|
|
|
المعايشة الوجدانية للأحداث ::
الكاتب: عمرو عماد
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/09/2007
قال الله تعالى (............ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) (الرعد:11)، لذا فعلى الإنسان أن يحاول أن يغير من نفسه ليقاوم الشبهات والشهوات، لذلك فكرت في إنشاء باب جديد بعنوان المعايشة الوجدانية للأحداث ليساهم مع باقي أبواب الموقع في رحلة تغيير الإنسان نفسه إلى الأفضل وقد تفضل الدكتور وائل أبو هندي بالموافقة على ذلك والذي دفعني لعمل هذا الباب ما يلي:
المتأمل في الأحداث التاريخية والأحداث المعاصرة يلاحظ بعين اليقظة الأتي: (1) أن الشخصيات التي تمر بنفس ظروف الموقف تختلف أفعالها في نفس الموقف الواحد اختلافاً ملحوظاً مابين اختلاف في دقة نفس العمل أو اختلاف في المبادرة به أو الاختلاف في شكل العمل وهدفه أي عمل مختلف عن الشخص الأخر تماما في الشكل والمضمون.
(2) أن الشخصيات التي تقوم بالأعمال السيئة والضارة والمحرمة تعرف جيداً أضرار هذه الأعمال النفسية والاجتماعية والصحية عليهم وعلى الآخرين وتعرف عواقبها والدليل على ضررها وحرمتها من الدين ومن الواقع ومن كافة العلوم ومع ذلك يرتكبون هذه الأعمال.
(3) اختلاف تأثير الموقف والحدث الواحد في نفوس ومشاعر شخصيات مختلفة.
الشاهد من ذلك: أن للأفكار والمشاعر والصور الذهنية المصاحبة للموقف التي تدور في وجدان وأعماق الشخصية أثر كبير في طريقة رد فعل الشخصية وفي طريقة التفاعل مع الموقف بعمق مما ينعكس على قول وفعل الشخصية في هذا الموقف.
أهمية الأفكار والمشاعر (1) السيطرة على الأفكار والمشاعر السلبية تساهم في رقي الإنسان في جميع ميادين الحياة وتجعله أكثر قدرة على مواجهة الصعاب وأكثر قدرة على التصدي للشهوات والشبهات لأن كل فعل يبدأ بفكرة ورغبة. والسيطرة على الأفكار والمشاعر السلبية هي التي تصنع البطل وهي التي تصنع التميز والنجاح.
(2) تنمية المشاعر والأفكار الايجابية تخرج الطاقات الكامنة في الإنسان كما فعل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما أزال المشاعر والأفكار والسلبية لدى الصحابة وبدلها بالمشاعر والأفكار الايجابية المستمدة من تعاليم الإسلام وهديه فخرجت طاقات الصحابة في كل ميادين الحياة وتم استغلالها الاستغلال الأمثل.
الطب النفسي الإسلامي بين عمق إزالة السلبيات وعمق تثبيت الايجابيات هناك عمق في تنفيذ أو في ابتكار البرامج السلوكية والمعرفية التي تزيل السلبيات والأفكار السلبية الموجودة لدى المريض التي تؤدي إلى الاضطراب النفسي فوجود شعور واحد أو فكرة واحدة سلبية لدي المريض تقام برامج عميقة ومرتبة مستخدمة كل الطرق في التخلص من هذه السلبيات كالتخيل أو كتابة هذه الأفكار الخ مع مراعاة حدوث تغير في الظروف أثناء تنفيذ البرنامج العلاجي وذلك باستخدام صيغة (إذا كان فهذا وإذا كان فذاك) وذلك لإزالتها من أعماق النفس مثل برنامج العلاج المعرفي للأكتئاب ثم تؤلف الكتب وتعقد المؤتمرات وكل هذا جميل جداً وبفضل الله تم ويطور دائماً ولكن لماذا لا يتم إنشاء برامج سلوكية ومعرفية لتثبيت الايجابيات بعمق وبطرق متعددة كما هو الحال في برامج إزالة السلبيات؟
وبفضل الله سبحانه وتعالى قام الأطباء النفسيون المسلمون بدور هام في رحلة تنمية العلاج النفسي الذي يقوم على هدي من تعاليم الدين الإسلامي السمحة ويتوافق مع البيئة التي نعيش فيها ومع عاداتنا وتقاليدنا ومن ضمن أعمالهم في إزالة السلبيات التي تدور في النفس البشرية: (1) تنقيتهم لأساليب العلاج النفسي الغربي من كل ما يخالف الدين الإسلامي ويخالف الفطرة السليمة
(2) اهتمامهم بالمشاكل والأحداث السياسية والاجتماعية والتربوية التي تمر في أمتهم وتحليلها ووضع حلولاً لها كما فعل الدكتور يحيي الرخاوي والدكتور وائل أبو هندي والدكتور خليل فاضل
(3) أضافوا إلى البرامج العلاجية الغربية بعض الأفعال والأقوال المستمدة من القرآن والسنة النبوية التي تفيد في نفس الموضوع وتسهل من رحلة العلاج.
