شظايا قذيفة مدفعية من الفوسفور الأبيض من عيار M155 أمريكية الصنع، التي أطلقتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة © منظمة العفو الدولية
1.3 الهجمات العشوائية
المرافق الطبية والإنسانية المتضررة
صباح يوم 15 كانون الثاني/ يناير 2009 عدة قذائف من الفوسفور الأبيض وقذائف مدفعية شديدة الانفجار سقطت على مقر الأنروا وسط مدينة غزة، مما تسبب في نشوب حريق أتى على عشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية والأدوية التي يحتاجها القطاع حاجة ماسّة، ودمّر الورش والمستودعات في المقر، وألحق أضراراً بالعديد من المركبات في المكان، كما وأصيب أحد موظفي الأمم المتحدة واثنين من المدنيين كانا لجآ للمجمع(46). كان ما يقرب من 700 من المدنيين المقيمين في المباني المجاورة قد فروا من منازلهم ولجأوا إلى مجمع الأنروا في وقت سابق من صباح ذلك اليوم عندما كثفت القوات الإسرائيلية من قصفها للمنطقة، ولولا شجاعة موظفي الأنروا الذين أخرجوا المركبات الممتلئة بالوقود من المقر، تحت وابل النار مما منع انفجارها حيث لجأ المدنيون، لوقعت كارثة مروعة.
روت جودي كلارك، إحدى موظفي الأنروا، لمنظمة العفو الدولية ما حدث: "سقطت كتل الفوسفور الأبيض المشتعلة في جميع أنحاء المكان، وأيضا حيث كانت صهاريج وقود وشاحنات ممتلئة بالوقود متوقفة. حاولنا إخماد الحريق ولكن لم نستطع، فطفايات الحريق لم تتغلب على النار مطلقاً، بعض كتل النار وقعت أسفل المركبات؛ كان الوضع خطراً جداً قد يؤدي إلى انفجار صهاريج الوقود، أبعدتُ الكتل المشتعلة من تحتها بعصا ثم حاولنا قيادتها خارج المجمع بأسرع ما يمكن".
أخبر المدير الإقليمي للأونروا في غزة، جون غينغ، وعدد من موظفي الوكالة الذين كانوا في المجمع خلال الهجوم، منظمة العفو الدولية أنهم بدءوا الاتصال بمسؤولين في الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من صباح ذلك اليوم، حين كانت المنطقة المحيطة بمجمع الأنروا تتعرض للقصف من قبل القوات الإسرائيلية، وعندما ضربت أولى القذائف المجمع عاودوا الاتصال بالجيش الإسرائيلي مرة أخرى لتنبيههم إلى أن المجمع يتعرض للقصف، وليدعوه لوقف الهجمات فوراً(47).
(إسرائيل/غزة: عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
32
توقف القصف بعد بعض الوقت، لكن الحرائق استمرت في الاشتعال ولم يكن هناك من طريقة لإخمادها، ما تسبب في إتلاف المساعدات الإنسانية والأدوية. عندما زار مندوبون من منظمة العفو الدولية المجمع بعد أربعة أيام من الهجوم كانت الحرائق ما تزال مشتعلة في بعض المستودعات، وخصوصاً تلك التي خزّن فيها الزيت والطحين وغيرها من المواد الغذائية القابلة للاحتراق، بينما كانت الورش وباقي المستودعات متفحمة تماماً، وكلا المبنيين ومحتوياتهما قد دمرا بالكامل. وجد مندوبو منظمة العفو الدولية في المجمع شظايا قذائف مدفعية من الفوسفور الأبيض، بعضها كانت أرقام تسلسلها ما تزال مرئية، كما وجدوا على الأقل قذيفة مدفعية واحدة شديدة الانفجار في المكان(48).
