أحسن تستاهل: أشرف الكل ::

الكاتب: مها الكيال
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/06/2007

 

متى أحسست بضيق.. فاذهب إليه، وإن كنت وحيداً وانفض الكل من حولك.. فاذهب إليه، وإن أطرقت متجهماً وضاقت بك صدور الناس فاذهب إليه، وإن أردت صديقاً يسمعك دون ملل.. فاذهب إليه، صغير أنت وتريد أن يراك الجميع بحجمك الطبيعي.. فاذهب إليه، حزين أنت وتبحث عن ابتسامة تعيد لوجهك إشراقته من جديد.. فاذهب إليه.

غريب أنت وتبحث عن من ينقذك من البعد فيقربك منه وينسيك ما أنت فيه.. اذهب إليه، إن تحدثت معه لا تسأم.. وإن فاتك ميعاد لا تهتم، متى بدأت معه في الحديث وحانت لحظة (الفضفضة) فستجده قد أسند ظهره للوراء وضم ذراعيه إلى صدره -علامة الاهتمام- وابتسم لك وبصوته الهادئ سيطلب منك البدء في الكلام..... هنا فقط سينطلق منك الحديث بلا انقطاع أو شعور بالوقت وهو من ناحيته سيستمع لك دون ضجر أو تأفف.
 
إن حملته همومك فاستمتع بما ستراه..... ستراه قلقاً عليك، لا يهدأ باله حتى يراك تعود إلى سيرتك الأولى مرحاً قد زال همك وذهب تعبك وكأن همك همه.
إن كانت سنك صغيرة فهو أب لك.. وإن كنت كبيراً فهو أخاك.. وإن فقته في العمر فلن تقبل إلا أن يكون أخاك وسيظل..
إن كان قدرك أن تقابله،، فحياتك أجمل ما فيها أنك عرفته ولو لساعات قليلة... ابحث عنه بين معارف أصدقائك وأقربائك... لأني بالفعل أحمد الله أن وضعه في طريقي
أضحك كثيراً حين يجلس مع والدي ويتفقان عليّ.. يهاجماني بكلامهما في وقت واحد ثم يسترقان النظر وتبدأ -هيستيريا- الضحك.... ثم يضحك هو حينما أقول: بخاف منكو وانتو مع بعض، فيعلق مشيراً إلى رأسه: منورين مش كده.

ولأكتب تلك الجمل البسيطة التي أحاول من خلالها أن أحكي لكم عنه... أجدني أنتقي كلماتي بعناية وأنتقل بين مفردات اللغة وقد أتشاجر معها ليخرج موضوعي موفياً حق أستاذي ومرضياً لنفسي، لأنك حين تكتب عن إنسان لا يختلف عليه اثنان فأنت في مأزق... وحين تكتب عن إنسان اتفق الجميع على محبته فأنت في مأزق... وفي النهاية لا أقول إلا: حقاً............. لم يخطئ من سماه: أشرف الكل.

إن أطرقت متجهماً، إن أردت صديقاً، أن يسمعك أحد فهو صغير أنت وتريد أن يراك الناس كبيراً/وأردت أن يراك الناس في حجمك الطبيعي فاذهب إليه، إن تحدثت معه لا تسأم، وإن فاتك ميعاد لا تهتم.