11 فرداً من عائلة ديب قتلوا بالقرب من مدرسة للأنروا: محمد معين، آلاء معين، آمال مطر(بلا صورة)، شمّة سالم، أسيل معين، نور معين، مصطفى معين، عصام سمير، محمد سمير، فاطمة سمير( بلا صورة)، وسمير شفيق © منظمة العفو الدولية
تابع الهجمات العشوائية
قتلت سلسلة من عمليات القصف الإسرائيلية بقذائف الهاون على مقربة من مدرسة للأنروا في مخيم جباليا للاجئين بعد ظهر يوم 6 كانون الثاني/ يناير 2009 أكثر من 30 مدنياً من سكان المنطقة ومن الذين فروا من منازلهم والتجؤوا إلى المدرسة 56. من بين الضحايا 11 فرداً من عائلة ديب فيهم خمسة أطفال وأربع نساء، قتلوا في فناء منزلهم قرب المدرسة، بينما أصيب سبعة فلسطينيين، هم: حارس المدرسة، وستة من المدنيين المحتمين فيها جراء الشظايا والحطام المتطاير، عدا عن عشرات ممن جروحوا خارجها. لقد أثارت هذه الحادثة جدلاً؛ جزئياً نتيجة تقارير وسائل الإعلام الخاطئة التي قالت أن قذائف هاون قد سقطت داخل المدرسة، ولادعاء الجيش الإسرائيلي خطأً أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ من داخل المدرسة وقُتِلوا هناك في وقت لاحق بالقصف الإسرائيلي(57) .
قال مارك ريجيف وهو متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، للبي بي سي (BBC): "إذا كنت تستولي -بالسلاح- على منشأة للأمم المتحدة، وإذا كنت تحتجز الناس هناك كرهائن، وتطلق النار من هذه المنشأة على جنود إسرائيليين في المنطقة القريبة، ثم يُرد عليك بنيران مضادة، فأعتقد أن هذه جريمة حرب بموجب القانون الدولي"(58) .
كرر العقيد أوليفييه رافويتز، متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي، هذا الادعاء وأضاف أن مدرسة الأمم المتحدة على ما يبدو كانت مفخخة(59)، وقال مسؤول بوزارة الدفاع أن "قنابل مزروعة في المدرسة تسببت في تفجيرات ثانوية هي التي قتلت أعداداً إضافية من الفلسطينيين هناك"(60).
(إسرائيل/غزة:عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
37
في الواقع، لم تكن هناك غارة إسرائيلية على المدرسة التابعة للأنروا، أو أي إطلاق للصواريخ من داخل المدرسة من قِبَل المسلحين الفلسطينيين، أو أي حالة وفاة -سواء من المدنيين أو من المسلحين- داخل المدرسة. أما بالنسبة للفلسطينيين اللذين قتلا في المدرسة ووصفهما الجيش الإسرائيلي على أنهما عضوان في خلية حماس التي أطلقت الصواريخ من داخلها، عماد وحسن أبو عسكر؛ فقد تبين أن عماد، وهو طالب عمره 13 عاماً، كان من بين الذين قتلوا في الشارع خارج المدرسة وليس داخلها، في حين أن هوية الثاني غير واضحة نظراً إلى أنه ليس هناك أحد باسم "حسن" في عائلة أبو عسكر(61).
لاحقاً، قدّم الجيش الإسرائيلي عدة روايات مختلفة للحادث، وأسقط الادعاء بأن صواريخاً أطلقت من داخل المدرسة. في 11 كانون الثاني/ يناير نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن لواء المظليين أجرى "تحقيقاً أولياً"، وهو اللواء المسؤول عن تلك المنطقة في ذلك الوقت، ووفقاً له، أطلق المتشددون صاروخ قسام إلى داخل إسرائيل من الفناء المجاور لباحة المدرسة التابعة للأنروا، وأن القوات الإسرائيلية استهدفتهم بقذائف هاون مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتي تصيب هدفها بهامش خطأ يصل إلى 30 متراً؛ إحدى القذائف الثلاث التي أطلقها لواء المظليين وقعت في مبنى الأنروا، في حين أن القذيفتين الأخريين ضربتا ساحة مجاورة وقتلت مسلحي حماس "الذين ربما ينتمون إلى الخلية التي أطلقت الصواريخ"(62).
بيد أن هذه الصيغة لم تكن دقيقة جداً، كما لم يكن هناك أي نيران فلسطينية تطلق من الساحة المجاورة للمدرسة، ولم تضرب أيّاً من قذائف الهاون الإسرائيلية مدرسة الأنروا، بل أن أكثر من ثلاث قذائف هاون أطلقت على تلك المنطقة. عندما زارت منظمة العفو الدولية المنطقة، كشف خبراء الذخائر التابعون لها أن ما لا يقل عن أربع هجمات بقذائف الهاون وقعت في الشارع خارج المدرسة، بالإضافة ضربات أخرى في مناطق مجاورة. قدم الجيش الإسرائيلي في تصريحه لوسائل الإعلام يوم 22 نيسان / أبريل قصة أخرى تفيد بأن "نشطاء حركة حماس استخدموا موقعاً يبعد 80 متراً عن المدرسة لإطلاق قذائف هاون على قوات الجيش الإسرائيلي" وأن الجنود ردّوا "بالحد الأدنى من النار وبالقوة المتناسبة مع النيران المعادية، وباستخدام أكثر الأسلحة دقة مما هو متاح لهم" وأن "خلية من خمسة عناصر إرهابية وسبعة مدنيين خارج فناء المدرسة قد أصيبوا". ومع ذلك، فإن الجيش لم يذكر أسماء الأشخاص الاثني عشر (المسلحين الخمسة والمدنيين السبعة) الذين ادعى أنهم الضحايا الوحيدون للهجوم.