في نفس اليوم، نقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود أولمرت، قوله للأمين العام لأمم المتحدة: "لا أعلم إن كنت تدري أم لا، لكن حركة حماس شنت هجوماً من داخل مجمع الأنروا"، وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أيضاً أن "الإرهابيين كانوا يطلقون صواريخ مضادة للدبابات من مجمع الأنروا على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي المتمركزة في مكان قريب، وكردٍّ على ذلك، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي النار"(49) . أنكرت الأنروا بشدة هذه الادعاءات، والتي فشلت السلطات الإسرائيلية في إثباتها فأسقطتها لاحقاً. هذا الحادث هو من بين الحوادث المذكورة في تصريح الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام في 22 نيسان / أبريل بوصفه موضوع تحقيق داخلي قام به الجيش، ووفقاً للتحقيق يدعي الجيش أنه على ما "يبدو أن شظايا من قذائف دخانية سقطت على مستودع يقع في مقر الأنروا". في واقع الأمر لم تكن شظايا ما تعرض له مجمع مباني الأنروا.
(إسرائيل/غزة: عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
33
لقد رأى باحثون تابعون لمنظمة العفو الدولية عدة قذائف مدفعية من الفوسفور الأبيض كانت قد سقطت وانفجرت داخل المجمع، إلى جانب قذيفة مدفعية واحدة على الأقل شديدة الانفجار. لا يوجد أي سبب للشك في تأكيدات الجيش بأنه لم يتعمد استهداف مجمع الأنروا، فالمدفعية سلاح غير دقيق في إصابة الأهداف. المسألة التي على المحك هي الاستخدام غير المشروع لسلاح غير دقيق كالمدفعية، علاوة على تحميله بمادة خطرة كالفوسفور الأبيض، في المناطق السكنية المكتظة. مجلس التحقيق التابع للأمم المتحدة الذي قام بالتحقيق في الهجوم وجد أن "استخدام المدفعية من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي تسبب... في انفجار ثلاثة قذائف من عيار 155 مم، وعيار M107 شديدة الانفجار داخل مجمع المكتب الإقليمي للأنروا و... ما لا يقل عن ثمانية أغلفة قذائف دخانية عيار 155 مم M825A1 تحتوي على الفوسفور الأبيض، إضافة إلى عدد كبير من الأسافين الحارقة المشربة بالفسفور الأبيض، سقطت ضمن المجمع... [وهذا] تسبب في إصابة أحد موظفي الأنروا وشخصين آخرين مجهولي الهوية كانا قد لجآ للمبنى. ووجد المجلس أيضاً أن الأضرار التي لحقت بالمباني والمركبات والمحتويات كانت كبيرة جداً"(50).
إن ادعاء الجيش بأن "هذه النتائج لم يكن بالإمكان التنبؤ بها" يفتقر إلى أي مصداقية، فمسؤولوه يدركون تماماً خطورة استخدام المدفعية وسط منطقة سكنية مكتظة كونها سلاح لا يمكن توجيهه بدقة لإصابة الأهداف. علاوة على ذلك، في الوقت الذي وقع فيه هذا الحادث، كانت المخاوف قد أثيرت مراراً وتكراراً مع السلطات الإسرائيلية حول استخدام المدفعية بصورة عامة، والفوسفور الأبيض على وجه الخصوص، في مناطق سكنية مدنية. بل وبالرغم من العواقب الوخيمة لهذه الحادثة وغيرها من الهجمات الموثّقة واصلت القوات الإسرائيلية بشن مثل هذه الهجمات في مناطق مزدحمة بالمدنيين. بعد يومين اثنين فقط، في 17 كانون الثاني / يناير قصفت إحدى مدارس الأنروا الابتدائية في بيت لاهيا بقذائف مدفعية من الفوسفور الأبيض حيث لجأ أكثر من 1،500 مدني، مما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة عدة أشخاص آخرين.
لقد ذكر الجيش الإسرائيلي في تصريحه لوسائل الإعلام يوم 22 نيسان / أبريل أن مخزن الأدوية والمستحضرات الصيدلانية التابع للصليب الأحمر- في الحقيقة هو تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وليس للجنة الصليب الأحمر الدولية- قد تعرّض للهجوم خلال القتال الدائر بين القوات الإسرائيلية ونشطاء من حماس، ولكن لم يحدد نوع الهجوم الذي شنّته القوات الإسرائيلية على تلك المنطقة، لا سيما وأنه لم يذكر أن الفوسفور الأبيض وقذائف أخرى سقطت على مستشفى القدس الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجاور مما تسبب في حرائق ضخمة وأضرار كبيرة.
