نزلت إلى استقبال الفندق فلم أجد هدى الصاوي... التي كنت تركتها هي وصديقتها مع زوجتي... لأن بسم الله ما شاء الله ورشة العمل كانت مملوءة كلها.... -وبفلوس كمان.. لا أعرف كم كان ثمن الحضور، ولا علاقة لي بالموضوع،.......- المهم سألت زوجتي أين البنتين فقالت ذهبتا مع أحد إخوان هدى الذي جاء بسيارته ليأخذهما... كم هما لطيفتان وطيبتان.... وهنا ناداني السعدني قائلا تأخرنا يا دكتور، وهكذا حملنا حقائبنا في سيارته بارك الله له فيها... وانطلقنا إلى المطار ... وهو لا يكف عن سؤالي عن ما هي مشاريعي المقبلة ... وأنا ... على الله تارك .... أتحرك كما يوجهني سبحانه، طبعا بالعقل ولكن قليل ما معه من التفكير.
لدي مشاريع بحثية هذه متأكد منها وتكلمنا فيها.. وربما لدي تفكيرٌ جدي في الخروج من مصر... إلى أين -في شبه جزيرة العرب- لا أدري... ولم يزل ذلك تفكيرا تدفعني إليه أشياء قد يكونُ مجانين من أهمها... إضافة إلى حال البلاد والعباد في مصرنا المتعثرة...
خذ يا مصطفى ثمن تذكرتي الطائرة جدة المدينة والعكس... من فضلك كفى ما غطيتنا به من كرم ورعاية ولطف وطيب معشر وقرب حميم... أصر أن لا.... حتى وصل إلى قوله: يوما تكون أنت مقيما في جدة وآتيك فتحجز لي تذاكر مثلها.... يا مصطفى... وماذا لو لم أسافر... الموضوع خلاص... ولا تنسى تفكر في اسم مجانين.... حاول يا وائل............. وصلنا .... الحمد لله لم نكن متأخرين.. ربما يمكنك شراء بعض رابطات العنق من المصباح في السوق الحرة ... جيدة فعلا... وأخذنا حقائبنا ووقف يودعنا من بعيد حتى دخلنا ونبهتني زوجتي مرتين أو مرة لا أدري قالت سلم على الدكتور مصطفى فسلمت مرة من قريب ومرة من بعيد، ودخلنا ورفعنا حقيبتينا إلى الطائرة وأخذنا أوراقنا.
وعبرنا بعد ذلك بجوازاتنا ولم أكن ملأت النموذج المطلوب فرجعت ملأت نموذجين، وعند دخول صالات السفر عند التفتيش الأخير قبل دخول منطقة المغادرة..... وجدتهم يفتحون حقيبة يد زوجتي ويخرجون منها مقص السعدني قائلين هذا لا يمكن أن يكون معكم في الطائرة وهنا... أسقط في يدي... قلت لهم هذا المقص لا أستطيع التفريط فيه فقالوا لم قلت لأنه هدية قالوا إذن عد إلى حيث تركت حقائبك وأعطهم إياه وهم سيرشدونك كيف تصرف، وبالفعل تركت زوجتي وأخذت جوازي ورجعت... وهناك قال لي الموظف الذي تركت حقائبي عنده منذ حوالي ساعة إلا ربع حقائبك يا سيدي في الطائرة الآن ولا حل أمامك إلا أن تغلف هذا المقص وتضعه هكذا لوحده.... وبالفعل غلفت المقص عند المسئولين عن التغليف بالبلاستيك وكان ثمن تغليفه كثمن تغليف أصغر الحقائب أي خمسة ريالات.... لكن الذي ظل يشغلني هو كيف سيوضع بين حقائب الركاب كيس بهذا الحجم الصغير فقد كان بعد تغليفه لا يتعدى حجم قبضة اليد، لكنني كنت مضطرا فتركته سائلا ربي ألا يضيع، ورجعت إلى حيث زوجتي.
وبعدما وصلنا مطار القاهرة وفي انتظار الحقائب لم أنتزر حقيقة إلا مقص السعدني لأنني وجدت حقيبتينا جاهزين عند وصولي وأخذتهما إلى عربة الحقائب.... ولكنني وقفت حتى انتهى كل الركاب تقريبا من جمع حقائبهم ليظهر لي في النهاية مقص السعدني في غلافه البلاستيكي وقد أمسك به أحد العمال على بعد أمتار مني وضحك عاليا ثم ألقاه مرة أخرى على السير وأخذته أنا وطرت إلى خارج المطار لأعود لرحلة الشقاء المعهود في مصر، لكنني هذه المرة معي مقص السعدني..... يا ترى عرفتم لماذا جعلت اسم المدونة مقص السعدني؟ 6/4/2007
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com