آه يا معز على قاهرة المعز
أنين آهاتي بين اللغة والصدمات يئن في أحشائي ويصرخ: أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
أيا وطني ما للغموض بك يغلغل الأعماق وما لشمسك تتردد في الإشراق كفاك الله شر أحلامي فو الله ما عهدتها إلا مفسرة فليته يخاصم النوم أجفاني.
قاهرتي حبيبتي أيا قاهرتي أيا مقلتي!!!
أشعر بسراب أسود كظل ملامحه مستترة .
أيا مصريتي أنا الآن أسأل لقد عشنا السيرك، فمن هو البهلوان من يجيد ألعاب الزمان؟!!
من هو المحرك والألعبان، لقد رأينا القرد فمن هو القراد؟!!!
أيا قاهرتي أيا أزهري أيا حسين أيا زينب أاقترب الموعد للهوان فلا وألف لا.
قاهرة على مدى الدهر فلماذا نحن نيام..........
قاهرة خارج العد والحصر فلماذا نقتل الأحلام؟!!.........
قاهرة لكل باغ. فلماذا الموت في كل مكان...........
لقد أتاني اليوم ثانية شبح المقريز نعم هو شبح المقريز تحديدا فمن يجرؤ على الاقتراب من الأزهر فالتفجيرات التي حدثت مساء الخميس الموافق 7/4/2005 من هذا الشهر طرحت الكثير من التساؤلات فهذه المنطقة مكتظة بالسكان والمارة وحيوية جدا فلمصلحة من ما حدث؟!!!
وقد قرأت أن الجاني اتجه إلى المبالغة في الالتزام ببعض الأفكار المتطرفة دينيا، ومحاولة إجبار أسرته على عدم مشاهدة البرامج التليفزيونية. كما أنه بدت عليه مظاهر الانفعال والتوتر بصدد مجريات الأحداث دوليا وإقليميا. وكان الانفجار، الذي أسفر كذلك عن إصابة أحد عشر مصريا وسبعة أجانب، قد وقع بحي "الموسكي" بـ"القاهرة القديمة" في شارع مليء بمتاجر تبيع العطور والسجّاد والمجوهرات والمشغولات الفضية والنحاسية والهدايا التذكارية للسياح، وتوجد بالقرب منه عدة مساجد أثرية ومزارات دينية.
ترى كم بشندي متفجر في القاهرة وأنحاء مصر؟!! ترى كم شاب يعيش تحت ستار الجماعات المتطرفة ممن يطلقون على أنفسهم إسلاميين؟؟ من يعيد بشندي لحياته ولأمه ولعقله لقد فات الأوان وقلبي مع كل بشندي جديد ولم تسلط عليه الأضواء إياكم والجهل الجهاد في سبيل الله والإسلام له صور عديدة يرضى عنها الله ورسوله رجاءا المستهدف هو الشباب لكي تضعف أمتنا فمن المسئول عن تنوير الشباب؟!!!
لقد أتاني شاب قريب إلى قلبي ذات يوم وقال لي أنا مثقل بالأحزان فقلت له تحدث هون على نفسك حمولها فتحدث وفتح قلبه لي وهنا كانت الكارثة إذا صارحني بسر أرعبني وقال لي أنه انضم إلى إحدى الجماعات منذ فترة قليلة بحجة درس بعد صلاة العشاء يعقد كل يوم ولنتعلم كيف نقود الإصلاح الديني في هذا البلد؟!!
وغبت عنه في عالم آخر وإذا به يستطرد قائلا لقد صدمت وتورطت ولا أعرف كيف التصرف فقد كنت سعيدا جدا بالاستماع إلى الدرس وكنا بعده نمارس ألعاب قتالية فهمنا أنها دفاعا عن النفس مثل الكاراتيه والكونغو فو، وبالفعل فنحن شباب مابين 15 : 20 سنة سعدنا جدا فإنها رياضة جميلة جدا إلى أن أتت الرياضة الأكبر التي ستبيدني من على وجه الدنيا وهي أن أتى الشيخ لنا وقال اليوم أتممت عليكم نعمة الرياضة والدين وتبقى نعمة الجهاد من أجل هذا البلد فسنبدأ معكم أولى خطوات قتال الشوارع وبداية أعلى مستوياته كان الشاب يموت خوفا والكلام له طبعا فسأل الشيخ ومال هذا والدين يا مولانا قال له هذه البلد مليئة بالكفر داخل بيوتنا ولابد من القضاء عليه في كل بؤره خارج بيوتنا وداخلها وبات يشعل بيته نارا ممنوع التليفزيون ممنوع وممنوع........ وممنوع حرم وكفر كل شيء؟!!
