الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي نشرت على الموقع بتاريخ: 22/02/2007
تعتعة سياسية: ست الناس.. والدستور.. والمواطنة!!
قال الشاب لأمه: ما أخبار خالتي "ست الناس" قالت: يا خبر!! زوجة عمك الحاج عبد العال؟ بنت خالي؟ ما الذي ذكرك بها الآن؟ قال: تذكرت اسم ابنتها "وطنية"، وكيف كنت أعتبر اسمها صفة لا اسما، قالت: ولكن ما المناسبة؟ قال: تعديلات الدستور. قالت: تعديلات ماذا؟ قال: الدستور. قالت: لا.. لا...، خليك في دستورك، اذهب عني، دعني أكمل ما بيدي.
(2) قال الرجل: أنا ما لي أنا؟ قال الشاب: مالك كيف يا أبي؟ ألا تريد أن تعمق الممارسة الديمقراطية، وتحسن البيئة الدستورية؟ قال الرجل: يا خبر أسود، أعمق ماذا؟ قال الشاب: والمصحف الشريف هذا ما جاء في نص تقرير لجنة مجلس الشعب، وبالنص ".. في إطار حرص الرئيس مبارك...". قال الرجل: لا.. عندك، إن كان الأمر كذلك، فأنا في منتهى التعميق والتحسين والبيئة الدستورية لأي حرص من السيد الرئيس، قال الشاب: فأرجوك تسمع اقتراحي هذا قبل أن أقدمه، قال الرجل: تقدمه لمن؟ لماذا؟ ستودي نفسك في داهية. قال الشاب: اقتراحي هو أن نضيف نصا أساسيا يقول: إن مصر هي الموطن الأصلي للإنسان المصري، الذي هو حيوان عاقل من فصيلة البشر، وإن لغته المميزة هي النطق بالرمز. صاح الرجل: ما هذا العبث؟ أنت تهزل. قال الشاب: وهل الحكومة جادة يعني؟ قال الرجل الحكومة تفعل ما تشاء، قال الشاب: ولكن الدعوة صريحة أن نشاركها فيما تفعل، حتى لو كانت تهزل.
(3) سأل الشاب: هل هناك فرق يا أبي بين مبادئ الشريعة وبين الشريعة؟ قال الرجل طبعا ولكن دعني أحذرك من الهزل فيما يتعلق بهذه المادة المقدسة بالذات، قال الشاب: وهل عندنا مقدس غير القرآن الكريم، قال الرجل: يبدو ذلك، يبدو أنه ممنوع الاقتراب من هذه المادة، بغرض تغيرها أو حذفها، قال الشاب: وهل أنا ذكرت تغييرها أو حذفها، أنا متأكد يا أبي أنك لم تقرأها. قال: يا صلاة النبي، أنت الذي قرأتها يا فالح؟ قال الشاب: نعم، وإلا ما سألتك، قال الرجل: لست فاهما.
قال الشاب: قل لي يا أبي هل مبادئ الشريعة الإسلامية تختلف عن مبادئ الشريعة المسيحية أو عن مبادئ الشريعة اليهودية أو مبادئ أي دين مضئ لم يتشوه؟ قال الرجل بفخر: طبعا لا، خصوصا عندنا نحن المسلمين، قال الشاب ما دامت المبادئ تتساوى هكذا عند الشرائع السليمة، فلماذا كل هذا الإصرار على إثباتها.
قال الرجل: هذا بديهي، فلماذا اعترضت علي واعتبرتني أهزل حين اقترحت أن نثبت أن المصريين من بني الإنسان؟، قال الرجل: إن الدستور ذكر الشريعة ليستمد منها القوانين، قال الشاب: يستمد من "مبادئها" يا أبي، من مبادئها!!! وأيضاً هو ذكر أنها المصدر الرئيسي وليس المصدر الأوحد. قال الرجل: يعني ماذا؟ قال الشاب: يعنى هي مادة لرشوة الناس خداعا الدستور ليس موضوعا لإثبات البديهيات، قال الرجل وأنا مالي! هل أنا الذي وضعته، قال الشاب: أنت مدعو للمشاركة، ألست مواطنا؟ قال الرجل: لا أظن.
قال الشاب: يا خبر!! ماذا تقول يا أبي؟ قال الرجل: وهل يوجد وطن حتى أكون مواطنا؟ لقد سرقوه يا ابني، وكل من يبلغ عن اللصوص يقبضون عليه دون اللصوص، قال الشاب: يا خبر!! هل أنتم أيضاً تفتقدون الوطن مثلنا!!، الآن فهمت دلالة كل هذا الطنين حول حكاية "المواطنة" هم يتصورون أنهم حين يرددون لفظ المواطنة بهذا الإلحاح سوف يصبح الناس مواطنين صالحين وهات يا تقبيل في بعض، قال الرجل: يعنى ماذا؟ قال الشاب: تمام كما تصوروا أن المادة الثانية هي التي ستجعل المسلمين مسلمين قال الرجل: وهل المسلمين غير مسلمين، قال الشاب مكملا: تمام كما تصورت حضرتك أنك بمجرد كتابة "مسلم" في شهادة الميلاد أصبحت مسلما، قال الرجل منزعجا: ماذا تقول يا ولد؟ ألست مسلما؟ قال الشاب: يا أبي، كل الحكاية أن أمامي فرصة أكبر لأكون مؤمنا مسلما، لا بشهادة الميلاد فقط، ولا بالمادة الثانية الدستورية، قال الرجل: لست فاهم. قال الشاب: أحسن.
(4) قال الشاب لأخته الحامل: ماذا قالت لك الطبيبة؟ قالت:"بنت"، قال: هل اخترتِ لها اسما، قالت: نهى أو رشا، قال: ما رأيك لو سميتها "مواطنة"، قالت: ماذا؟!! قال:"مواطنة". قالت: إياك أن تسخر من بنت أختك، قال: أنا لا أسخر، ألا تذكرين بنت خالتنا "ست الناس" التي اسمها "وطنية"، قالت: أذكرها طبعا، قال:"مواطنة" هو التعديل الأحدث لاسم "وطنية"، وبهذا تضمنين أن تكون ابنتك مصرية صالحة "وتحيا الوحدة الوطنية"!!. قالت أخته: الله يخيبك.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com