسائل إما عن طريق الإقناع والإغراء، بنفوذ أو مال، أو بأساليب مؤثرة على الشخصيات العالمية والمهمة في الدول الرائدة أو عن طريق ممارسة الضغط القهري لتنفيذ المخططات الصهيونية ، كمحاولة "هرتزل" مع السلطان عبد الحميد الثاني، ولا يقف نشاط الصهيونية عن ذلك بل يمتد لسلب خيرات الدول والشعوب.
الهدف الثاني: غرس وتنمية الفكرة الصهيونية في أعماق اليهود حيثما كانوا وحملهم على اعتناقها وتحقيقها، فقضيتهم مبنية على كسب ود الفرد اليهودي وإقناعه بالعمل لأجل الصهيونية، وهذا يؤكده استمرار عملهم إلى الآن، في جمع التبرعات لدعم الدولة اللقيطة، تلك الحملات التي كان لها أثران مهمان في دعم الصهيونية:-
الأول: الأثر المادي.
الثاني: الأثر المعنوي.
الهدف الثالث: إغراء الدول العظمى التي بيدها الحل والعقد بربط مصالحها بمصالح اليهود في إقامة دولتهم في فلسطين والتحدث مع كل دولة بما يتماشى مع هواها وأهدافها القريبة والبعيدة، ولأجل تحقيق هذه الأغراض قاموا بالسيطرة على الأفراد الحاكمة كما مر بالإضافة إلى الحكومات المسيطرة، مع توطين العلاقات بالدول ذات الحل والربط للوصول إلى الأهداف المنشودة، كبريطانيا ووعد "بلفور" المشهور وأمريكا والامتداد الجغرافي والتوسع فيه.
الهدف الرابع: طمأنينة العالم المسيحي على الأماكن المقدمة في فلسطين طالما أنها بعيدة عن سيطرة العرب، وتحت تصرف اليهود الذين سيؤمنون حماية واسعة وصادقة وذلك بتشويه صورة تلك الأماكن تحت حكم المسلمين وجعلهم من المنتهكين لحرماتها وما أشبه اليوم بالبارحة، صليبيو الأمس يهود اليوم، فالهدف واحد.
الهدف الخامس: هو إقامة دولة إسرائيل في فلسطين وتقوية هذه الدولة حتى يتمكن لها التوسع في المستقبل لتصبح دولة إسرائيل الكبرى. وقد استطاع اليهود أن يقيموا دولة إسرائيل، واليوم يزيدون من قوتها للانطلاق في التوسع وتحقيق أهدافهم في السيطرة على الشعوب، ويرجع نجاح مخططاتهم لسببين:-
1- عدم وضع الأهداف للتنفيذ إلا بعد خطة مدروسة على أسس موضوعية ووضع البدائل لها.
2- عدم وجود القوى المواجهة التي تتصدى لتلك المخططات لدحضها وفق خطط متناسقة.
كيف حققت الصهيونية أهدافها:-
ببساطة اعتمدت المنظمة الصهيونية على مبدأ التخصص في أعمالها، فأسست الهيئات والمكاتب واللجان والفروع المتخصصة ووظفت بكل هيئة مجموعة من العاملين وأعطت كل فرد من أفرادها عملاً حسب تخصصه، وبهذا أطمأنت إلى أن أعمال جميع برامجها ستتم بنجاح ودون تعطيل أو تأخير من أي جهة مهما كانت، وحتى لو كانت لدى جهات خارجية قادرة على التأثير سلباً فإنها تتولى بطرقها المشروعة وغير المشروعة تسهيل وتسليك جميع العقبات والعوائق.
تلك المنظمة الصهيونية منظمة متشابكة متداخلة معقدة التركيب فليس عملها بالعمل الهين، فأصل المذهب الميكافيلي هو عقيدة اليهود النفعية؛ فلذا كانوا يستحلون قتل اليهود أنفسهم للوصول إلى أهدافهم لاعتناق الصهيونية.