ثم بعد ذلك بدؤوا يلمحون عن القيام ببعض العمليات الإرهابية البسيطة ومن ينجح فيها سيرقى إلى منصب ما داخل الجماعة فبدأ هذا الشاب بعقله النادر يبحث وينقب ويستشير وبمساعدة المثقفين تم انشقاقه عن الجماعة وتعرض للضرب ومحاولة القتل من أشخاص مجهولين وهنا أكرر مقولة القرد والقراد وأسأل أين العلم والإعلام ؟!!!!!! وأين وأين.....
كفاك الله يا قاهرتي شر حلمي بل كابوسي الذي يراودني كل ليلة ويقول لي سيأتي اليوم وتتبدد أحلامكم جميعا لكي تفيقوا من غفلتكم فتدركوا أنكم تلعبون وإلى لجنة دولية في الطريق سائرين ربما للإشراف على الانتخابات (ربما)؟!! ربما لمكافحة الإرهاب (ربما)؟!!
ألف ربما وربما ولا يصح إلا ربما واحدة وهي الكارثة الكبرى أن يأتي يوما كما قرأت في إحدى الصحف المصرية أن يكون من الطبيعي إذا كتب أحد الكتاب فيقول أن أمريكا تريد أن تطهرنا من الديكتاتورية فلماذا نرفض؟!!!
وهنا تساءلت من القرد ومن القراد فأدركت القرد ولكن عندما وددت مجرد النظر إلى القراد وجدته متفرعا فليس بقراد واحد بل أكثر؟!! فأين هويتنا وأين قوة تحملنا وأين ديننا الذي يقول المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا؟
ألا تعرفون أن أسوأنا في حكمنا أفضل من أحسنهم وليكن استعمارا داخليا فهو عربي فبالله عليكم صدام أم جورج بوش فماذا لو تحملت المعارضة العراقية ولم تتحالف مع قوى الشر وماذا لو تنبه العرب بنية القرد والقراد ألم يكن القرد أهون من القراد والقرد يفنى بيد عربية ولو على المدى البعيد ماذا تريدون توجهات وتوجهات ومعارضات وتأييدات وأحزاب وإخوان اللهم إني أدعوك أن توفقنا لمعرفة القرد من القراد فالمهم في القراد؟!!
وأيضا المهم هو في الجهل الثقافي أو التجاهل وسقوط الهويات بيد أصحابها.
بل نحن في أزمة والجمع غافلون فتفجير الأزهر مدبر تماما كتفجير اللغة العربية بالغزو الثقافي القاتل عبر الفضائيات وكم يؤسفني كثيرا أن أقرأ كبرى مجلات عربية وأجدها مليئة بالأخطاء اللغوية فكم حزنت ونعيت نفسي ووطني وقلت مال وطني يا قاهرتي يجري وراء شعارات وهو في الأصل هويته مستترة إما يهتف مع الهاتفين أو يتصارع على سلطة لم يدرك مسئوليتها أو يكبر دماغه كما نقول في مصر فيفضل دور القرد بحثا عن القراد!!
فقلت أعوذ بالله فشرنا سنحمله قدرا ولا للتدخل الأجنبي.