تعرض مستشفى القدس، في حي تل الهوى وسط مدينة غزة، للقصف مراراً وتكراراً منذ الصباح وحتى ليل يوم 15 كانون الثاني/ يناير بكتل الفوسفور الأبيض المشتعلة، وقذائف مدفعية من الفوسفور الأبيض وقذائف الدبابات، في نهاية المطاف اضطر العاملون الطبيون والمرضى لإخلائه. في ذلك الوقت كان في المستشفى نحو 50 مريضاً يتلقون العلاج في المستشفى، ونحو 500 من السكان المحليين لجأوا إليه هرباً من القصف الذي تعرضت له المنطقة.
لقد دمر حريق ناجم عن الفسفور الأبيض الطابقين العلويين من المبنى الرئيسي للمستشفى، ومبنى الإدارة المتاخم للمستشفى حيث يرتبطان بجسر، كما سقطت قذيفة دبابة واحدة على الأقل على صيدلية المستشفى في الطابق الثاني. محاولات الأطباء والعاملين في المستشفى بما في ذلك الأطباء الزائرين الأجانب لإخماد الحريق بدلاء المياه وطفايات الحريق باءت بالفشل، فيما لم يتمكن رجال الإطفاء وسيارات الدفاع المدني من الوصول إلى المستشفى إلا بعد مرور أكثر من ساعة على الحادث.
(إسرائيل/غزة:عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، اوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
34
مستشفى القدس © منظمة العفو الدولية
مع حلول ظهر ذلك اليوم تمكن المستشفى من التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء المئات من المدنيين الذين احتموا به إلى ملجأ طارئ أقامته الأنروا، في تلك الأثناء حاول العاملون في المستشفى إخماد الحرائق التي اندلعت في عدة مواقع داخله. ازداد قصف المستشفى بالفوسفور الأبيض مساءً مما أجبر الموظفين على مغادرته، فدفعوا أسرة المرضى خارجاً على طول الطريق بعيداً عن المبنى، حتى تسنى نقلهم في نهاية المطاف إلى مستشفى الشفاء. مخزن أدوية صغير في مبنى منفصل قريب من المستشفى كان قد احترق بالكامل بعد ضربه بالفوسفور الأبيض على ما يبدو، كما سحقت وأحرقت سيارت إسعاف بالقرب من المستشفى.
وجد مندوبو منظمة العفو الدولية قذيفتي فسفور أبيض من عيار 155 مم في المستشفى، كما أكد الأطباء أن قذائف أخرى من هذا النوع قد سقطت خارج المستشفى، وعرض سكان المنطقة لمنظمة العفو الدولية شظايا قذائف الفسفور الأبيض وكتل الفوسفور التي كانت قد سقطت في منازلهم أو بالقرب منها.
دار قتال في الليلة السابقة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين على مشارف حي تل الهوى على مسافة من المستشفى، في حين أكد مدير وموظفو المستشفى لمنظمة العفو الدولية عدم وجود أي مسلحين داخل المستشفى أو خارجه. ولو افترض جدلاً أن مسلحين موجودون في المنطقة، فإن شن هجوم عليه بالفسفور الأبيض يعتبر انتهاكاً للحظر المفروض على الهجمات العشوائية. المستشفيات منشأت مدنية ولا تصبح أهدافاً عسكرية لمجرد وجود مقاتلين في المناطق المجاورة لها.
(إسرائيل/غزة:عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة: MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
35
نفي إسرائيل لاستخدام الفسفور الأبيض- المعاناة الإضافية للضحايا
لقد أدلى المسؤولون الإسرائيليون بتصريحات متضاربة حول استخدام الفوسفور الأبيض؛ في البداية نفوا استخدامه، وفي وقت لاحق ذكروا أن القوات الإسرائيلية استخدمت ذخيرة يقر بها القانون الدولي، ومن ثم أعلن فيما بعد أنهم يجرون تحقيقاً داخلياً.
