الضابط الإسرائيلي كان يحمل صورتها وهي مستشهدة والمفاجأة... بقي الحجاب على رأسها وتناثرت أشلائها، أهالي مخيم عسكر يفتخرون أن تكون الاستشهادية جارتهم.
أصابت الصدمة كافة سكان مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس عندما وصل نبا تنفيذ ابنة المخيم زينب أبو سالم للعملية الاستشهادية في التلة الفرنسية بالقدس الأربعاء الماضي والتي قتل بها إسرائيليان وتبنتها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح.
ويقول أحد جيرانها: لم يتوقع أحد منا أن تكون زينب هي من نفذ العملية، فهي هادئة جدا، ولم يعرف عنها من قبل أن شاركت في فعاليات الانتفاضة، ومع ذلك فنحن نفخر بها ونعتز أن تكون ابنة مخيمنا هي من لقن الصهاينة درسا لن ينسوه.
ولدت زينب -18عاما- بين أزقة المخيم وتلقت تعليمها الأساسي في مدارسه التابعة لوكالة الغوث، وترتيبها الرابعة لعائلة مكونة من 8 بنات وولدين، عرف عنها حسن الجيرة والأخلاق العالية. وقد أنهت زينب المرحلة الثانية بنجاح قبل شهرين، لكنها لم تستطع الالتحاق بالجامعة لصعوبة الأوضاع المالية لوالدها الذي يدير محطة تلفزيون محلية تسمى "قصر النيل".
وقد خرجت الفدائية من بيتها الساعة العاشرة صباح الأربعاء وأخبرت والدتها أنها ذاهبة إلى منزل شقيقتها الكبرى ريم في منطقة المساكن الشعبية المجاورة للمخيم، لكن اتجهت صوب مدينة القدس وتفجر نفسها في مجموعة من الجنود وتقتل 2 منهم وتصيب عدد أخرى بجروح.
ويضيف جارهم والذي رفض ذكر اسمه "بعد أن وصلنا خبر من مصادر موثوقة أن زينب هي من نفذت العملية الاستشهادية، أراد بعض الناس أن يذهبوا على الفور إلى منزلها وإخبار أهلها بذلك، فرفضنا ذلك وانتظر حتى تأكد النبأ وحتى تلك اللحظة لم تكن أسرتها تعلم شيء عن الموضوع"، ويضيف "أنا أسكن بالقرب من بيت الاستشهادية، وأهلها يعرفونني تمام المعرفة، ومع هذا طلبنا من أحد أقاربهم أن يذهب لبيتهم لكي يجس نبضهم ويخبرهم بالموضوع بشكل تدريجي خوفا على والديها لان صحتهم متراجعة وخاصة الأب الذي يعاني من مرض القلب".
وما أن علمت الأم بان أبنتها هي من نفذ العملية، حتى وقعت على الأرض مغشيا عليها وكذاك شقيقتها رشا، وبدأ الآخرون في البكاء وخاصة عمتها التي تقطن في البيت الذي يقع أسفل منهم، فقد كانت علاقتها قوية مع زينب وتقضيان معا معظم الوقت. الجميع وقف معهم، وتابع جار الشهيدة "اتصلت مع والدها والذي كان خارج المنزل، فعرفت من نبرة صوته أن قد عرف الخبر، وما أن وصل وشاهد جموع الناس تقف قرب منزله حتى وقع هو الأخر مغشيا عليه ونقلناه على وجه السرعة للمستشفى".
وقام أهالي المخيم بإخلاء المنزل من كافة محتوياته، تحسبا لإقدام الجيش الإسرائيلي على هدمه كما حصل مع عائلات استشهاديين سابقين، وهو ما حدث بالفعل فجر اليوم الخميس، حيث أقدمت قوات إسرائيلية تابعة لسلاح الهندسة بتفجير المنزل بواسطة تفريغه هوائيا تحسبا لوقوع أضرار كبيرة في المنازل المجاورة والملاصقة له حيث تمتاز بيوت المخيمات بتقاربها الشديد.
وكان منزل الاستشهادية قد تعرض خلال عمليات الاجتياح المتكررة للمخيم للمداهمة والتفتيش وتكسير كافة محتوياته من قبل الجيش الإسرائيلي، كما أن أحد أقاربها وهو خميس أبو سالم -عضو في كتائب القسام التابعة لحماس- قد استشهد برفقة أخر خلال اشتباك مسلح مع جنود إسرائيليين قد أكثر من عام.
وخلال قدوم وحدات عسكرية لهدم المنزل في ساعات الفجر، استدعى الضابط العسكري والدة زينب، بالرغم من وضعها الصحي، وأجبرها على الصعود وحيدة برفقتها لمنزل الخالي، وهناك سألها عن غرفة أبتنها، قبل أن يريها صورة لها وهي مستشهدة بعد تنفيذ العملية ولا يظهر منها شيء سوى رأسها وبقايا لجسدها. والملفت للانتباه كما ذكرت الأم أن الحجاب بقي على رأس أبنتها، رغم تناثر أشلائها في كل مكان.
الاستشهادية الثامنة
وتعتبر زينب الاستشهادية الثامنة من الفتيات اللواتي ينفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية، فقد قامت الاستشهادية وفاء إدريس، العاملة في الهلال الأحمر الفلسطيني، بتدشين موكب الاستشهاديات، حيث نفذت عملية شارع يافا في 27كانون الثاني/يناير 2002، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيلي واحد وجرح 90 آخرون.
كما نفذت الطالبة في جامعة النجاح بنابلس، دارين أبو عيشة (24عاما) وهي من قرية بيت وزن قضاء نابلس عملية أخرى على حاجز مكابيم بين القدس وتل أبيب في 27شباط/فبراير2002 حيث جرح خلال العملية جنديان.
وقامت آيات الأخرس (18عاما) من مخيم الدهيشة في بيت لحم بعمليتها في 29آذار/مارس2002 بأحد أسواق القدس الغربية، وهو ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين وجرح 22 آخرين. وتبنت كتائب شهداء الأقصى العملية.
ثم نفذت عندليب طقاطقة (23عاما)، وهي طالبة من بيت فجار في بيت لحم، عملية في القدس في 12نيسان/ابريل2002، أسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين، وإصابة 85 آخرين. وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها علن العملية.
وتلا ذلك تنفيذ الطالبة في جامعة القدس المفتوحة، هبة عازم ضراغمة، من طوباس قرب جنين، عملية في العفولة شمال إسرائيل في 19 أيار/مايو 2003، أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح عشرات آخرين، وتبنت حركة الجهاد الإسلامي العملية.
ونفذت المحامية، هنادي جرادات عملية قتلت فيها 20إسرائيليًّا وجرحت أكثر من مائة حينما فجرت نفسها في مطعم مكسيم بحيفا في 4تشرين الأول/أكتوبر2003.
ثم ريم الرياشي والتي فجرت نفسها على حاجز إيرز بغزة فقتلت 4 جنود، وتبنتها كتائب القسام التابعة لحماس.
نابلس: سامر خويرة
اقرأ أيضاً :
نماذج مسلمة / رسائل من الجنة(1-6) / عرس للشهادة في كل بيت