تقرير منظمة العفو الفصل الأول1-1
توجيه الضربات بدقة 1.1
إن الحالات المفصّلة في هذا القسم توضح أنماط الضربات المسددة "بدقة" والتي قتلت وأصابت المئات من المدنيين: القنابل والصواريخ التي تطلقها مقاتلات من طراز إف 16، والمروحيات والطائرات بدون طيار، والقصف المدفعي، وكذلك إطلاق النار من مسافة قريبة على الأطفال وغيرهم من المدنيين العزل ممن لا يشكلون تهديداً على الجنود الذين أطلقوا النار عليهم أو على الآخرين من حولهم.
مثل هذه الهجمات لم تميّز بين المدنيين والمقاتلين: كانت في أحسن الأحوال هجمات طائشة، وتشير الأدلة في بعضها إلى أن الجنود استهدافوا المدنيين غير المسلحين مباشرة، بمن فيهم بعض الذين كانوا يحاولون الفرار إلى مناطق آمنة.
1.1.1 الضربات الجوية ضد المباني
قصفت مقاتلات إسرائيلية من طراز إف 16 عدة منازل مأهولة بالمدنيين، وقتلت سكانها في بعض الحالات مع الجيران والأقارب الذين لجأوا إليها بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم. تُلقي مقاتلات إف 16 القنابل من ارتفاعٍ عالٍ بحيث لا يمكن أن يرى ملقيها الأهداف بدقة، تلك الأهداف إما حُددت مسبقاً ولم يكن هناك فرصة لمراقبتها والتأكد منها، أو أنها رصدت من قبل آليات مراقبة أخرى والتي عادة ما تعمل دون طيار، والتي تغذي إحداثيات الأهداف وغيرها من المعلومات لمقاتلات إف 16 في وقت الهجوم. وفي كلتا الحالتين، الذخائر المستخدمة قنابل عالية الدقة تصل في وزنها إلى طن واحد وقادرة على الاضطلاع بضربات عالية الدقة.
"لا ، أنا لا أجلس في الطائرة فأرى بعض الإرهابيين يطلقون صاروخ قسام وبعد ذلك أقرر الطيران إليهم!
هناك نظام استخباري كامل نعتمد عليه ويعمل كعيوننا وآذاننا نرصد به كل طائرة في الجو، وهذا النظام يزودنا باستمرار بالمزيد من الأهداف بصرف النظر عن شرعيتها، وفي أي حال، أحاول الاعتقاد أن هذه الأهداف على أعلى مستوى ممكن من الشرعية. على أي حال، فإن هذا النظام يخلق الأهداف لنا فنضربها. أنا أنضم إلى سرب، وأحصل على وصف الهدف وإحداثياته، وأتحقق بشكل رئيسي من أنه لا يقع ضمن خطوط قواتنا، ثم أتحقق من صورة المنزل المستهدف وأقارن بينه وبين الوضع على الأرض وما أراه على بعض الأجهزة الأخرى التي لدي، أقلع، أضغط على الزر، وبعد ذلك توجه القنبلة نفسها إلى الهدف بمستوى من الدقة يساوي متراً واحداً."(24)
رندة صالحة، 34 عاماً، هي أم لسبعة قتلت مع أربعة من أطفالها: رولا عمرها سنة واحدة، وبهاء الدين البالغ من العمر أربعة أعوام، ورنا 12 عاماً، وضياء الدين 14 عاماً- عندما قصفت القوات الإسرائيلية منزلها في بيت لاهيا (مشروع إسكان بيت لاهيا) في منتصف ليلة 9 كانون الثاني 2009. فاطمة 22 عاماً، شقيقة رندة أيضاً قتلت في الهجوم الذي تعرّض له المنزل في وقت لم يكن فيه إلا النساء والأطفال: رندة وأطفالها السبعة، وأختها فاطمة، وشقيقة زوجها وطفليها، تجمعوا هناك لأنهم اعتقدوا أنه سيكون أكثر أماناً من منازلهم. زوج رندة، فايز صالحة، موظف الأونروا (الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) كان في عمله وقتئذ.