نفى الناطقون باسم الجيش الإسرائيلي ومسؤولون على أعلى مستوى استخدام قذائف مدفعية من الفوسفور الأبيض نفياً قاطعاً طيلة 10 أيام بعد تسجيل أول حالة قصف باستخدامه. قال رئيس هيئة أركان الجيش، اللواء غابي أشكنازي، أمام البرلمان في 13 كانون الثاني/ يناير: "إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الأسلحة وفقاً للقانون الدولي، نحن لا نستخدم الفوسفور، فقط 'الستائر الدخانية'"(51).
في السابق، في 7 كانون الثاني / يناير، ذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لمحطة CNN: "أستطيع القول لكم بكل ثقة أن الفوسفور الأبيض قطعاً لم يستخدم"(52)، وحين وجِهت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في 8 كانون الثاني / يناير بصور الجنود الإسرائيليين وهم يعبئون المدفعية بقذائف من الفوسفور الأبيض عيار 155 مم، والتي يمكن تمييزها بسهولة بلونها الأزرق الفاتح وأرقام تسلسلها، عند الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، عللت ذلك لصحيفة "التايمز" البريطانية: "هذا ما نسميه قذيفة هادئة- وهي فارغة، لا تحتوي أي مادة متفجرة أو فوسفور أبيض. لا يوجد شيء في داخلها"(53).
لا يعقل أن المسؤولين على كافة المستويات في الجيش الإسرائيلي لم يكونوا على علم بأن الفوسفور الأبيض قد استخدم ويستخدم. وحتى في حال أنهم لم يعلموا -وهذا غير مرجح- كان هناك لقطات تلفزيونية كثيرة لقذائف مدفعية من الفوسفور الأبيض تطلق في الهواء لتنفجر في سماء قطاع غزة.
استمر الجيش الإسرائيلي والسلطات الإسرائيلية في إنكارهما لاستخدام قواتها الفوسفور الأبيض حتى عندما كان من الواضح أن المدنيين يتعرضون للقتل والجرح بسبب تلك المادة، وأن الضحايا لا يتلقون العلاج اللازم لأن الأطباء في قطاع غزة لم يعرفوا ما الذي سبب الحروق وكيفية علاجها. الأطباء الذين تعاملوا مع إصابات الضحايا الأوائل لم يكن لديهم فكرة عما كانوا يواجهون، فلم يسبق أن استخدم الفوسفور الأبيض في قطاع غزة، ولم تعرف الطواقم الطبية سبب الحروق العميقة التي عانى منها الضحايا ولا كيفية التعامل معها. رفض إسرائيل الكشف عن ذلك، ومن ثم رفض تأكيد أن قواتها قد استخدمت الفوسفور الأبيض يعني أن الأطباء لم يتمكنوا من تقديم العلاج الصحيح، وتوفي مرضى كان يمكن إنقاذ حياتهم لو عرف السبب وراء حروقهم، وكان العلاج الملائم متاحاً.
لقد شرح أطباء وحدة الحروق في المستشفيات الرئيسية في غزة لمنظمة العفو الدولية مدى حيرتهم عندما تعاملوا من الحالات في البداية، فبدلاً من أن تتحسن الإصابات بعد العلاج الأولي استمرت الحروق في الانتشار والتعمق في الأنسجة، مما تسبب في آلام مبرحة وتدهور لا يمكن تفسيره في حالات المرضى.
(إسرائيل/غزة: عملية 'الرصاص المسكوب': 22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
36
يدرك الجيش الإسرائيلي تماماً مخاطر الفوسفور الأبيض على بني البشر، وقد سلطت وثائق حررها رئيس الخدمات الطبية في الجيش الإسرائيلي ومكتب العمليات الطبية الميدانية خلال عملية "الرصاص المسكوب" الضوء على بعض آثاره الخطرة. جاء في وثيقة موقعة باسم العقيد الدكتور جيل هيرشورن، رئيس قسم "الصدمة" في مكتب الخدمات الطبية في الجيش، ما يلي: "عندما يلامس الفوسفور الأبيض الأنسجة الحية فإنه يتسبب في تآكل النسيج، كما لو أنه يشق لنفسه طريقاً خلال النسيج الحي. الخصائص المميزة للإصابة الناجمة عن الفوسفور الأبيض هي: حروق كيميائية مصحوبة بألم شديد، وتلف الأنسجة... وقد يتسرب الفوسفور إلى داخل الجسم ملحقاً الضرر بالأعضاء الداخلية. على المدى الطويل، فإن الإصابة بالفشل الكلوي وانتشار العدوى هي سمة مميزة أخرى... في الختام، الجرح الناتج عن ذخيرة تحتوي متفجرات الفوسفور البيض هو خطير في حد ذاته، ويحتمل أن يتسبب في أضرار جسيمة للأنسجة"(54).
