القذائف المسمارية © منظمة العفو الدولية
1.3.2 قذائف الهاون
لقي العديد من المدنيين، من بينهم طفل وامرأة وموظف إسعاف، مصرعهم بالقذائف المسمارية، وهي سهام معدنية صغيرة قاتلة، خلال عملية "الرصاص المسكوب". استخدمت القوات الإسرائيلية قذائف الدبابات المعبأة بآلاف القذائف المسمارية فيما لا يقل عن خمسة حوادث في الفترة بين 4 و 9 كانون الثاني / يناير في شمال قطاع غزة وفي قرية جنوبي مدينة غزة.
القذائف المسمارية هي سهام طويلة وصلبة يتراوح طولها بين 3-5 سم، حادة ومدببة عند الرأس، مع أربع زعانف في المؤخرة.
(إسرائيل/غزة:عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
39
تحتوي القذيفة الواحدة من قذائف الدبابات المجهزة بالقذائف المسمارية ما بين 5،000 و 8،000 من هذه السهام. تنفجر قذيفة الدبابة في الجو مطلقة محتواها من القذائف المسمارية في نمط مخروطي على مساحة تقدر بحوالي 300 متر × 100 متر(65)، وقد صممت لاستخدامها ضد جنود المشاة أو فرق من الجيش في العراء، والواضح أنها تشكل مخاطر شديدة جداً إذا ما أطلقت على المدنيين في المناطق المكتظة بالسكان.
في عام 2001 ، نقلت مجلة "جينز ديفينس ويكلي Jane’s Defence Weekly "عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله: "لقد حصل الجيش الإسرائيلي على هذه الأسلحة من الولايات المتحدة بعد حرب 1973، ولدينا آلاف القذائف القديمة منها في المستودعات... وهي لا تعتبر فعّالة وموثوق بها، وقد لاقى جنود المدفعية صعوبة في توجيهها لأهدافها"(66).
استعملت القذائف المسمارية خلال عملية "الرصاص المسكوب" لأول مرة صباح يوم 4 كانون الثاني/ يناير 2009، عندما أطلقت قذيفة مسمارية على سيارة إسعاف في بيت لاهيا، شمال غزة. في نفس اليوم، في حوالي الساعة 4:00 عصراً، أطلقت قذيفة مسمارية واحدة على الأقل على منزل عبد الرّحمن أبو حلمي الأشقر، 51 عاماً، حيث قتل داخل منزله الواقع في شارع أبو عبيدة في بيت لاهيا.
في صباح اليوم التالي، 5 كانون الثاني/ يناير 2009 ، أطلقت القوات الإسرائيلية عدة قذائف مسمارية على الطريق الرئيسي بالقرب من منزل عائلة عبد الدايم في عزبة بيت حانون إلى الجنوب الغربي من بيت حانون. ستة مدنيين، طفلان وامرأة وثلاثة رجال، قتلوا وجرح آخرون. لقي عرفات عبد الدايم (12 عاماً) مصرعه على الفور، وتلقى إسلام جابر عبد الدايم (16 عاماً) إصابة في عنقه بالقذائف المسمارية، نقل إلى إثرها إلى المستشفى وتوفي بعد ثلاثة أيام، في حين استقر عدد منها في ظهر شقيقه مزار، وما زال يعاني من وجودها.
(إسرائيل/غزة:عملية 'الرصاص المسكوب':22 يوماً من الموت والدمار، الوثيقة:MDE 15/015/2009 منظمة العفو الدولية يوليو 2009)
40
قريباً من هناك، أصيبت وفاء أبو جراد (21 عاماً)، وهي امرأة حامل وأم لطفل له من العمر عامين، ووالدها وزوجها وشقيقه، جميعهم بجروح من القذائف المسمارية في فناء منزلهم. وفاء توفيت متأثرة بجراحها بعد ذلك بيومين. قال زوجها محمد لمنظمة العفو الدولية: "كنا قد فرغنا من تناول طعام الإفطار للتو، وخرجنا لتناول الشاي في الحديقة، مشينا إلى ركن منها على بعد بضعة أمتار من الباب الأمامي، حين سمعنا قصفاً تلاه صراخ، فاستدرنا نحو الباب عائدين للداخل، حين وصلنا الباب كنا قد قصفنا، سقطت وفاء عند العتبة، وكان هناك دماء في كل مكان". أظهرت الصور الشعاعية بالأشعة السينية أن بعض القذائف المسمارية ما زالت تستقر في ظهر محمد -زوج وفاء- لكن الأطباء لا يتمكنون من إزالتها لاستقرارها قرب عموده الفقري خشية أن ينتهي به الأمر مشلولاً.