يبدو أنه جرى تنبيه العائلة بقرب قصف منزلهم؛ وهي ممارسة جديدة من جانب القوات الإسرائيلية اتبعتها خلال عملية "الرصاص المسكوب" تدق فيها "على سطح" المنزل المستهدف بإطلاق صاروخ "دعابة"- يحتوي على القليل من المتفجرات أو يخلو منها تماماً بغية تخويف السكان ودفعهم لإخلائه، وبعد بضع دقائق لاحقة تستهدفه بقنبلة كبيرة تطلقها طائرات من طراز إف 16.
ربى 10 أعوام، ورشا 9 أعوام هن بنات فايز ورندة صالحة اللتين بقيتا على قيد الحياة- أخبرتا مندوبي منظمة العفو الدولية أنهن ووالدتهما، والأشقاء، والخالة والعمة وأبنائهن قد تدافعوا للخروج من المنزل (إسرائيل/ غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
12
وأنهما -رشا وربى- استطاعتا الخروج أولاً وبذلك تمكنتا من النجاة، بينما أمهما وأشقاؤهما والخالة نجحوا فقط في الوصول إلى أسفل الدرج عندما تعرض المنزل للقصف.
منزل أسرة صالحة، قصف يوم 9 يناير 2009 © منظمة العفو الدولية
وجد مندوبو منظمة العفو الدولية في المنزل الذي لحقت به أضرار شديدة أدلة على قصفه على ثلاث مراحل، وأن شظايا القذائف التي أصابته تدل على أنواعها في كل مرحلة: صواريخ صغيرة يبدو أنها استخدمت "للتحذير" والتي اخترقت السقف واستقرت في مكتبة الأطفال في الطابق الأول. وصاروخ هيلفاير (نار الجحيم) ضرب إحدى غرف نوم الأطفال في الطابق الأول في الوقت الذي يبدو أن الأسرة كانت قد هربت للطابق السفلي. وقصفت طائرة إف 16 المنزل بقنبلة كبيرة سقطت إلى جانبه وانفجرت في الطابق الأرضي بالقرب من واجهة الباب، ودمرت معظم داخل المنزل وجميع جدرانه الخارجية، كانت هذه الضربة التي قتلت الأطفال الأربعة وأمهم وخالتهم.
منزل أسرة أبو عيشة في الطرف الشمالي لمخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة تعرض للقصف في الساعة 1:30 بعد منتصف ليل 5 كانون الثاني 2009، وأسفر الهجوم عن مقتل عامر أبو عيشة 45 عاماً، وزوجته نهيل 35 عاماً، وثلاثة من أطفالهما الأربعة: سيّد 12 عاماً، ومحمد 8 أعوام، وغيدا 7 أعوام، في حين أن دلال 13 عاماً، الطفلة الرابعة والناجية الوحيدة من الأسرة، كانت تقضي تلك الليلة عند عمتها في منزل آخر، ولهذا السبب تمكنت من النجاة(25). انفجرت القنبلة بينما كانت الأسرة نائمة. أعضاء آخرون في أسرة عامر الممتدة؛ والده وأشقاؤه الثلاثة وعائلاتهم، كانوا يعيشون أيضاً في ذات المنزل، كان هناك 33 شخصاً فيه حين قصف في تلك الليلة، بعضهم أصيبوا بجروح من جراء انهيار الجدران(إسرائيل/ غزة: عملية "الرصاص المسكوب" : 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة :MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009).
13
منزل أسرة أبو عيشة، قصف يوم 5 يناير 2009 © منظمة العفو الدولية
قال صابر، أحد إخوة عامر الذين نجوا من الهجوم، للعفو الدولية: "في عام 2006، اتصل بي الجيش الإسرائيلي هاتفياً على هاتفي الجوّال وطلب مني فتح النوافذ والتحرك بعائلتي إلى الفناء الخلفي للمنزل لأنهم كانوا يريدون تفجير مبنى لشرطة حماس يقع مقابل منزلي. بعد خمس دقائق، عاود الجيش الاتصال بي وطلب مني أن أخبر جاري بضرورة مغادرة منزله الذي كان أقرب إلى المبنى المستهدف. بعد ذلك بوقت قصير قاموا فعلاً بتفجير ذلك المبنى، لم تتأثر منازلنا البتة بذلك. لكن هذه المرة قصفوا منزلي، أنا لا أعرف لماذا؟! ودون سابق إنذار. كيف يمكن أن يفعلوا ذلك؟ هم يعرفون رقم هاتفي، فقد اتصلوا سابقاً في تلك الحادثة، أنا لا أفهم! لو قاموا بتحذيرنا أنهم ينون تفجير المنزل لكنّا غادرناه على الفور! كل مدخراتي من السنوات التي أمضيتها أنا وشقيقي في العمل في إسرائيل أنفقت في بناء هذا المنزل، لكن ما هو المنزل في مقابل حياة الإنسان؟ لو حذرونا لكنا غادرنا من فورنا، ولبقي شقيقي وزوجته وأولاده على قيد الحياة".
