إلى ع.ر.

اسم العمل الأدبي:	إلى ع.ر.
اسم صاحب العمل:	طاووس
نوع العمل:	شعر تقليدي
الوزن الشعري:	بحر الكامل
تاريخ النشر:	21/01/2005

الموضوع
(1) ليـلٌ على الجـَفنينِ ليسَ يَـنامُ وتــألـمٌ ومَـــرارةٌ وسِــقـامُ بينَ الضـلوعِ يَئِـنُّ نبضٌ حارقٌ وعلى العيونِ كـآبةٌ وظـلامُ أوَذاكَ سمٌّ في دمي؟ أمْ طَعْنَةٌ بالقلبِ لمْ تطعنْ بها الأصنامُ منْ أينَ أبـدأُ والحـكايةُ مُـرَّةٌ؟؟ منْ أينَ أبدأُ والخيالُ حُـطامُ؟؟ ما ذاكَ يسْحقُ مُقْلتي أقذيفةٌ أذبيحـةٌ؟؟ أتَوّهُّـمٌ؟؟ أقَتَامُ؟! يا ويْـلتا أوَتلكَ شمسٌ كُفِّنَتْ يا ويْلتـا ! أوَنُـفَّـذَ الإعـدامُ؟! أوَ جاءكَ النَّـبَأُ المُـرَوِّعُ يا تُري نَبأُ اغْتِيالِ الشمسِ وهي تنامُ؟! منْ يا ترى قتلَ السماءَ وما درى أَمُخَـدَّرٌ ؟ أمُخَبَّـلٌ ؟ أطَـغامُ ؟! في ذمَّةِ الشيطانِ إنْ تَـكُ ذمَّـةٌ خَـدَرٌ وليـلٌ مُـرهقٌ وسُـخامُ!! (2) ما ذاكَ يُشْعِلُ في العروقِ حرائقًا أتَـجَلُّـطٌ ؟ أتسَـرْطُنٌ؟ أ جُـزامُ؟! يا ويْلتا!!! أوَ أنتَ حقّـًا قـاتلي أوَ زُلْزِلتْ بِسمائـها الأجْـرامُ؟! فُـقِأتْ عيونُ الليلِ أحرِقَ ماؤهـا أنا لا أصَـدِّقُ! ليتـها أوهـامُ!! أينَ انْبِـثاقُ الفجْـرِ أينَ صفاؤهُ أينَ الْـتِقـاءٌ شائـقٌ ووِئـامُ؟!! (3) منْ أينَ أبدأُ والقصيدةُ أدمَعَتْ؟ وتَجَهْنَـمَتْ في جَوفِـها الآلامُ ؟ كمْ ليْـلةٍ كنَّـا معًـا كمْ ليـلـةٍ عَـدَّدْتُ حتى لمْ تَـعُدْ أرقـامُ كمْ خُطْوةٍ سرنا معًا كم خطوةٍ أخشى أعُدُّ فتصعَقُ الأقدامُ! كمْ شاعـرٍ بِتْنا نُعـانقُ روحَـهُ؟ كمْ فِكْرةٍ طَرِبتْ لها الأفْهامُ! كمْ مَطلعٍ كمْ صورةٍ كمْ عَـبْرةٍ كمْ لفْظةٍ في جِرْسِها إضرامُ؟! كمْ ليـلةٍ بِتْنا معًـا وسَـميرُنا شِعرٌ ولـيلٌ كـلُّـهُ أنْــغــامُ؟! أفأنتَ تذكُرُ أمْ نسِيتَ مَبيتَنا وفِراشُنا الإسْفَلتُ والأنسامُ!! وقـصائدٌ فوقَ الجَـدارِ وراءَنا منها يَضوعُ على النسيمِ غَرامُ وتأهُّـبٌ لنَصُـدَّ عن لوحاتنا ما قـدْ يَطـولُ بِفِعْـلهِ الأقـزامُ! وولائـمٌ في دارِكـمْ أنسِـيتَها وأبـوكَ والأخْـوالُ والأعْمامُ! والمُشمشُ المعسولُ كيفَ نسِيتَهُ والمُشْـتهاتُ يَلُـفُّـها الإكْـرامُ؟ أنا لستُ أنسى ما حَيِيتُ فلمْ يكنْ يُنْـسَي الضياءُ إذا بَدَا إظـلامُ! والعيْشُ والملحُ المُخَـضْرمُ بيننا إنْ ضاعَ مِلحٌ لنْ يضيعَ إدامُ!! (4) منْ أينَ أبـدأُ ما أردتُ أقـولهُ؟ منْ أينَ تُجْهَضُ يا ترى الأرحَامُ شهرانِ أحملُ في الدماءِ قصيدةً أوَفي الدماءِ حضـارةٌ سَتُـقـامُ؟ شهرانِ أسألُ ما تَرَسَّبَ بيننا؟ أسَحابَةٌ صيْفِـيَّةٌ ؟! أغَـمامُ ؟!؟ مَـلَلٌ قُـنوطٌ -رغمَ كلِّ قديمِنا- أمْ تُـرَّهـاتٌ والعُقُـولُ نِـيامُ!! شهرانِ يعبَثُ في الدماءِ تَذَكُّرٌ وتَــعَـجُّـبٌ وتَـنَكُّـرٌ لَــوَّامُ!!! (5) كمْ كانَ من سيجارةٍ شُرِبتْ هنا كمْ منكَ؟ كمْ مِني؟ وكمْ إرغـامُ شهرانِ كيفَ أعُدُّ كمَّ سجائرٍ.. دَخَّـنْتَ عندي؟!! إنها أكـوامُ! شهرانِ صوتُ المَصِّ صوتُ النفخِ في سَمْعي وصوتٌ في الظلامِ يُدامُ صـوتُ احْتِلابِكَ للدُخـانِ كأنَّهُ فوقَ اللسـانِ حـلاوَةٌ ومُـدامُ!! شهرانِ والباقي لدَي تَـذَكُّـرٌ! وكُـتَـيِّـبانِ و لـوحَـةٌ و كـلامُ!؟ وقصيدَةٌ في الدرجِ أنت تركتْها وقـصيـدةٌ ألْـقَـيْتَـها و خِـتـامُ!! (6) يا أيها الشعْرُ المضَيَّعُ في دمي أشُلِـلْتَ أنتَ وثَرْثَـرتْ أقـلامُ؟ أنا ما كتبتُ مُعـاتِبًا أو لائـمًا يا أيـها الهَجَّـاءُ يا شَـتَّـامُ!!! منْ أينَ أبدأُ ما نويتُ أقـولُهُ منْ أينَ أينَ وفي دمي إلجـامُ؟ شكرًا لأيـامٍ قضـيْناها معًـا منْ غيرِ قـلبٍ كانتِ الأيـامُ!! شـكرًا لأحلامٍ حَلُمناها مَعـًا شـكرًا فوهمًا كانتِ الأحـلامُ يا لُعْـبَةَ الأيامِ كيفَ أفُـكُّها هي رُكِّبَتْ خَطَـأً فضاعَ زِمـامُ لو أنها فُكَّتْ أتفهمُ يا ترى؟ أو هل يُحدَّدُ للأمـانِ صِـمامُ (7) منْ أينَ أبدأُ والنهايَةُ أوشَكتْ؟ وتأوَّهَـتْ فـوقَ المِـدادِ عِـظامُ! إني تعِـبْتُ منَ البدايةِ كُـلما حاولـتُ أبـدأُ ضُـيِّعَ الإلـهامُ!! (8) منْ أينَ أنْهي ما كتَبْتُ وأنتهي وعلي يَـدّيَّ تـثـاءبَتْ أكـمامُ! منْ أينَ أخرُجُ والقصيدةُ حوصِرَتْ هذي النهـايةُ قَـبْلها أعــوامُ؟ هذي النهايـةُ لا أخَـالُ وقوعَها هـذي النهايةُ حَوْلَها ألغـامُ!، أنا لا أريدُ نهايـةً!!! أمَّـا إذا : أعْتَدْتَ أنتَ نهـايـةً!! فسلامُ!! (9) منْ أينَ أبدأُ والحـكايَةُ مُـرَّةٌ يا مُـلْـهِـمَ الأشعـارِ يا عَـلاَّمُ ؟ منْ أينَ أبدأُ والكلامُ نسِـيتُهُ هل هَمزَةٌ قَفَّتْ تُري أمْ لامُ؟؟ هلْ قلتُ أني مُتْعَبٌ أمْ قلتها "ليلٌ علي الجفنينِ ليسَ ينامُ!" يا للبـدايَــةِ لا أريـدُ بدايَـةً!؛ يكفي الشعُورُ ويحْسُنُ الإبهامُ إني تعبْتُ من الكلامِ ولمْ يزلْ "يا حزنُ" قـلبي كُـلـهُ أورامُ!! إني تعبتُ من الكلامِ ولمْ يزلْ حزنٌ كبـيرٌ بـيْننا وخِـصـامُ!! طاووس يونيو /1986

الكاتب: طاووس
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/01/2005