(1)
كما يلتحمُ القضاءُ بالقدرْ
كما تذوبُ التربةُ السمراءُ
حينَ تَلْثُمُ المطرْ
كما تغيبُ النجمةُ الشقراءُ
حينَ يضحكُ القمرْ
أذوبُ فيكْ
أغيبُ في عينيكْ
أصيرُ شرياناً في قلبكَ الكبيرْ
يا وطني
(2)
يا غُنوةً تعزفُها السماءْ
فترقصُ الطيورْ
وتفرحُ الأشجار والزهورْ
ويركضُ الأطفال في كرومِ اللوزِ
والزيتونْ
وتهمسُ العيونُ للعيونْ
(3)
أحلمُ لو يا وطني تصيرْ
عُشاً جميلْ
يرنو إليهِ كلُ بلبلٍ مهاجرٍ
من شعبكَ الأصيلْ
(4)
أحلم لو أصيرْ
سنبلةً خضراءْ
وقطرةً من ماءْ
وقبضةً من الترابْ
(5)
أحلمُ لو يا وطني
تصير موطني إلى الأزلْ
ولو أصير وردةً حمراءْ
تَفرِشُ دربَ القادمينْ
بالحبّ والأملْ
(6)
أحلمُ لو أصيرْ
قنبلةً تُفَجّرُ الضياء
وتزرعُ الحنانَ والفرحْ
في كلّ قريةٍ وكل دارْ
في عالمٍ لا يعرفُ الشقاءْ
والحقدَ .... والدمارْ
(7)
أحلمُ لو يا وطني أصيرْ
عوداً من الثقابْ
يلثمُ كل شمعةٍ مرفوعةِ الجبينْ
تحلمُ أن تشدو
لمولد ٍجديدْ
لعالمٍ يعانقُ السحابْ
فيغرقُ الترابُ بالأعشابْ
(8)
أحلمُ لو أصيرْ
فراشةً تُلوّنُ الحقولْ
تضحكُ للضياءْ
تقبّلُ الأزهارَ في الصباحِ والمساءْ
وتغدقُ العطاءْ
تبسمُ للأطفالْ
وترسمُ التاريخَ للأجيالْ
(9)
أحلمُ لو تصير الكرةُ الأرضيّةْ
أُغنيةً شعبيّةْ
يُطلقُها الصغارُ والكبارْ
في رحلةِ الحياةْ
في الأعراسِ
في الأفراحِ
في الأعيادْ
وفي مواسمِ الجمالِ والحصادْ
(10)
أحلم لو يا وطني تصيرْ
أغنيةً تعزفها السّماءْ
للأرضِ
للبشرْ
لكل ما في الكونِ من حياةْ
فتصدقُ الأحلامْ
وَيَغْرقُ الظلامُ في الظلامْ
ويفرحُ القمرْ
ويلعبُ الأطفالُ في كرومِ اللوزِ
والزيتونْ
وتضحكُ العيونُ ... للعيونْ
واقرأ أيضاً:
ذكريات ومشاهد من الحرب / رسالة إلى غزة / أحلام فلسطينية / دمعَةُ القُدس / مهداة لروح الشهيدة زينب أبو سالم