أخي العزيز أحمد العربي؛
قرأت ما كتبته عن الإعلام العربي وموقفه من الحركات الشيعية بالعراق وإيران ورغم إعجابي الشديد بمقالاتك السابقة إلا أن هذا المقال الأخير قد استفزني، وللعلم أنا لست ممن يسهل استفزازهم!!، فالوقت لا يناسب أبدا; ما كتبته أنت وكأنك المسئول عن أفعال بعض فرق الشيعة الموالية لتفتيت وحدة الشعب العراقي!!!، وليست كل القنوات العربية تحمل الشيعة مسئولية ما يحدث في العراق فلديك مثلاً قناتي المنار والعالم يدعمان الشيعة على طول الخط، وهما القناتان اللتان شدتا انتباه كل المسلمين في جميع أنحاء العالم من أقصاه إلى أدناه العام الماضي أثناء حرب تموز 2006، والتي انتصرت فيها قوات حزب الله الباسلة على الجيش الصهيوني بل قل على الفكر الصهيوني العالمي بأكمله!!!، أليس كذلك أخي العزيز؟؟؟.
أخي الفاضل؛
نحن في وقت عصيب أنت أعلم مني به ويلزمنا فيه لم الشمل العربي والمسلم في جميع أنحاء العالم، نحن بحاجة إلى أن نكون بحق أمة واحدة متفقين على أن عدونا الأساسي هو الصهيونية العالمية الشرسة، أو المغول الجدد القادمين من الغرب؛ فسلوكهم العدواني لا يختلف أبداً عن سلوك هولاكو وجنوده في القرن الثالث عشر الميلادي!!.
أخي المثقف الواعي؛
علينا أن نظهر الإيجابيات في حياتنا، في إعلامنا، في رموز أمتنا، علينا أن نقول الكلمة التي توحد الشمل بين السني والشيعي، والمغربي والخليجي، والأفغاني والإيراني وإن أردنا أن نعالج السلبيات والانقسامات فعلينا باستخدام حيل الطبيب الماهر في مداواة الأمراض المستعصية والخبيثة، علينا جميعاً أن نوحد هدفنا لمقاومة هذا المد الصهيوني العالمي الغادر بالحكمة والموعظة الحسنة.
وليس الوقت أبداً مناسباً لذكر عيوب صدام حسين وما فعله بالعراق؛ لأن ما فعله الصهاينة في الماضي بيد صدام حسين واليوم يفعلونه بيد غيره أدهى وأمر ولا حول ولا قوة إلا بالله. أليست هذه الحقيقة يا أخي؟؟!! فلماذا نترك رأس الأفعى ونتعلق بذيلها؟؟!! أهذا من الحكمة في شيء؟؟!!
أخي جميل الأسلوب اللسن المفوه:
سأنهي تعليقي على ما كتبت ببعض الأسئلة:
هل تظن أن الصهيونية العالمية ستناصر الشيعة يوماً من الأيام؟
هل تظن أن الصهيونية العالمية ستناصر أهل السنة أو تتركهم لحالهم إذا استمر سيناريو الضعف والتخاذل الذي يعيشون فيه، واختلافهم وعدم وحدتهم؟
هل تظن أن مسرحية غزو العراق وتفتيته وإضعافه ستقف على حدود أفغانستان والعراق ولن تحدث في دول إسلامية أخرى؟
هل تظن أن صدام حسين قتل ثلاثمائة ألف -كما تقول أنت- بدون إذن من كبار الصهاينة في العالم؟
هل تظن أن صدام حسين قد قتل من قتل من الشيعة والأكراد وحارب إيران وغزا الكويت بدون إذن من كبار الصهاينة؟
أنا واثق أنك ستجيب بلا.
وإذا كانت الإجابة كذلك فلنشغل أنفسنا بلم شتات الأمة والاستعداد لما هو قادم من جولات مؤلمة، نأمل أن تكون لنا فيها الغلبة إذا رجعنا لربنا ووحدنا جهودنا وأعددنا لتلك الجولات ما تستحقه من عتاد معنوي ومادي. وصدق الله العظيم في قوله: "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)"، وقوله: "(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)(الأنفال: من الآية60) ...." اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
واقرأ أيضًا:
الموت في بلدي علنا والمقبلات مجانا / السياسة الإسرائيلية الأمريكية والموقف االمطلوب / هذه كلمات وزفرات طفلة من الاراضى الفلسطينية / هذه هي إسرائيل الطيبة يا مستر بوش..