(1)
وما زلتِ ريمَ التي يملكونْ        
وما زلتِ ريمَ التي من قرونْ
تكلَّمَ عنها"جميلٌ"و"قيسٌ"  
وكلُّ المُجِيدينَ وصفَ العيونْ
وما زلتُ أكتبُ لحنَ انفصالي   
وما زلتِ ريمَ التي يُحسِنونْ
فلا أنتِ موجودَةٌ في خيالي     
ولا قلتُ شِعْرًا،ولا يحْزنونْ !!
(2)
ويا ريمُ لو تَفهمينَ طموحي     
ولو تصمُدينَ بِقدْرِ جروحي
ولو تحرقينَ صحائِفَ موسى     
ولو تخـرقينَ سَفِينةَ نوحِ !
ولو تطعَنينَ بكلِّ الحواشي     
وكلِّ الرواياتِ كلِّ الشروحِ
ولو تكتبينَ الرِّوايَةَ أنتِ :      
تبوحيـنَ فيها بما لم تبوحي
كذا تَفضحينَ التُّراثَ المُفدَّى   
وتحيينَ نهدًا عظيمَ الطمُوحِ
(3)
ويا ريمُ لو تسمعينَ كلامي      
ولو تعلنينَ انْقِضاضَ الستارِ
وخَرْقَ الرُّؤَى وانْفِجارَ النهارِ   
بوجـهِ البُّرودَةِ والإجترارِ
ولو تعلنينَ التمَرُّدَ ضِدِّي !
       وضِدَّ جميعِ الجدودِ الكبارِ
لأنكِ لم تكتبي أي سطرٍ         
بهذا التراثِ الفظيعِ المرارِ !
وأنَّكِ لمْ تقبضي أي مَهْرٍ         
بهذا الزواجِ ولم تستشاري!
ولو تُعلنينَ انْقِلابَ الليالي       
علي شهرزادٍ علي شهرَيارِ
تصِيرينَ أنتِ ولا شيءَ إلا    
أضاجِعُ فيكِ حدودَ انْدِثاري
(4)
أوَشْوِشُ نهديْكِ هلْ يسمعانِ  
وهلْ يفهمانِ وهل يصرخانِ !
وأعلِنُ أني: رسولُ النهودِ
التي زُوِّرَتْ من قديمِ الزمانِ !
رسولُ النهودِ التي لم تهَدْهَدْ    
ولم ترْوَ في مهدها بالحنانِ !
ولم تكتَشِفْ ما اسمُها في صباها
ولا نودِيَتْ باسمِها من لسانِ
رسولُ النهار الذي جاءَ يدعو
لِهدم الْحَرَمْلِكِ فوقَ الغواني!
لأعلنَ عصرَ النهودِ الطفولي  
وعصرَ انْدِثارِ الولايا الحِسانِ
(5)
فيا ريمُ مثلُ النسيمِ اسْتحيلي 
ومن جوفِ قصرِ الحريمِ اسْتقيلي
ويا ريمُ هيا اشْمُخي كالنخيلِ 
وألفُ اكْسِري عَتبَةَ المستحيلِ
(6)
ويا ريمُ لوْ ... لو تزيدينَ صِدقًا 
ولو تكسرينَ الحزامَ الوراثِي!
جميعُ الكروموسُمَاتِ اكسريها! 
بغيرِ انفعالٍ بغيرِ اكْـتراثِ!!
وصُوغي حزامًا جديدًا ودوسي
علي أنفِ عودي وأنفِ التراثِ
(7)
ويا ريمُ لمْ تصرخي! لم تثوري!    
ولم تقتلي عِثَّةَ الأوليْنْ !!!
فلا قلتِ شيئًا لكي تطفئيني     
ولا قلتِ شيئا لوجهِ السنينْ!
فصِرنا ككلِّ الذينَ أحبُّوا        
ولم يبْرَحوا صفحةَ المَيتينْ !
وفي دفترِ الحبِّ لم يذكرونا
    فسُجِّلتُ صادًا وسُجِّلتِ سينْ
(8)
ويا ريمُ لم تفهمي أي شيءْ !!   
ويا ريمُ لم تفضحي أي شيءْ
ويا ريمُ لم تؤمني بالرسالهْ !      
فيا ريمُ هذا زمانُ النذالهْ !!
(9)
وأدركُ أني جبانٌ كبيرْ            
وأني تركتُكِ قبلَ المسيرْ
وأدركُ أني كبيرُ الضياعِ 
         وأومِنُ جدًا بسوءِ المصيرْ
(10)
لأني عَشِقتُكِ بالعَربِيَّهْ !        
خرجنا منَ الحبِّ حينَ دخلنا
فأهلاً بهِ فشلاً عربيا !         
كذاكَ الذي مُذْ وُلِدْنا عرفنا!
(11)
سأكتبُ عنْ ليزَ أو عن إلـينْ ! 
فما زلتِ في الشعرِ لا تدخلينْ
ولفوت
السبت 7/3/إلي 14/3/1987