أهم التنظيمات التي قام بها مقررو مؤتمر حكماء صهيون:
1- إنشاء الأحزاب الصهيونية في كافة أنحاء العالم وتحديد مهامها وأنصارها.
2- رسمت هيكلة لعملها ووضعتها في إطار حديث.
3- إيجاد رئيس للمنظمة الصهيونية يتبعه نائبان إداريان، الأول رئيس الإدارة الصهيونية الخاص بمشروعها العام. والثاني لإدارة الحركات اليهودية من غير الصهاينة.
4- يتبع هاتين الإدارتين لجنتان لتنفيذ مشاريع الصهيونية.
5- جعلت تفريعات خاضعة للجنتين السابقتين متمثلين بدوائر صهيونية متخصصة ومؤسسات مالية يهودية تقديم خدماتها للشعوب اليهودية.
6- تأسيس الصندوق القومي اليهودي وصندوق النداء الإسرائيلي.
7- أنشئت الاتحادات الصهيونية في أوربا ومكاتبها منتشرة في أوربا وأمريكا وأفريقيا.
8- أوجدوا مجموعات تنشر الصهيونية ومبادئها وتتابع تطبيق أجندات المؤتمرات الصهيونية.
تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية:
قسمت هذه المنظمة إلى عدة تشكيلات:-
1- التشكيل السياسي.
2- التشكيل الاقتصادي.
3- التشكيل العلمي والثقافي.
4- التشكيل الإعلامي.
5- التشكيل الاجتماعي.
ثم يسهب المؤلف في ذكر تفاصيل كل واحدة من هذه التشكيلات وما يخطط اليهودية لنشر الصهيونية والتحكم في العالم والسيطرة على القرار العالمي.
بعض التنظيمات ذات الصلة بالصهيونية
1- المحافل الماسونية: كما يقول المؤلف:
هي جمعية تحوي صنفاً من الناس ينتمون إلى مذاهب وديانات وجنسيات وأوطان مختلفة تضم الملحد والمؤمن والشيوعي والديمقراطي والدكتاتوري والعلماني والقومي والوطني والعربي وغير الغربي والمسلم واليهودي والنصراني والعامل ورب العمل تجمعهم غاية واحدة يعملون لها. ولا يعلم حقيقتها إلا آحاد. وسواد أعضائها جميعاً عمي القلوب يجهلونها كل الجهل ويوثقهم عهد يحفظ الأسرار وعدم البواح بها، وهي ثلاثة أقسام.
1- الماسونية الرمزية العامة: وهي مجموع الناس وتحتوي ثلاثة وثلاثين درجة.
2- الماسونية الملوكية: ولا يسمح لغير اليهود بدخولها عدا من وصل إلى أعلى مراتب الرمزية.
3- الماسونية الكونية: أعضاؤها جميعاً يهود ويلقب الرئيس بالحكيم ويديرون دفة الأمور.
ويعرض المؤلف للمجددين للماسونية ورؤوسها "كآدم وايز هويت" و"ألبرت بايك" وغيرهم ثم ينتقل الفتاوى الشرعية لعلماء المسلمين بتحريم الانتماء إلى الماسونية كما في المؤتمر الإسلامي بمكة المكرمة 1974م وفتوى المملكة الأردنية الهاشمية 1964م، وفتوى الأزهر الشريف 1985م، والمجمع الشيعي 1986م، والمجمع الفقهي بمكة 1978م وقرار جامعة الدول العربية 1977م.
نوادي الروتاري:
هي منظمة عالمية لها إدارة معروفة ذات عضوية يشترك بها العضو اختياراً من قبل إدارة النادي ويرشح من قبل الأعضاء ويؤدي الأخوة الإنسانية وغيرها، والغرض الخفي هو تجنيد الإنسانية لخدمة الصهيونية ويختار الشخص على أساسين:
1- أن يكون مشهوراً وذا مركز اجتماعي أو علمي أو اقتصادي أو صاحب منصب.
2- أن يكون ذا منفعة أو مصلحة مرتبة مستقبلاً.
