إغلاق
 

Bookmark and Share

شوارد وخواطر: لا تغضب ::

الكاتب: أ. عوني الحوفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/05/2007


شوارد وخواطر  

كنت مديراً بإدارة المعهد العالي للصحة العامة بجامعة الإسكندرية في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات وحدث أن دخل مكتبي أحد الأساتذة فرحان جذلاً وعهدنا به جادًا صارمًا نادر الابتسام:
- خير يا دكتور؟
- لقد حصل أحد طلابي على تقدير ممتاز!!!!!.
- وماذا في ذلك؟
- إنها أول مرة في حياتي أمنح هذا التقدير!!!!.
- وما الغرابة في ذلك؟
- قد كان فيهم من يستحقها ولكنى لم أدعهم يفوزون بها.
- أكيد هناك قصة!!!.
-
نعم:
- لقد حُرمت من هذا التقدير مرتان وكان كل أملى أن أحظى به ولو مرة واحدة وفرحتي اليوم على ورقة إجابة ليس بها خطأ واحداً وأجبرتني أن أضع هذا التقدير وسألت نفسي لماذا أحرمه منه وتذكرت حرماني منه في سنوات دراستي وعلمت أنها عقدتي وقب تخلصت منها وأزحت جبلاً كان كاتماً فوق صدري والعجيب أن هذا الطالب ليس طبيباً بل خريج كلية العلوم وتفوق على الأطباء ،وذكر لي اسمه.
 
كان هذا الطالب هو الأستاذ الدكتور عزت خميس نائب رئيس جامعة الإسكندرية الآن وهو لا يعلم بهذا السر حتى الآن ربما يتصل بي، بعد أن يطلعه أحد مرتادي الموقع بهذه القصة لأذكر له اسم هذا الأستاذ.

لا تغضب
بعد هذه الخواطر الشاردة التي تصيدتها من هنا وهناك ربما تصفونها بالشيفونية وبروز الأنا، وهذا صحيح لا أنكره... ذلك أنها مقدمة تعارف بين ضيف على الموقع يلتقي به القارئ لأول مرة لا بد من الوقوف على خلفيته الثقافية.

الغضب حالة نفسية. تظهر على الإنسان إثر تعرضه لموقف ضايقه أو مقابلته لشخص يكرهه أو لفشله في تحقيق غاية ابتغاها أو فرصة رآها آتية إليه فطارت من يديه أو خسارة يشكلِ ما مُنىّ بها باختصار نتيجة شعور إحباطي أحس به، وهو انفعال يظهر على ملامح الوجه ونبرة الصوت وحدة التصرف وقد تزيد حدته فتقع مشاجرة أو تكسر أطباق أو يفقد السيطرة على قيادة السيارة ذلك أنه حدث ما لم يكن متوقعاً وجاءت الرياح بما تشتهى سفنه فقد زرعها بطيخاً فطرحت حنظلاً. قدم المعروف فنال ضرب الكفوف.توقع النجاح فكان الفشل والإخفاق. هو رد فعل لمن وقع تحت ضغوط نفسية قاسية وغير متوقعة.

الغضب قد يكون سلوكاً فردياً وقد يكون جماعياً كما تعبر عنه الإضرابات العمالية والثورات الشعبية والعصيان المدني أو الحربي وما ينجم عن ذلك من كوارث. وقد اختلف العلماء في تقدير أثر الوراثة في الاتزان العصبي الذي يدفع للغضب.

عالج الإسلام هذه الحالة على لسان نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقوله: (ليس الشديد بالصرعة إنما من يملك نفسه عند الغضب) وقوله عليه الصلاة والسلام لمن قال له أوصني قال: (لا تغضب) وفى القرآن الكريم: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)، (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). إذن يوضح الإسلام أن الغضب فعل إرادي يستطيع الإنسان أن يملك نفسه فيه وأن يتحلى بالحلم والصبر ليتخلص من شعور الغضب (واستعينوا بالصبر والصلاة) و(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
 
يتلمس القانطون اليائسون المحبطون الغاضبون علاجهم لدى الطبيب النفسي لا بأس وقد تحتوى الوصفة أو(الروشتة) أو الوصفة على الأقراص والحقن وقد تمتد لجلسات الكهرباء!!!.

واقرأ أيضاً:
موقع المجانين



الكاتب: أ. عوني الحوفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/05/2007