إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله: المقامة الظِّبيانية ::

الكاتب: د. أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/05/2007


تحتل (أبوظبي) مكانة هامة في حياتي لأن نصف عائلتي من جهة والدتي أعزها الله- كانوا هناك، واستمروا لمدة طويلة، وقد عاد منهم من دخل أولاده إلى الجامعات المصرية، وبعضهم وبعضهن تزوج وأنجب، ولكن ظلالا تلوح من عدم التكيف على الحياة في مصر، والشكوى عامة أن من عاش طفولته في الخليج يعاني حين يعود، وذلك كان محور نقاشي مع زوجة خالي حين تقابلنا في بيتهم مساء يوم وصولي إلى عاصمة الإمارات.

تجربة (دبي) وأخواتها، والخليج كله حاليا يتسابق لتكرار النموذج، وربما تطويره أكثر!!
مؤخرا سمعت تعليقا من سائحة زارت دبي، ودخلنا في نقاش حول مشاعرها وهي ترى مدينة ثلجية صغيرة في قلب الصحراء، فورا دخلت إلى (جوجل) –ربنا يخليه لنا- وبحثت عن مركز التزلج في (دبي) لأجده فعلا: مدينة ثلجية وسط هجير صحراء مترامية، ولكن الفلوس بتعمل كل حاجة!! هل حقا تفعل النقود؟!

نقاش طويل جدا وعميق جدا يمكن أن يدور بسهولة حول معنى فكرة المكان أصلا، وحول العلاقة به، حول فكرة ومفهوم المجتمع والحياة الإنسانية الطبيعية بمناسبة الإقامة في الإمارات، أو المرور بها زائرا، وفي الفندق الضخم الذي نزلنا به دخلت إلى معرض يضم النماذج المصغرة لمدينة ثقافية كاملة يعتزمون إقامتها في جزيرة يعتزمون إنشائها، وسط الخليج على ما أتذكر!! (لوحة جميلة جدا، ولكن بدون حياة) تعليق سمعته من مقيمة هناك، ولكن الحياة هنا سهلة للغاية، ولعلها تقصد المعيشة!! بسرعة أردفت، وتنهدت!!

صحفي مقيم هناك منذ ما يربو على العشر سنوات انتحى بي جانبا، وحكى لي عن الأوضاع السياسية في حالة وجود بعض الأصوات التي تنتقد أحوال البلاد، وكيف يتم التعامل معهم!! القمع الأنيق، والقهر الناعم، وأحيانا الطرد والترحيل، أو تسوية معاش مبكر، أليست بلاد العرب كلها تتشابه، هل أقول: الحمد لله، هناك شيء يوحدنا على الأقل- هو القهر!

كنت أفكر من قبل الرحلة، وأثناءها، ومازلت بعدها في أن مفهوم الدولة الحديثة لم يدخل إلى أوطاننا بعد!!
القبيلة مازالت هي الحاكمة بأفكارها وطريقتها وشبكة علاقاتها ومنطق إدارتها للأمور!! وربما لا يخلو هذا من إيجابيات!! سواء كانت القبيلة عائلة ملكية، أو نخبة عسكرية، أو تحالف ضيق للمصالح، والقوة، والثروة، والنفوذ!!

نخبة تفرض ما ترى وتريد، ومنه تستفيد، وبقية الخلق ينظرون جميعا كيف تأتي الأموال، وكيف تذهب، كيف تسير الأحوال، وهم قعود، يُقضَى الأمر، وهم غائبون، ولا يستأمرون، وهم شهود!!

من كثرة ما عندي من مجلات وجرائد وكتب أتحفظ كثيرا قبل شراء المزيد، لكنني لا أستطيع المقاومة إذا كانت مجلة (المشاهد السياسي) الصادرة عن هيئة الإذاعة البريطانية تجري حوارا مع عالمة الاجتماع الأستاذة في كينجز كولدج أوف لندن، الدكتورة (مضاوي آل رشيد) تلك السيدة تمتلك رؤية واضحة عميقة مثاقبة لما يحدث في الخليج، وفي بلدها أكثر، أي المملكة العربية السعودية. أفكارها تناسب في سلاسة وبساطة شارحة أصعب وأعقد الأفكار والتحليلات. عقلية عربية نسائية تستحق التقدير.

أرجو أن يكون كلامها متاحا للجميع عبر (جوجل) الذي ربما يسميها (مضاوي الرشيد)، وربما يحمل روابطا، أو بالأحرى يصل القارئ بروابط أكثر باللغة الإنجليزية عنها ولها، أتابع كلامها لأنني مهتم جدا بهذا الجزء من الجسد العربي.

الصورة في (أبوظبي) بدت لي جديرة بالتأمل حيث تتعايش المتناقضات، وتتجاور تنويعات بشرية، وتنطرح تساؤلات لا تجد إجابات عن التمييز بين التحديث والتحضر، وعن تحديات مستقبل دخلناه بتركيبة غريبة، وقدرة متواضعة على السؤال والمصارحة، وربنا يستر.

واقرأ أيضًا:
الله: الطريق إلى بودابست / على باب الله بودابست  / على باب الله: وداعا بودابست / على باب الله: بنية وبيئة / على باب الله رسل النور/ على باب الله: إفتكاسات:29/ 5/2006 / على باب الله: أنهار سرية /على باب الله من منازلهم، وموقعي المفضل / على باب الله قطار الليل والنهار / على باب الله العيش موتا في أوطان تنتحر / على باب الله: دماغك فين؟!!على باب الله: قالت لي  / على باب الله عن التركيز والنسيان 7/10/2006 / على باب الله: الإيمان؛ قصة ومناظرعلى باب الله: ماذا نقول إذن؟!  / على باب الله: أنا والجهاد وزويل!!  / على باب الله: وطن في التيه / الإعلام وصناعة تاريخ بديل 15/10/2006  / على باب الله: رائحة العيد
 / على باب الله: غاوي شعب!! / على باب الله: خرائط العشق القاني / الإعلام، وصناعة تاريخ بديل / على باب الله: الحوت صديقي / على باب الله: هل أغنى للبطاطس؟! / في مديح المغاربة.... المصرية رائدة مشاركة / على باب الله: طعانون وسماعون / على باب الله: تأملات أندلسية / على باب الله: نتغزل في الحرية، وكلنا عسس / على باب الله: بيداء الوحدة والحرمان  / العزلة طبعاً: هل هناك اقتراحات؟!  / على باب الله: ذات البين 3/3/2007 / على باب الله: بريدي مخترق!! / على باب الله: لماذا ننهزم أمام الشر؟؟ على باب الله: الهروب  / على باب الله: زائدة دودية



الكاتب: د. أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/05/2007