وإذا بي وأنا أتلطم بين أحشائي يقول لي عقلي خذي هدنة واقرئي أي شيء فدخلت على موقعنا الرائع فإذا بي يا قاهرتي اقرأ مقالة للدكتور وائل ينتقد فيها الأخطاء الإملائية الفادحة للخريجين الجدد للمصريين والعرب في (يوميات مجانين: عربية المصريين.) فقلت لنفسي والله لا يختلف هذا الكلام وتنبؤات الشعراء هذه مع ما تنبأ به شاعر النيل حافظ إبراهيم منذ عشرات السنين في قصيدته اللغة العربية تنعي نفسها وأخذت أبعثر وأنطلق فما أجمل البعثرة على صفحات مجانين إنها تولد الإبداع.
وتفجرت دموعي حزنا حيث تخيلتها بشرا يبكي وينعي وبكيت مع اللغة العربية وهي تنعي نفسها: وتقول
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَـــاتي وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي
وَلَـدْتُ ولـمـّا لــــم أَجِدْ لعـَرَائـسـي رِجـَالاً وَأَكـْفَـاءً وَأَدْتُ بَنـَاتـي
وَسِعْتُ كـِتَابَ الله لَفْـظَـاً وغـَــــايـَةً وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَـــةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخـْتـَرَعـَاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الــدرُّ كَـامِنٌ فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُستَاتـي
فـلا تَكِـلُـونـي للــــــــزَّمَانِ فإنـَّنـي أخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَـاتي
أتساءل أخيرا أين الهلال أين الصليب أين الوحدة وشروق الشمس من بعد المغيب أين وطني أشعر بغربتي في أحشائك يا قاهرتي وأدعو دائما رب الأديان أن يفيق شبابنا ومثقفينا على تلك الحقيقة المرة وأن يستوردوا عقارا للعقل والتمييز .
وبدون تعليق إليكم هذه الكلمات الحية التي تعبر عن نزف قلوبنا غربة وحزنا على حال مصر والأمة العربية كلها والتي يشدو بها دائما من يحمل العروبة في قلبه وعقله ويعيش مدافعا عن مجدها، حيث يتساءل الدكتور وائل عن سلبية أخرى لا تقل خطرا عن التفجير الذي حدث، ويقول..... ما الذي ألم بمستوانا في لغة القرآن يا أهل مصر؟؟؟ إنني أستطيع بعد أعوامٍ ثلاثة من التعامل أن أقول أسوأ أجيال شبابنا العرب في إحسانهم اللغة العربية المكتوبة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر، هم شباب المصريين طبعا باستثناء المتميزين من العاملين بالصحافة والإعلام منهم، وعن الأخطاء التي تصلنا ضمن الاستشارات ونصوص المشاركات التي يستقبلها الموقع على مدار أربعة وعشرين ساعة، عن الأخطاء حدث ولا حرج إما همزات مهملة أو معكوسة أو ألف لينة تستبدل بها الياءات في آخر حرف كحرف في فيكتبونه "في" أو تاءات تكتب هاءات أو أو..... أخطاء إملائية لا حصر لها...! ولأحسن الظن أقول بعضها أخطاء في استخدام لوحة المفاتيح فهناك مثلا من لا يعرف كيف تكتب الألف "أ" بهمزة أعلاها أو كيف تكتب "إ" بهمزةٍ أدناها أو كيف تكتب "الإ"، ولكن من يريد أن يعرف سيعرف ما دام مهتما والمشكلة الأفدح هي أن كثيرين لا يهتمون، "فالجيل الكافر علمنا ألا شيء يهم!" كما قال شاعر مصري لا أذكر اسمه.
تحية لك أيها الطبيب الناجح وجعل الله أمانة كلمتك في ميزان حسناتك فأنت ممن يجيدون فن النقد غير المباشر الهادف الأمين وفقك الله وكشف عنك حجاب الإخلاص في الكلمة وأبعد عنك كل سوء ومن يريد بعلمك سوءا اسأل الله أن يعميه عنك وأذكرك بالآية القائلة (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) (يس:9) صدق الله العظيم الذي يحفظ من كل سوء. ولا أجد أجمل من تلك الكلمات لأختتم بها كلماتي فجميعا بأمر الله سنكون رعاة للكلمة التي ستكون كشجرة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة وشكرا لكم معشر المجانين.
اقرأ أيضاً:
أمل ساطع في سماء المستحيل / الخرافون في عالم الخرافة