إغلاق
 

Bookmark and Share

جمعة الشوان أنت في أعيننا ::

الكاتب: عمرو عماد
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/09/2007


عندما يشاهد الشخص أثرا تاريخيا أو يسمع قصصا لبطولات تاريخية أو أعمال معاصرة نافعة للدين وللفرد والمجتمع يشعر بأحاسيس وأفكار مركبة تنتشر في كل كيانه تعظيما لهذه الشخصيات التي صارعت الفشل والخوف وضحت بكل ما هو غال وثمين من أجل هدف أسمى. والتي تطور وتقوم نفسها بشكل مستمر وتؤثر المنفعة العامة على المنفعة الخاصة والتي يفخر بها المجتمع والتاريخ. ويحاول الفرد التعلم من هذه الشخصيات والسير على خطاهم من أجل هدفا ساميا يحقق العزة والكرامة والنجاح والأمن والعدل ويدفع الشبهات والمشاكل والصراعات عن هذه الأمة وعن هذا الدين، ومن ضمن الأحداث التي تحمل كثيرا من الشجون هي أحداث انتصارات أكتوبر المجيدة والصراع العربي الإسرائيلي في هذه الفترة وما تحمله هذه الفترة من بطولات من أول الجندي البسيط إلي قيادات الجيش وأجهزته المختلفة.

ومن ضمن هذه الشخصيات الأستاذ أحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان والذي عمل كجاسوس مزدوج لصالح المخابرات العامة المصرية والذي ساهم في تضليل العدو بمعلومات خاطئة أو غير كاملة الصحة والتي ساهمت في انتصارات أكتوبر وزودت مصر بأحدث أجهزة التجسس الإليكترونية في هذه الفترة وهو الآن يعيش في مصر يعاني من مرض في قرنية العين تسبب في فقدانه البصر في إحدى عينيه ويحتاج لعملية تغيير قرنية ولذلك أرسل إلى جهات الدولة العليا يطلب منها العلاج ويطلب معاشا يساعده على الحياة وعلى رعاية أسرته وعلى علاج عينه ولم تستجيب الحكومة لطلبه فعاود المحاولة مرة أخرى وأخيرا استجابت الدولة لمطالبه وقالت له لن نستطيع أن نعطيك أكثر من 70 جنية شهريا فقط كمعاش ولم يتم قبول طلب العلاج على نفقة الدولة.

عزة وكبرياء
وطلب صدوق التكافل الاجتماعي من السيد جمعة الشوان أن يوقع على استلامه للمبلغ (طبعا مبلغ كبييير) ثم وقع جمعة الشوان بالموافقة على استلام هذا المبلغ ولكنه قال (أشكر سيادة الرئيس على اهتمامه السريع بموضوع المعاش ولكني أتنازل عن هذا المعاش للقوات المسلحة لتشتري به حاملات طائرات ومعدات حربية) ولم يقبل المعاش، فعل ذلك لأن مبلغ السبعين جنيها لا يكفي لاحتياجات أسرة شهريا وفعل ذلك لأن الحكومة رفضت علاجه على نفقة الدولة وفعل ذلك لأن الحال لم يصل به لهذه الدرجة من السوء.

حق جمعة الشوان
* أليس من حق جمعة الشوان أن يصرف له معاشا كبيرا من قبل الدولة ليس فقط بعد مرضه وعجزه عن العمل ولكن منذ أن أنهى العمل مع الحكومة المصرية.

* كل عامل في الحكومة المصرية له ثلاثة أشياء راتب شهري ثم مكافئة نهاية الخدمة ثم معاش وجمعة الشوان لم يحصل على راتب من الحكومة المصرية ولكن كان عمله حبا لمصر وخدمة لدينه وهو سعيد بذلك ولم يحصل على مكافئة نهاية خدمة من قبل الحكومة لتساعده على المعيشة أو أن تكون تشجيعا لكل المصرين ليكونوا مثله وليس كثمن لما قدمه لبلده لأن ما يقدمه أبناء مصر الذين يضحون بأرواحهم وبجهدهم من أجل بلدهم لا يقدر بثمن. ولم يحصل على معاش من الحكومة أيضا.

* ربما يقول البعض لماذا يطالب جمعة الشوان الدولة بمعاش هل يطلب ثمنا لخدمته؟ أقول لهم هو يريد من أمه مصر أن تحتضنه وقت مرضه وشدته بدليل أنه لم يطلب من الحكومة معاشا إلا بعد تدهور صحته وعدم قدرته على العمل ولكن حتى في أحضان الحبايب شوك ياقلبي.

* هل عندما يخرج وزير أو ضابط في الحكومة على المعاش لا تعطيه الحكومة معاشا بدعوى أن حالته ميسورة وليست بحاجة إلى معاش؟ لا بل العكس هو الصحيح تعطيه الدولة معاشا كبيرا رغم حالته الميسورة لذلك حتى لو كانت حالة جمعة الشوان ميسورة وهي ليست كذلك أليس حقه من الدولة هذا المعاش؟

هل هذا هو رد الجميل يا مصر؟ هل من صنع لك مجدا وحافظ عليك يكون كمن سرقك ونشر الفساد في شوارعك
هل الراقصات والفنانين والفنانات الذين يعالجون على نفقة الدولة أغلى من أولادك الذين ضحوا بعمرهم وبسعادتهم ونزفت جباههم الدم والألم والمرارة من أجل رقي هذا الوطن؟
ماذا تخبئي لنا يا مصر في الأيام القادمة بعد أن أصبح الفساد في كل ركن وفي كل مجال؟
هل هذه الواقعة سوف تحفز كل مسئول على أن يسرق وينهب من البلد في فترة حكمه ومنصبه لأنه بعد ذلك سوف يعامل كخيل الحكومة بعد خروجه من منصبه؟

إهمال في المستشفيات فساد في نظم التعليم انتشار البطالة الكثافة السكانية والجهل الخ ولكن الفساد هو فساد من الأفراد المسئولين ومن عامة الشعب أيضا" وليس من الحكومات فقط عاداتنا تبدلت وشبابنا تغير وأصبح يهتم بتفاهات الأمور.

يا ترى البلد دي وكما قال الدكتور وائل مر أقصد مصر بعد 50 سنة هتكون ازاي أنا خائف على البلد وخائف من البلد وخائف من الناس وخائف على الناس كم أتمنى أن أعمل شيئا لهذا الوطن وهذا المجتمع وهذا الدين ويا رب يوصل صوتنا للمسئولين وكما قال المطرب إيمان البحر درويش في أغنية (نفسي إيدي واحدة وأنتي أيدك بردوا واحدة مدي أيدك ويا إيدي امسحي دمعة وليدي عايز أصرخلك وعاجز أسمعك أو تسمعيني نفسي نفسي نفسي أقولك ألف حاجة بس آه آه لو تفهميني يابلدنا يابلد هوه من أمتة الولد بيخاف من أمه لمافي الضلمة تضموه صدقينى خفت منك خفت منك صدقيني نفسي بس آه آه لو تفهميني)

وبأذن الله سوف يتم نشر مذكرات جمعة الشوان هنا على موقع مجانين في حوار معه يخرج الأفكار والمشاعر التي شعر بها أثناء تأدية عمله المكلف به حتى لا يكون الحوار مجرد سردا للأحداث فقط.

واقرأ أيضاً:
حياتنا تيك اواي للمشاعر  
تساقط أقنعه التميز أمام العلم
سنة رابعة مجانين وكلنا طيبين
لم يعجبني عنوان الموقع.... مشاركة  



الكاتب: عمرو عماد
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/09/2007