إغلاق
 

Bookmark and Share
اسم العمل الأدبي: رسائل ((العراقي الشريد)) لعصفورة بعيدة (2) 
اسم صاحب العمل: أحمد العربي 
نوع العمل: قصة قصيرة 
الوزن الشعري: ---------- 
تاريخ النشر:  08/05/2006
 
الموضوع


اعبري سهوب عزلتي..

و أدمي أناملك بلهيب جفوني!

مولاتي..

أعترف! نعم.. أعترف لكِ بأنني فشلت الليلة أيضًا، فذكراكِ أقوى من أن أتجاهلها، خصوصًا عندما تقرُب ذكرى ميلادي، طبعًا.. لطالما كانت الأيام القليلة التي تسبقُ ذكرى ولادتي أيامًا عصيبة!!

الساعة تشير للثانية عشرة والنصف؛ أي بعد نصف ساعة من رحيل ((نيسان))، و ذا أنا هُنا من جديد.. أنتظر عيد ميلادي بشوق؛ كي يبتلَّ قلبي برذاذ كلماتكِ المطريَّة! لكنما هو انتظار أجوف.. يابس.. وعديم النفع؛ فأيام الأمل قد ولَّت وغاب مركبًُها في الأفق!

والآن.. أمامي كأس حليب ليساعد معدتي على ألاَّ تذوبَ من جرَّاء الحزن! وعند أذني يعزف ((نصير شمَة)) مقطوعة ((رحيل القمر)) و((إشراق)) و((صمت بغداد)).. وغيرهن، كلُّ عالمَي يدور حول ذكراكِ، يا عصفورة الحُلم!

لا أكذبُ عليكِ.. فأنا لستُ سعيدًا بقدومي لهذا العالم! إلا أنني لا أتمنى أن أنسحب منه فورًا؛ إنه مسرح كبير صغير! محزن هزلي! عنيد بليد! قررتُ أن أمثّل ..ربما لأنني ابن الماء والنخيل ومسرح ((سومر)) القديم.. قررت أن أمثل، وأن أختار دورًا صعبًا، تلتمع فوق جدرانه الشفَّافة الأعاصير والمزاجات الصعبة المعقَّدة! إن كنتُ قد وُلِدتُ دون رغبتي، وإن كنتُ أعلم بأنني ميِّت دون رغبتي.. فليكن قراري أن أعيش حياة مليئة بالنضال والمحاولات لأن أصلح كلَّ شيء! لتكن حياة من الجنون اللذيذ يا عصفورتي.. أن نكتب فنبدع على نحوٍ بسيط وخالد، أن نفكِّر فنصنع فلسفة عظيمة، أن نناضل فنحقق حُلمًا أو أفقًا واضحًا لحلم، وأن نُحب.. نُحب.. نُحب.. حتى يتفجر الحب كنجم مشتعل ينير لملايين السنين! أن نموت.. لكنما نبقى أغنية صغيرة بفم كائن رقيق يفهم لواعج صدورنا.

منذ سنواتٍ ثلاث لم تهنئيني بعِيدِ ميلادي! ولم أسألكِ عن يوم ميلادكِ، متظاهرًا السهو كي أسمع الإجابة اللذيذة.. يوم ميلادي هو يوم ألتقيتكَ!!

أليست هذه الجملة تبعث على الابتسامة بمرارة وسخرية مُلتاعة بعد كلِّ ما حدث؟!

أحد الصديقات قرأتْ رسالتي الأولى لكِ.. أُعجِبت بمشاعري وتراصِّها نحوكِ، لكنما الحزن حاصرني والخجل لأعلن أنها مشاعر غبيَّة! قررت أن أكذب بأنها غبيَّة كي لا تصفني بالبلاهة وأنا أكتب لامرأة قد توقفتْ عن اعتباري من عالم الأحياء حتىَّ!!

ربما ستشقُّ هذه الرسالة طريقها للنور، ولن تتعفن كمئات الرسائل التي كتبتُهن بين كثبان الأرق! لكنما ستبقى المئات غيرها طي الكتمان، وستبقى الكلمات دائرة كبيرة أركز حولها، أرطن بها، وأتغطى بأحلامها! لن أكذب، فلا يمكنني أن أكتب بصراحة عن مشاعري بحال معرفتي أن رسالتي ستنشر.

كانتِ الرسالة الأولى سريِّة، إلا أن لحظة تهوُّر نشرتها.. لا تحزني حبيبتي؛ فبكلِّ ليلة هُناك موعد مع الأرق!!

أحبُّكِ وأنا على شاطئ سنة جديدة.. وهي السنة السادسة بحبكِ!

يسعدني هذا!!

التوقيع:

((العراقي الشريد))

 واقرأ أيضًا على   إبداعات أدبية:
 
 رباعيات مجنون 2006 ،  سباعيات المجنون الفصيح1 ، سباعيات المجنون الفصيح 2  ، سباعيات المجنون الفصيح 3  ،سباعيات المجنون الفصيح 4، سباعيات المجنون الفصيح5، سباعيات المجنون الفصيح 6 ،
سباعيات المجنون الفصيح (7)، سباعيات المجنون الفصيح (8)، سباعيات المجنون الفصيح (9)، سباعيات المجنون الفصيح (10)، سباعيات المجنون الفصيح (11)، كائنات خالية من الضوء، اشرب واحمد الله ، الريح والورد، القضية، من ملفات المهجر ، ذكريات ومشاهد من الحرب  ،الشيخ عبيد ، قالت: هو الوداع  ، باسم أطفال فلسطين: جنين، عفوا يا سيدتي!، أطفال الحجارة، فين العَلَمْ..؟؟، أنشودة سجين، من أشعار الوطن اللاوطن، "خُبط" أصبحنا، رسالة من إفريقي إلى إيما لازارْ، من قصيدة لبغداد، قـلَّـةُ فَـهْـمٍ قـليـلَـةُ الأدَبِ!، تقوى!،بيقـولـوا ..: عملوا لنا كـويز!!، أصواتُ العربِ!، لماذا ...... لماذا ؟!!، شكرا لكم: سليمان خاطر، عندما تتحطم الأحلام، بعد سفك دماء الحرف، إلى مريض الوسواس، إلى مريض الفصام، دم الشهيد.. ، بين عقلي وبين جنوني: شعرة، دنيا النص ف الميَّة، دفء البعاد!، رباعيات مجنون (1)، رباعيات مجنون (2)، رباعيات مجنون (3)، ضرب الودع، لماذا أحببتك؟، إلى مدمن!!!، يوميات شاب (1)، يوميات شاب(2)، يوميات شاب (3)، يوميات شاب (4)، جزارة على النت، كراهية، ذكريات، مذكرات شابة مجنونة(1)، مذكرات شابة مجنونة(2)، مذكرات شابة مجنونة(3)،مذكرات شابة مجنونة(4)،كلمات هاربة!، توهان !!!، يابتاع الفول والطعمية، عن الحزن..:، إلى مكتئب، إلى مريض الفصام، إلى مريض الوسواس، منتهى العقل،صور صامتة !! فين المصري؟؟؟، توهان !!!، همسة إلى مدخن، إلى مريض الهوس،تجربة فصامي..  ،، نغومة بنتي   ،  إلى مدمن!!!
 

 


الكاتب: أحمد العربي
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/05/2006