خلال عملية "الرصاص المسكوب" تلقّى بعض الناس اتصالات هاتفية من قبل الجيش الإسرائيلي طلب منهم فيها مغادرة منازلهم لأنها ستتعرض للقصف بعد بضعة دقائق(26). ووفقاً لمعلومات منظمة العفو الدولية -باستثناء حالة واحدة(27)– فإن أولئك الذين تلقوا دعوات من هذا القبيل امتثلوا لأوامر إخلاء منازلهم قبل أن يتعرضوا للقصف. ومع ذلك، فإن أفراداً في ما لا يقل عن ست أسر لقوا مصرعهم عندما قصفت منازلهم دون أن يتلقوا أي تحذير مسبق، بحسبما أبلغوا منظمة العفو الدولية. في جميع هذه الحالات، كانت المنازل تقع في المناطق المبنية ذات الكثافة السكانية التي يفترض أنها أكثر أماناً من أي مناطق أخرى في غزة.(إسرائيل/ غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار. الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009 )
14
في أي من تلك الحالات، لا يوجد أي دليل يشير إلى أن هذه المنازل أو قاطنيها قد يعتبرون أهدافاً عسكرية.
في الصباح الباكر من يوم 6 يناير 2009 قبل السادسة صباحاً بقليل، 22 فرداً من عائلة الداية، معظمهم من الأطفال والنساء، لقوا مصرعهم عندما قصفت طائرة من طراز إف 16 منزلهم الكبير الواقع في حي الزيتون في مدينة غزة؛ الذي يتكون من خمسة طوابق مقسمة إلى سبع شقق سكنية، محولة إياه إلى كومة من الأنقاض. عاش في المنزل فايز الداية 60 عاماً، وزوجته كوكب 55 عاماً، وأبناؤهم السبعة الذين كان بعضهم متزوجاً ولديه أطفال، وابنتين غير متزوجتين. وقت وقوع الهجوم، كان جنود إسرائيليون متواجدين في الطرف الآخر من حي الزيتون على بعد عدة كيلومترات. في اليوم السابق، قررت الأسرة والجيران ترك منازلهم خوفاً من تضررها نظراً لاكتظاظ الشارع في أعقاب شائعات بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أبلغت السكان أن الجيش الإسرائيلي سيفجر منزل جارة قريبة.
لقد ذكر سكان المنطقة أنهم اتصلوا بالصليب الأحمر والذي بدوره نفى وجود أي معلومات عن أي عمليات قصف وشيكة للأهداف في الشارع، فاطمأنوا وعادوا إلى منازلهم بما في ذلك أسرة الداية. ابن واحد فقط، يسكن الطابق العلوي من المنزل وزوجته أطفاله السبعة بقوا مع أقارب لهم كانوا قد انتقلوا عندهم بعد تلك الشائعة. في مساء يوم 5 كانون الثاني/ يناير، تناولت الأسرة العشاء في الطابق الأرضي واستمعت لمذياع يعمل بالبطاريات -فلم يكن هناك كهرباء-، ثم خلد الجميع للنوم؛ الأبناء وزوجاتهم وأطفالهم في شققهم في الطوابق العلوية، والأبوان والأبناء غير المتزوجين في الطابق الأرضي. عند الفجر ذهب الوالد وأحد أبنائه "محمد" للصلاة في مسجد مجاور، في حوالي 5:30 فجراً عادوا إلى منزلهم مع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استؤنفت مرة أخرى، كان الأب قد دخل المنزل قبيل الهجوم، في حين تخلّف عنه محمد قليلاً الذي كان قد اقترب من المنزل عندما قصف. زوجته الحامل "إيزال" وبناته الثلاث وابنه -جميعهم تقل أعمارهم عن سبع سنوات- لقوا مصرعهم جنباً إلى جنب مع والديه فايز وكوكب، وشقيقه إياد وزوجته روضة وثلاث بنات وثلاثة أبناء -أعمارهم تقل عن 10 أعوام-، وشقيقه رامز وزوجته صفاء وابنتهما عمرها ستة أشهر وابنهما في السنتين من عمره، شقيقتيه رائدة وصابرين، وشقيقه رضوان. عندما زار مندوبو منظمة العفو الدولية موقع القصف لأول مرة في 20 كانون الثاني كان ما يزال تسع من أصل 22 جثة تحت الأنقاض، لقد كانت عملية إزالة الأنقاض صعبة بسبب موقع المنزل في شارع ضيق ومكتظ، ولنقص المعدات اللازمة.
