إغلاق
 

Bookmark and Share

قصر أحلامي ::

الكاتب: عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/06/2007


يروي الدكتور/مصطفى محمود في إحدى قصصه القصيرة حكاية عن قصر له نافورة على شكل ديك تندفع منه المياه بشكل جذاب وله حديقة ذات أشجار عالية وورود بديعة، كان بطل قصتنا يخرج من المدرسة كل يوم لينظر من أعلى سور الحديقة يرقب القصر ويتخيل سكانه وكيف أنهم يحيون فى سعادة ويأكلون الجاتوة كل يوم على حد تعبير بطلنا (وكان يحب الجاتوه كثيرا في ذلك الوقت).

ومرت الأيام وكبر بطل قصتنا وأتاح له عمله فى إحدى الهيئات أن يذهب إلى قصره الحبيب لإنهاء بعض الأوراق الخاصة بصاحب القصر كان يعد الدقائق وشوقه يسبقه ها هو قصر أحلامه ستتاح له الفرصة لأول مرة كي يراه من الداخل يا لها من متعة.
 
وصل إلى القصر فهاله منظر النافورة التى كانت تشع جمالا وقد جفت مياهها وحديقة القصر وقد عبثت بها يد الإهمال فتحولت لغابة مقبضة، قاده خادم عجوز إلى داخل القصر وطلب أن يصعد إلى سيد البيت لأنه مقعد لا يستطيع الحركة طاوعه وفى قلبه غصة كانت حجراته أشبه بدهاليز مظلمة تمنى أن ينتهي من مهمته سريعا حتى يغادر هذا القصر.

أخبره الخادم أن ابن صاحب القصر الوحيد نزيل إحدى المصحات منذ سنوات حين أنهى أوراقه وهم بالانصراف ألح عليه الخادم في احتساء فنجان من الشاي ولكنه انصرف مسرعا متعللا بوجود الكثير من الأعمال لديه، حين قرأت هذه القصة كنت أفكر كم تبهرنا مظاهر الأشياء وتخدعنا أعيننا فنتوهم أشياء لا وجود لها وننسج من خيالنا أحلاما لواقع زائف فإذا ما اقتربنا هالنا ما رأينا وأحسسنا بسطحية رؤيتنا وسذاجة تفكرنا فكم تخيلنا ونحن صغار أشياء وتوهمنا أحلاما، ومع الأيام تبين لنا أنها مجرد سراب وقصور واهية على الرمال لا تلبث أمواج الحياة أن تمحوها ولكنها تظل فى ذاكرتنا نتذكر بها أيام البراءة وزمن الأحلام.

واقرأ أيضاً:
مدونات مجانين: كيف نقاوم الشعور بالظلم؟  
مدونات مجانين: وقت التوقف عن الأحلام 
مدونات مجانين: الكيت كات
مدونات مجانين: اللقاء الثاني
مدونات مجانين: متى نتعلم كيف نتقبل الآخر؟
مدونات مجانين: في طريقي للعيادة النفسية  
مدونات مجانين: أيها الآباء رفقا بأبنائكم
مدونات مجانين: أم سيد
أكل عيش وعالم الكبار السحري
الحب أم الذكاء هو ما يحتاجه أبناؤنا؟؟
ظلي الذي أكرهه



الكاتب: عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/06/2007