وثيقة أخرى بعنوان "التعرض للفوسفور الأبيض"، أعدها مكتب العمليات الطبية الميدانية وأرسلت من مقر وزارة الصحة، توضح أن: "معظم المعلومات المتعلقة بالجروح الناجمة عن الفوسفور مصدرها التجارب المخبرية على الحيوانات، والحوادث. إن التعرض للفسفور الأبيض سامٌّ للغاية، وفقاً لكثير من التجارب المعملية، الحروق التي تغطي مساحة صغيرة من الجسم، بين 12-15 % في الحيوانات المخبرية وأقل من 10% في البشر، قد تكون قاتلة نتيجة لآثارها المدمرة على الكبد والقلب والكلى على وجه التحديد."(55)
إن القصف بالمدفعية عامة وبالفوسفور الأبيض خاصة، في المناطق المزدحمة بالسكان يندرج تحت بند الهجمات العشوائية وبالتالي فهو غير قانوني، وإضافة إلى الوفيات والإصابات الناجمة عن ذلك، فاقم إصرار السلطات الإسرائيلية على إنكار استخدامها الفسفور الأبيض الوضع وزاده سوءاً، وتأخُر اعترافها بذلك عرقل تقديم العلاج المناسب لضحايا مثل هذه الهجمات وتسبب لهم بمعاناة إضافية، وفي بعض الحالات توفي الضحايا الذين كان من الممكن إنقاذهم.
الهوامش
(46)
http://www.un.org/unrwa/news/statements/SecGen/2009/headquarters_15jan09.html
(47) تنبهات موظفو الأنروا لمسؤولي الجيش الإسرائيلي شملت: الرائد أفيعاد زيلبرمان، والمقدم يوري زنجر، والعميد باروخ شبيغل.
(48) عثر على رقم التسلسل التالي على شظايا إحدى قذائف المدفعية من الفسفور الأبيض:PB-91K018-035 وهو يشير إلى أنه تم تجميعها من قبل (Pine Bluff Arsenal (PB في عام 1991 (91) في تشرين الأول/ أكتوبر (K).
(49) http://www.haaretz.com/hasen/spages/1055761.html ;
http://www.israelnationalnews.com/News/Flash.aspx/159354
(50) موجز مقدم من الأمين العام للأمم المتحدة لتقرير مجلس التحقيق التابع لها في حوادث معينة وقعت في قطاع غزة في الفترة بين 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 و 19 كانون الثاني/ يناير 2009.
(51) وجاء هذا البيان رداً على سؤال من عضوة الكنيست "زهافا جلؤون" عن الإدعاء أن الجيش كان يستخدم الفسفور الأبيض في غزة.
(52) http://edition.cnn.com/video/#/video/world/2009/01/12/wedeman.gaza.israel.phosphorus.cnn
(53) http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article5470047.ece
(54) مترجمة عن اللغة العبرية من وثيقة حصلت عليها منظمة العفو الدولية.
(55) مترجمة عن اللغة العبرية من وثيقة حصلت عليها منظمة العفو الدولية.
ويتبع >>>>>: قذائف الهاون1.3.2
ترجمة الأستاذة لميس طه
اقرأ أيضاً:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة/ غزة من الداخل والخارج/ الإعلام والحرب على غزة/ شبهات حول قضية غزة والرد عليها/ طريق يشوع: من غزة إلى بيروت / إعادة إعمار غزة.. سيناريوهات متوقعة!