هذه الرواية، أيضاً، تحتوي على عدد من المغالطات وتثير من الأسئلة أكثر مما تقدم من الأجوبة.
أولاً: خلافاً للجيش في تأكيده على أن ما مجموعه 12 شخصاً أصيبوا، فإنه على الأقل 30 شخصاً، معظمهم من المدنيين، لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح.
ثانياً: من المعروف أن قذائف الهاون غير دقيقة، وأن احتمالية إصابتها لأهدافها بدقة ضعيفة جداً، وأن استعمالها يحمل مخاطر عالية توجب ألا تستخدم أبداً في منطقة ذات كثافة سكانية. ثالثاً: باستخدام قذائف الهاون في منطقة مزدحمة من هذا القبيل- وهي مكتظة أكثر بكثير من المعتاد نظراً لوجود عدد كبير من المدنيين الذين كانوا يحتمون في مدرسة تابعة للأنروا، فإن على الجيش الإسرائيلي أن يتوقع بأنهم كانوا عرضة للقتل والإصابة.
(إسرائيل/غزة:عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
38
في الفترة بين 6 كانون الثاني/ يناير و22 نيسان/ أبريل 2009، كرر مسؤولون إسرائيليون مراراً معلومات غير دقيقة عن هذه الحادثة. واصل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الادعاء بأن مسلحين من حماس أطلقوا صواريخ، واستولوا على مدرسة تابعة للأنروا نزح إليها المئات من المدنيين وفخخوها. ومثل هذه الادعاءات، وإن قدمت بحسن نية، تثير تساؤلات حول مصداقية ونوعية المعلومات التي يحصل عليها مسؤولي الحكومة والجيش من جنودهم في الميدان، وحول عدم وجود رقابة فعالة وآليات مساءلة للقوات العاملة على الأرض.
حقق مجلس التحقيق التابع للأمم المتحدة في الهجوم ووجد أن "السبب- بلا أدنى شك- وراء إصابة حارس مدرسة الأنروا والمدنيين الذين لجأوا إليها في جباليا، والأضرار التي لحقت بالمدرسة، والوفيات والإصابات في الأشخاص من المناطق الملاصقة لها، كان إطلاق جيش الدفاع الإسرائيلي قذائف هاون عيار 120 مم سقطت على الطريق خارج المدرسة وعلى منزل الأسرة في مكان قريب."(63) خلص مجلس التحقيق أيضاً إلى أن "واحداً من أولئك الذين قتلوا خارج المدرسة كان صبياً يبلغ من العمر 14 عاماً لاذ بالمدرسة مع عائلته، وكان خارج بوابة المدرسة عندما قتل"(64).
الهوامش
(56) أبلغ مسؤولو المدرسة منظمة العفو الدولية أنه في يوم الهجوم كان حوالي 1،900 شخصاً قد لجأوا إلى المدرسة.
(57) http://www.mfa.gov.il/MFA/Government/Communiques/2009/Initial_inquiry_school_incident_6-Jan-
2009.htm;
http://www.mfa.gov.il/MFA/About+the+Ministry/Behind+the+Headlines/Ttragedy_school_Jebaliya_6-Jan-
2009.htm;
http://www.haaretz.com/hasen/spages/1053138.htm
(58) http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/7814054.stm
(59) العقيد أوليفييه رافويتز "لماذا لا تؤكد الأمم المتحدة أن المدرسة كانت تستخدم كقاعدة لإطلاق الصواريخ؟ " (باللغة الفرنسية) ، 11 يناير 2009 :
http://www.cyberpresse.ca/opinions/chroniqueurs/patricklagace/200901/11/01-816569-gaza-israel-la-palestine-et-la-guerre.php
http://video.google.fr/videosearch?q=gaza+france+24&hl=fr&emb=0&aq=3&oq=gaza+FR#q=gaza+
france+24&hl=fr&emb=0&aq=3&oq=gaza+FR&start=10
(60) http://www.jpost.com/servlet/Satellite?cid=1231167272256&pagename=JPost%2FJPArticle%2FShow
(61) http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/7814054.stm
http://video.google.fr/videosearch?q=gaza+france+24&hl=fr&emb=0&aq=3&oq=gaza+FR#q=gaza+
france+24&hl=fr&emb=0&aq=3&oq=gaza+FR&start=10
(62) http://www.haaretz.com/hasen/spages/1054284.html
(63) موجز مقدم من الأمين العام للأمم المتحدة لتقرير مجلس التحقيق التابع لها في حوادث معينة وقعت في قطاع غزة في الفترة بين 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 و 19 كانون الثاني/ يناير 2009.
(64) موجز مقدم من الأمين العام للأمم المتحدة لتقرير مجلس التحقيق التابع لها في حوادث معينة وقعت في قطاع غزة في الفترة بين 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 و 19 كانون الثاني/ يناير 2009.
ويتبع >>>>>: القذائف المسمارية1.3.3
ترجمة الأستاذة لميس طه
اقرأ أيضاً:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة/ غزة من الداخل والخارج/ شبهات حول قضية غزة والرد عليها/ عفواً غزة أنا لست متضامنة معك!!/ طريق يشوع: من غزة إلى بيروت / إعادة إعمار غزة.. سيناريوهات متوقعة!