إغلاق
 

Bookmark and Share

هل تعرف ماذا تريد؟ مذكرات تلميذة ::

الكاتب: عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/07/2007


أحيانا أسأل نفسي هل مشكلتي أنني لم أحقق ما أريد؟ أم أنني لا أعرف ماذا أريد؟ هل نتعلم حقا كيف نختار
لا أدري فقد نشأت مثل ملايين المصريين والعرب أيضا في بيت يحترم قيمة الطاعة ويرى أن الطفل المؤدب هو ذلك الطفل المطيع نشأت طفلة وسطى بين شقيقة تكبرني بعام وشقيق أصغر مني بعدة أعوام لا أدري هل هذا حال كل الأطفال الذين يكون ترتبيهم الأوسط بين أخواتهم فهو يشعر بأنه تائه لا هو الكبير الذي يعتمد عليه ولا هو الصغير المدلل أحيانا أشعر بأنه كان لابد علي أن أبذل جهد كبير من أجل كسب احترام وتقدير أهلي بسبب ترتيبي هذا فنشأت أقدم احتياجات الآخرين على احتياجاتي لا أعرف كيف أقول لا حتى لو أضاف لي هذا عبء كبير فحين التحقت بعملي وكان ذلك بعد تخرجي مباشرة كنت أعمل بأحد الأقسام التي يتسم بها العمل بأنه مكتبي رغم تخصصي الهندسي وكنت أنهي عملي في قسمي على أتم وجه وأعرض على رؤساء الأقسام الأخرى إن كان هناك أعمل أستطيع أن أقوم به وكانوا يرحبون بذلك شاكرين حتى فوجئت بأنه أصبح أمرا واقعا وإذا لم أقم به فأنه يصابون بالضيق ووجدت أنني أضطر لإنهاء عملي الأساسي سريعا حتى أتفرغ لإنهاء أعمال غيري صحيح اكتسبت حب الآخرين ولكن كان على حساب راحتي وعلى حساب إتقاني لعملي الأساسي.
 
أن تقدمي في السن وزيادة خبرتي وقراءاتي ساعدتني كثيرا على أكتساب حب الناس دون إضافة أعباء لا أستطيع أدائها وتشعرني بأنني مثقلة بالأعباء وللحق أن مقالات (تأكيد الذات) للدكتور مصطفى السعدني قد أفادتني كثيرا في هذا المجال وتعلمت كيف أقول لا بلطف وبطريقة مهذبة طالما أن هذا العمل ليس من اختصاصي وطالما أنه ليس لدي الوقت للانتهاء من عملي بكفاءة تسمح لي أن أساعد الآخرين في عملهم دون أن يسبب لي هذا إرهاق شديد.


مذكرات تلميذة
كانت بداية معرفتي بها ونحن طلاب في مدرستنا الثانوية العريقة والتي اشتهرت بصرامة قوانينها كلا لم تكن صديقتي كانت زميلة أختي التي تكبرني بعام واحد شخصية محيرة فهي متفوقة دراسيا عينيها تشع ذكاء وتمرد تدفعك للإعجاب بها سواء اتفقت معها أم اختلفت ولك أن تتعجب إذا عرفت أن زميلتنا العزيزة تعمل (أستاذ مساعد في إحدى كليات الطب الآن) ووجه التعجب ستعرفه حالا من خلال سطوري القادمة فزميلتنا العزيزة شخصية متمردة إلى أقصى الحدود؛

تتمرد على قوانين مدرستنا المجحفة وهي حقا كذلك ولكننا اعتدنا أن نمتثل لهذه القوانين صاغرين، وأما هي فلم تكن هذه من طبيعتها ويكفي أن تعرف أنها قفزت من فوق صور مدرستنا هي وزميلة أخرى معها لا لشيء إلا لتثبت لإدارة المدرسة أن من يريد أن يفعل شيئا فلن يردعه عقاب مهما كان قاسيا وأن طريقتهم في التعامل معنا تحتاج إلى إعادة النظر وطبعا رفدت زميلتنا أسبوع من المدرسة وقامت الإدارة باستدعاء ولي أمرها وبقيت أسبوع آخر تقف أمام مكتب المديرة من الصباح وحتى نهاية اليوم الدراسي غير ما نالها من صفعات من المديرة وشد الشعر وخلافه نعم فهذا شيء عادي في المدارس الثانوية للبنات وأعتقد أن الحال لا يختلف كثيرا في مدارس البنين مع إني أعتقد أن العقاب البدني في مدارس البنين أشد وأقسى ومع ذلك فقد سألت زميلتنا هل كنت ستكررين ما فعلتي بعد ما عرفتي كل ما ينتظرك وللعجب كانت إجابتها نعم فقد كانت تجربة مثيرة رغم كل هذا العقاب.
 
ليس لدي ما أقوله حقا أنا بالطبع ضد ما فعلته زميلتنا وضد خرق القوانين مهما كانت الدوافع نبيلة فأنا مؤمنة أن الغاية لا تبرر الوسيلة، ولكني أتمنى أن تعيد الوزارة والسادة المدرسين الأفاضل النظر في طريقة تعاملهم مع الطلاب فرغم أنني كنت طالبة مجتهدة وكما يقولون في حالي وبمشي جنب الحائط لكن نالني رغم ذلك من الحب جانب.
 
فالأمر لا يسلم من الكلام في طابور الصباح الممل جدا وهذا يعرضك أيضا لتلقي صفعة على وجهك والبقاء بجانب مكتب الوكيلة الحصة الأولى بالكامل حتى أننا كنا نشعر بأن المدرسة كالسجن وأن هؤلاء المدرسين هم جلادينا.
 
بالطبع أنا لاأنكر أن هناك أمثلة رائعة لمدرسينا الكرام وأن أكن لهم كل تقدير وعرفان ولكني أتحدث عن الغالبية العظمى من مدرسينا وعما كنا نلاقيه من تعنت وإهانة لأتفه الأسباب أتمنى أن يكون الوضع قد تحسن للأفضل وأن يكون الجيل الجديد أوفر منا حظا.

واقرأ أيضاً:
مدونات مجانين: كيف نقاوم الشعور بالظلم؟ / مدونات مجانين: وقت التوقف عن الأحلام / مدونات مجانين: الكيت كات / مدونات مجانين: اللقاء الثاني  / مدونات مجانين: متى نتعلم كيف نتقبل الآخر؟ / مدونات مجانين: في طريقي للعيادة النفسية  / مدونات مجانين: أيها الآباء رفقا بأبنائكم / مدونات مجانين: أم سيد / مدونات مجانين: أمي أنا حقا طفلة مذعورة  / الحب أم الذكاء هو ما يحتاجه أبناؤنا؟؟  / ظلي الذي أكرهه / قصر أحلامي / عالم الكبار السحري 2  / قيمة الألم في حياتنا / ألقي بنفسك وسط الزحام. 



الكاتب: عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/07/2007