عاجزة وروايات الدكتور مصطفى محمود ::

الكاتب: عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/08/2007

المستحيل
في رواية الدكتور مصطفى محمود المستحيل يحكي قصة مهندس شاب يكتشف فجأة زيف حياته وواقعه فكل شيء قد فرض عليه دون أن تكون له يد في اختياره بدءا من زوجته ربة المنزل التي لا هم لها سوى البيت والأولاد إلى لوحة الموناليزا التي تغطي جدار منزله والتي أقنعه والده بمدى جمالها وكيف أن اليدين تبتسمان وكان ظنه أن هذا رأي والده ولكنه يفاجأ بأن هذا الرأي منشور في إحدى المجلات وليس رأي والده الشخصي.
 
يتعرف على جارة له هي الأخرى تعيش مأساة من نوع آخر حيث تضطر للزواج من زوج شقيقتها المتوفاة تحت ضغط أسرتها لتلاحقها ذكريات شقيقتها في كل جدران المنزل ومما يزيد ألمها رغبة زوجها في جعلها صورة من شقيقتها.
 
والمستحيل الذي يقصده الدكتور مصطفى محمود هو في قدرة الإنسان على ترويض نفسه وجهادها لمنعها عما تحب لأن في رغبتها ربما يتأذى أناس آخرون لا ذنب لهم أو أن ذلك ضد الدين والتقاليد التي يؤمن بها الإنسان وأنه قد يفقد احترامه لذاته إذا ما استجاب لإلحاح رغباته فهو بمنع نفسه عما ترغب، يرتقي إحدى درجات سلم المستحيل.
 
فما أروعه من جهاد وما أعظمه حين يجاهد الإنسان رغباته من أجل دينه ومبادئه واحترامه لنفسه ولذلك أسماه الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الجهاد الأعظم.

تبسيط الأمور
إن آفة الإنسان الحقيقية هي في تبسيطه للأمور وشعوره أنه سيحصل على السعادة إذا تحقق له شيء معين (الحصول على وظيفة معينة – الزواج من امرأة بعينها – السفر) ولكن هل السعادة حقا تنال بمجرد تحقيق أمنية حتى لو كانت هذه الأمنية هي حلم حياتنا.
 
إن تبسيط الأمور هو قتل للحقيقة كما قال الدكتور مصطفى محمود فالإنسان هو مخلوق من ماء وتراب ولكن هل هو كذلك حقا أم أنه شيء أعقد من ذلك كثير وهل السعادة هي في تحقيقنا ما نتمنى فكم منا تصور أن المال هو طريقة للحصول على السعادة فظل يجمع ويحصد ما لا فما شبع وما شعر بالسعادة وكم من رجل تصور أن السعادة في امرأة يتزوجها فلما تحقق له ما أراد لم يشعر بطعم السعادة فلا عجب إذن أن تكون قصص الحب الخالدة هي تلك التي لم تنتهي بالزواج لا لسبب إلا أن الإنسان حين يتزوج ممن يحب ينكشف أمامه واقع لم يكن يراه بعين المحب ويحيا حياة كاملة مع من يحب فيكتشف أنه مجرد إنسان عادي وليس ملاك محلق في السماء.
 
ليتنا نعرف أن طريقنا للسعادة يبدأ برضانا أولا عما وهبنا الله وقناعتنا بما نملك وزهدنا فيما يملك الآخرون.
 
واقرأ أيضاً:
مدونات مجانين: كيف نقاوم الشعور بالظلم؟ / مدونات مجانين: وقت التوقف عن الأحلام / مدونات مجانين: الكيت كات / مدونات مجانين: اللقاء الثاني  / مدونات مجانين: متى نتعلم كيف نتقبل الآخر؟ / مدونات مجانين: في طريقي للعيادة النفسية  / مدونات مجانين: أيها الآباء رفقا بأبنائكم / مدونات مجانين: أم سيد / مدونات مجانين: أمي أنا حقا طفلة مذعورة  / الحب أم الذكاء هو ما يحتاجه أبناؤنا؟؟  / ظلي الذي أكرهه / قصر أحلامي / عالم الكبار السحري 2  / قيمة الألم في حياتنا / ألقي بنفسك وسط الزحام / هل تعرف ماذا تريد؟ مذكرات تلميذة.