الذئب ::

الكاتب: أ. عوني الحوفي
نشرت على الموقع بتاريخ: 17/05/2007

غالباً ما يصف الكتاب والصحفيون أي إنسان يعتدي على أنثى أنه ذئب.
فما السبب في هذا الوصف بالذات ولم يقولوا مثلا إنه أسد أو نمر؟ للذئب تكتيك خاص في الاعتداء على فرائسه، فهو يباغت الفريسة بعضة واحدة ثم يبتعد عنها وحالما تسري في دماء الفريسة مادة السعار الذئبي حتى تتجه بقوة ولذة نحو صائدها الذئب وتقدم له نفسها لينهش لحمها وهي في غاية الرضا، وقد سمعت من بعض البدو أنهم في طريقهم البري للحج عبر الصحراء عثروا على رجل يلتهم الذئب كتفه فاقتربوا منه بعصيهم محاولين إنقاذه وكان الذئب قد ابتعد قليلاً وإن ظل مراقباً للموقف وهنا كانت المفاجأة أن ناشدهم الله أن يتركوه للذئب ليأكله فإنه انتهى لا أمل في إبقائه حياً فتركوه وواصلوا رحلتهم وعاد الذئب لمواصلة الوليمة.

العزيز الغالي الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني في مجال رده على إحدى الفتيات في إحدى; دول الخليج وقعت في حب أحد العاملين لدى والدها وهو من إحدى الجنسيات الآسيوية وكان على علاقة بشقيقتها قبل زواجها وقد تزوج بثالثة والمشكلة لدى المسكينة أنها ما زالت متعلقة به تعلق الفريسة بذئبها. والمستشار الأستاذ الدكتور الطبيب النفسي الشهير أقسم لها أكثر من مرة في استشارات مجانين أن هذا الدنجوان لا يحبها ولا يناسبها وإذا بها تعيد طلب المشورة مما حدى بالدكتور الطيب أن يستعين بصاحب الموقع وبزملائه المستشارين وبخاله الذي هو (أنا) لأن يقنعوا المسكينة أنه لا يناسبها ولن يتزوجها ولو حدث هذا (ولو تفيد امتناع الامتناع) فإن الزواج سيفشل ولن تستطيع الخلاص منه إلا بالكثير من الخسائر، وظل باخعاً (هالكاً) نفسه حزناً وأسى على الصبية ومآلها الأسود.

هاأنا ذا يا دكتور أقول للابنة المتلذذة باستنزاف الفتى الآسيوي لعواطفها وربما لثرواتها أو ما هو أبعد… أقول لها قصة الذئب وهو نوع من العلاج النفسي يتجنب المواعظ والخطب وكتابة الأدوية والعقاقير المهدئة والمثبطة, ولا أطيل وألح عليها لإقناعها بل أتركها تفكر في كلماتي وتعيد قراءتها مثنى وثلاث ورباع وخماس وسداس، فإذا كان لديها بقية من عقل فستهتدي وإلا فلتخبط رأسها في أقرب حائط غير مأسوف على اختيارها البئيس.

واقرأ أيضاً:
شوارد وخواطر
موقع المجانين
شوارد وخواطر: لا تغضب