في مؤتمر صحفي عقده الجيش الإسرائيلي يوم 22 ابريل عام 2009 برر قصف منزل عائلة الداية على أنه "جاء نتيجة لخطأ فني" وبأن المستهدف هو المبنى المجاور الذي زعم الجيش أنه كان موقعاً لتخزين الأسلحة، على الرغم من أن مخزن الأسلحة المزعوم هذا لم يعلم تعرضه للهجوم أبداً حتى بعد أن أقرّ الجيش أن الهجوم في 6 كانون الثاني قد دمرّ المبنى الخطأ. إن هذا التفسير الذي لجأ إليه الجيش الإسرائيلي يثير تساؤلات عديدة حول مدى اتخاذه الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين وممتلكاتهم؛ فهي لم تحذر المنازل المجاورة لمخزن الأسلحة المزعوم قبل الهجوم، على الرغم من توقعها أن يتسبب في اندلاع حرائق ثانوية وأضرار من شأنها أن تشكل خطراً على السكان. وهذه هي الحالة الوحيدة المعروفة لمنظمة العفو الدولية التي قدّم فيها الجيش الإسرائيلي تفسيراً لقصفه ممتلكات مدنية مأهولة، أوقعت العديد من الضحايا المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في المنازل المجاورة للمباني التي استهدافها مباشرة دون سابق إنذار. (إسرائيل/ غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
15
خمس شقيقات من أسرة بعلوشة؛ جواهر، ودينا، وسمر، وإكرام وتحرير، اللواتي تتراوح أعمارهن بين أربعة إلى 17 عاماً، سحقن حتى الموت تحت أنقاض منزلهن في جباليا شمال قطاع غزة حين انهار فوقهن عندما قصف الجيش الإسرائيلي مسجد عماد عقل المجاور في حوالي الساعة 11:45 مساء يوم 29 ديسمبر 2008 أثناء نوم الأسرة... التي لم تتلق أي تحذير مسبق.
أصيبت الشقيقتان الأخريان؛ سماح 11 عاماً، وإيمان 17 عاماً، اللتان كانتا نائمتين في نفس الغرفة بجروح، في حين أن والدَيهم وشقيقين آخرين- طفلة عمرها أسبوعين، وصبي عمره 16 شهراً- كانوا ينامون في غرفة أخرى ومعظم إصاباتهم كانت طفيفة. منازل أخرى مجاورة لحقت بها أضرار جراء الهجوم.
نقل عن الجيش الإسرائيلي قوله أن استهداف المسجد جاء لأنه "موقع تجمع معروف" لأعضاء حماس، وأن أربعة مسلحين كانوا داخله وقت الهجوم(28). زار مندوبو منظمة العفو الدولية الموقع، لكن نظراً للدمار الشديد الذي لحق به لا يمكن الجزم فيما إذا كان المسجد قد استخدم من قبل الجماعات المسلحة لتخزين الأسلحة أم لأغراض أخرى، ولا يمكن التأكد ما إذا كان هناك مقاتلون فلسطينيون داخله وقت الضربة. الجيش الإسرائيلي من جانبه لم يقدم أدلة تثبت هذه الادعاءات؛ مثل اسم أي من المقاتلين الذين أفيد أنهم في المسجد في ذلك الوقت. ومع ذلك، وحتى لو كانت مزاعم الجيش الإسرائيلي صحيحة، فإن هذا لا يعفيه من واجبه في اتخاذ إجراءات وقائية ضد الإضرار بالمدنيين، بما في ذلك الإنذار المسبق. فحين خطط لاستهداف المسجد كان على علم بأن مثل هذا الهجوم وبهذا الحجم كان لا محالة سيدمر المنازل الصغيرة المتاخمة له، وبالتالي كان بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يحذر أسرة بعلوشة لمغادرة منزلهم. قالت والدة الفتيات الخمسة القتيلات، سميرة بعلوشة، لمنظمة العفو الدولية: "ما كنا لنبقى لدقيقة واحدة لو علمنا أنهم كانوا ينوون القصف بالقرب من منزلنا، كنا سنذهب إلى أي مكان لحماية بناتنا".