وقد حذرت الفتاوى الشرعية من هذه النوادي وحرمت الانضمام إليها.
نوادي الليونز (أو الأسود):
هي نوادي ذات صبغة اجتماعية وحرفية واقتصادية وتركز اهتمامها على الأعمال الخيرية الظاهرية ولكنها في الحقيقية أصبح من أصابع الماسونية العالمية ولها إدارة معروفة ومحددة المهام مثل الروتاري، يختار أعضاءها من أصحاب النفوذ، ملوك.. وزراء وزارات، أباطرة مال... الخ. وليست أحسن حالاً من سابقتها بل الهدف واحد ، والفتاوى فيها واحدة.
شهود يهوه:
جماعة دينية دخيلة على المسيحية وتعاليمها خليط بين العهد الجديد وما ورد في الإنجيل مفسراً لخدمة العهد القديم. وهي جماعة ذات تعاليم يهودية صرفة حتى في شعاراتهم مثل الشمعدان السباعي ونجمة داود، وتخدم الهدف الصهيوني وربهم: أله اليهود (يهوه) وعيسى زعيم لمملكة الإله (يهوه) ويقولون بالتثليث المكون من (يهوه) والابن والروح والقدس. وتدعو لتمجيد اليهود والربط المضلل بين المسيحية واليهودية والتركيز على عودة اليهود إلى أرض الميعاد.
بناي برت: (أبناء العهد):-
منظمة يهودية ماسونية صرفة، لا يسمح بعضويتها إلا لليهود فقط، وأهدافها خدمة القضية الصهيونية وتركيز خدماتها على تحقيق الخدمة لإنشاء وحماية دولة إسرائيل. محافلها منتشرة في العالم كله حتى في البلاد العربية ولهم سطوة على الإعلام والسياسية والقدرة على التوظيف.
ولها مساهمات فعالة في جميع نشاطات المنظمة الصهيونية والوكالات اليهودية ووحداتها، ولها نفوذ في القطاع التعليمي والثقافي منقطع النظير، ولها دور ريادي في توجيه الجامعات المهمة والكبيرة وتأييد أبحاث اليهود.ولها نفوذ واسع وقوى في الوسط السياسي، وتقوم بمحاربة أي كيان يتعرض للجهود بالنقد أو التجريح.
اليهود من أجل المسيح:
هي جماعة دينية خليط بين البروتستانت واليهود اتخذت من نيويورك مقراً لها، ومعابدهم كمعابد اليهود (السينقار) تستند على الشباب المشرقي من اليهود ممن سخروا لخدمة أمتهم وتضليل الشباب المسيحي من غير اليهود. وينتشرون ثقافتهم بين السذج.
تنظيمات أخرى:
لم يترك اليهود والصهاينة مجالاً للغوييم، كما وعدوا في البروتوكولات إذ بحثوا عن الطرق والأساليب للوصول إلى غاياتهم وسعوا إلى كل من كان بوسعه مساندتهم ونصرة قضيتهم فوظفوا لذلك.. ومن تلك النوادي التي أنشاؤها لذلك: الاتحاد العالمي لليهود، وحركة الأسود العالمية، فرسان المعبد الصليبي، التجمعات الماركسية الصهيونية الخ.
الأهداف المستقبلية للحركة الصهيونية:
1- تدعيم الاقتصاد الصهيوني بإنشاء المصانع الضخمة المتعددة الأغراض.
2- التوسع والامتداد على حساب الدول العربية المجاورة في جميع المجالات.
3- تفريغ فلسطين من العرب بشكل كامل.
4- السيطرة على العالم ككل وجعل أبناء صهيون سادة العالم.
5- تركيع وإذلال أي محاولة تخرج للقضاء على الصهاينة ومخططاتهم.
6- التحكم في مجريات الأحداث في حياة الناس اليومية.
7- التحكم في السياسة الأمريكية لتثبيت مصالحهم وذلك بالتغيير والعزل وما إذا ذلك.
ويتبع >>>>: الصهيونية بإيجاز(3)