لقد وجد مندبو منظمة العفو الدولية في قرية البدو شمال قطاع غزة حيث أطلقت القذائف المسمارية في 9 كانون الثاني/ يناير أنها انغرست في جدران المنازل وحظائر الحيوانات، في حين أخبرت نساء قرويات هناك المنظمة أنه بعد القصف تناثرت القذائف المسمارية في الأزقة بين البيوت، إحداهن قالت أنها ملأت دلواً بالقذائف المسمارية كنستها من حول منزلها، وأصابت العديد من سكان القرية بجراح. أحد المصابين محمود محمد السالمي أبو قليق، والذي أصيب بجروح خطيرة. عرض والده لمندوبي منظمة العفو الدولية بعض القذائف المسمارية التي كانت أخرجت من جسم محمود، قائلاً: "هذا ما استخرجه الأطباء من جسد ابني، ما هي؟ أنا لم أر أبداً أي شيء مثل هذا من قبل. لقد غطت جسد ابني، استخرجوا في المستشفى العديد منها من ساقيه، لكن كان هناك المزيد منها قد استقر في صدره ولم يتمكنوا من إخراجها هنا فنقلوه إلى مستشفى في مصر. أنا الآن لا أعرف ما يحدث معه هناك، ولا إن كان سينجو".
القذائف المسمارية على وجه التحديد ليست محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، لكن استخدامها في المناطق المكتظة بالسكان المدنيين في غزة ساهم في عمليات قتل غير قانونية وإصابات لحقت بالمدنيين. لقد سبق لمنظمة العفو الدولية أن وثّقت استخدام القوات الإسرائيلية للقذائف المسمارية في غزة مما أسفر عن مقتل أطفال(67). إن الطريقة التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية قذائف دبابات معبأة بالقذائف المسمارية بإطلاقها في قطاع غزة في المناطق المكتظة بالسكان المدنيين يعدّ انتهاكاً للحظر الدولي المفروض على الهجمات العشوائية.
الهوامش
(65) كيف تعمل القذائف المسمارية؟ صحيفة الغارديان The Guardian:
http://www.guardian.co.uk/graphic/0,,2274464,00.html
(66) http://www.janes.com/defence/land_forces/news/jdw/jdw010522_2_n.shtml
(67) العفو الدولية، قتل المستقبل: أطفال على خط النار، (الوثيقة رقم : MDE 02/005/2002) 29 أيلول/ سبتمبر 2002 :
http://www.amnesty.org/en/library/asset/MDE02/005/2002/en/02775d56-d7f1-11dd-
9df8-936c90684588/mde020052002en.html
قبل استخدامها أثناء عملية "الرصاص المسكوب"، كانت آخر مرة علم فيها استعمال القوات الإسرائيلية القذائف المسمارية في قطاع غزة في يوم 16 نيسان/ أبريل 2008 ، عندما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة مسمارية على مراسل وكالة رويترز الصحفي فضل شناعة أثناء قيامه بتصوير دبابة مما أدى إلى مقتله وثلاثة آخرين من المدنيين العزّل بينهم طفلين. انظر تقرير منظمة العفو الدولية، فضيحة ما يسمى تحقيق الجيش في مقتل مصور تلفزيوني في غزة،
15 آب/ أغسطس 2008:
http://www.amnesty.org/en/news-andupdates/
news/armys-so-called-inquiry-cameramans-killing-gaza-scandal-20080815
ويتبع >>>>>: أزمة المياه في غزة
ترجمة الأستاذة لميس طه
اقرأ أيضاً:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة/ غزة من الداخل والخارج/ الإعلام والحرب على غزة/ هنا غزة... من يحتاج من؟/ شبهات حول قضية غزة والرد عليها/ إعادة إعمار غزة.. سيناريوهات متوقعة!