الهوامش
(24) من بروتوكول جلسة "نقاش المقاتلين" لخريجي برنامج دورة رابين التحضيرية للجيش التي تلت عملية "الرصاص المسكوب"، أورانيم، 13 فبراير 2009 – المؤتمر الشتوي.
(25) من شهادة دلال لتلفزيون الجزيرة: http://www.youtube.com/watch?v=JPoIdEfWCIo&feature=related
(النسخة الأصلية باللغة العربية)
إسرائيل/ غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009
109
http://www.youtube.com/watch?v=9tSjhEml1Oo&feature=related
(مقتطف مع ترجمة باللغة الإنجليزية).
(26) كانت هذه الممارسة وضعت في صيف عام 2006. ومع ذلك، غالباً ما دمر القصف أو ألحق أضراراً بمنازل مجاورة، وأحياناً قتل أو جرح سكانها، الذين لم يتلقوا أي تحذيرات. لم يعقب تلك التحذيرات عبر الهاتف في أحيان كثيرة أية عمليات القصف لأن الجيران والأصدقاء عمدوا للتجمع في البيوت المهددة بأعداد كبيرة لمنع تعرضها للقصف. في حالات أخرى امتثل سكان المنازل للأوامر وغادروها قبيل قصفها.
(27) في حالة واحدة، قصف سلاح الجو الإسرائيلي في 1 يناير 2009 بيت نزار ريّان، أستاذ جامعي وعضو بارز في حركة حماس/ الأجنحة السياسية والمسلحة، بعد أن رفض الاستجابة لدعوة الجيش مغادرة المنزل. ريّان قتل في الهجوم جنباً إلى جنب مع زوجاته الأربع، و11 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامين و16 عاماً. بعض المنازل المجاورة دمرت أيضاً. قال الجيش الإسرائيلي أن قنبلة تزن طنّاً ألقيت على المنزل وأن هذا هو الهدف من الهجوم، القضاء على الريّان نفسه. زعموا أنه كان يستخدم لتخزين الأسلحة وكمركز للاتصالات، وأن تحته نفق أرضي يهرب منه المسلحون(http://idfspokesperson.com/2009/01/01/iaf-strike-on-house-ofnizar-
rian-1-jan-2009).
حتى لو كانت ادعاءات الجيش الإسرائيلي- التي لم تثبت- دقيقة، فإن هذا الهجوم كان غير متناسباً في قوته مع الهدف المعلن من ورائه، ويعتبر خرقاً للقانون الإنساني الدولي. لم يقدّم الجيش أي معلومات حول الميزة العسكرية التي يمكن تحقيقها من تنفيذ هذا الهجوم في هذا الوقت بالذات، مع علمه أن المدارس مغلقة، وبالتالي فالأطفال والنساء وغير المقاتلين سيكونون في المنزل. الجيش لم يقدم أي أدلة تدعم ادعائه بأنه قصف المنزل بعد أن أظهرت أجهزة المراقبة أن مجموعة كبيرة من الناس قد غادرته.
(28) http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/five-sisters-killed-in-gaza-while-they-slept-1216224.html
ترجمة الأستاذة لميس طه
ويتبع >>>>>: الضربات الجوية ضد السكان في غزة 1.1.2
اقرأ أيضاً:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة/ غزة من الداخل والخارج/ الإعلام والحرب على غزة/ هنا غزة... من يحتاج من؟/ شبهات حول قضية غزة والرد عليها/ طريق يشوع: من غزة إلى بيروت/ إعادة إعمار غزة.. سيناريوهات متوقعة!