برامج تثبيت الايجابيات داخل النفس البشرية سوف نقوم بإنشاء برامج سلوكية معرفية مستمدة من القرآن والسنة ومن سير الصحابة والتابعين والمتميزين من عالمنا المعاصر أو مطورة من برامج سلوكية غربية مفيدة دورها تثبيت وتعميق المعاني السامية والايجابيات البناءة والسلوكيات الحميدة داخل النفس البشرية بعمق شديد في كل مجالات الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية وبطرق متعددة بالاستعانة بالتخيل والارتباطات الشرطية وغير ذلك مما يعمق ويعزز الأشياء داخل النفس البشرية سواء كانت هذه الأشياء موجودة في الطب النفسي أو مستنبطة من الواقع أو من التاريخ.
وفي البرامج السلوكية المعرفية المستمدة من القرآن والسنة ومن سير الصحابة والتابعين لن نقوم بتفسير الآيات والأحاديث تفسيراً جديداً لتتوافق مع ما نقول أو نحاول أن نحمل على النص ما لا يحتمله بل أننا (1) سوف ننقل أقوال المفسرين والمحدثين المتخصصين في هذه العلوم. (ب) أننا لا نفسر أو نحقق بدون علم بل أن دورنا تعميق المعنى والسلوك داخل النفس البشرية حتى تنتصر النفس على الهوى والشهوات، وبفضل الله أنني قد قمت بعمل بعض من هذه البرامج.
رسالة إلى الطبيب النفسي المسلم هذا المجهود وهذه المسئولية التي تقوم بها أيها الطبيب النفسي العربي المسلم شيء عظيم نفتخر به جميعاً ولكن نطلب منك أن تقوم معنا بإنشاء برامج سلوكية معرفية مستمدة من القرآن والسنة النبوية ومن سير الصحابة والتابعين والمتميزين من عالمنا المعاصر لتثبيت الايجابيات بعمق كما هو الحال في برامج إزالة السلبيات مستخدمين في ذلك الأشياء التي تعزز الفكرة أو الشعور في النفس مثل التخيل والارتباطات الشرطية، فكما تقوم حضرتك أيها الطبيب النفسي بدراسة الأشياء التي عززت من الفكرة السلبية وساعدت في دخولها بعمق في فكر ومشاعر المريض وتقوم بعمل برامج سلوكية لإزالتها أطب منك عكس ذلك أي أن نحلل ونلاحظ جميعاً الطرق التي تدخل وتعمق من وجود الفكرة داخل النفس البشرية وربما استخدمنا نفس الطرق التي تدخل بها الأفكار السلبية لأنه ثبت أن تلك الطرق لها تأثير قوي على النفس البشرية.
أبعاد المعايشة الوجدانية للأحداث (1) دراسة وتحليل وتقييم المشاعر والأفكار السلبية والايجابية المصاحبة لعمل العبادات والواجبات أو المصاحبة لعمل المنكرات أثناء القيام بها أو الأفكار والمشاعر المصاحبة للحدث التاريخي أو المعاصر والتي يحتمل أن تكون مرت في فكر الشخصية التاريخية أثناء القيام بالعمل أو الحدث التاريخي وذلك بالتعايش مع الحدث بالفكر والمشاعر لأن هناك فرق بين من يرفع الشعارات ويقول أنني قادر على عمل هذا الفعل ويدعوا الناس إليه وعندما يهم بعمل هذا العمل على أرض الواقع تراوده أفكار ومشاعر سلبية لا يقدر على قهرها.
(2) عمل معايشة واقعية وجدانية للحدث وما يدور في النفس من أفكار ومشاعر مصاحبة لهذا الحدث وما سوف يترتب على هذه الأفكار والمشاعر من أفعال وما سيساعد في تعميق هذا الحدث داخل النفس البشرية من ( أ) البيئة المحيطة كالأصوات والمشاهد والأقوال. (ب) ومما ينمو داخل النفس ببرامج تثبيت وتعميق المعاني والايجابيات كما ذكرت ذلك سابقاً.
بعض الأمثلة على المعايشة (أ) قال النبي صلى الله عليه وسلم في معنى الإحسان قال (الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) فإذا تعامل المسلم وكأن الله يراه بكل عمق سوف يفكر ألف مرة قبل أن يرتكب الذنوب كما وضحت في استشارة قراء ومستشارو مجانين قصة ثورة. (ب) قال النبي إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع (حسنه الألباني عن أبو أيوب) إذا تخيل المسلم أن هذه الصلاة آخر صلاة له وتخيل نعيم الجنة وعذاب النار جد وأجتهد وخشع في صلاته، ويحاول أن يعزز ذلك بإرتباطات شرطية من الواقع لزيادة تعميق المعنى. (ج) الشخص الذي يخون بلده من أجل المال عندما يتخيل بعمق الصوت الذي سوف يسمعه والصورة التي سوف يراها والتشرد والمرض والجوع الذي سوف يحل على أهل بلده من أثر خيانته ويتخيل الشهداء الذين ماتوا وفقدتهم أمهاتهم بالحسرة والمرارة وهم يصارعون الموت والخوف من أجل الأمة ثم يغرق في تخيل التفاصيل ويعزز ذلك بإرتباطات شرطية من الواقع لزيادة تعميق المعنى، فبهذه المعايشة سوف يفكر ألف مرة قبل أن يخون وطنه ودينه.
(3) تثبيت الايجابيات والمعاني ببرامج تثبيت عميقة كما شرحنا سابقاً
(4) تفعيل المعاني (تطوير طرق عمل الفعل على أرض الواقع) حتى تتم على الوجه الأمثل
(5) عقد جلسات الاستبصار بين المرء وبين نفسه حتى يعلم نقاط الضعف في شخصيته وذلك بالتعايش العميق مع الحدث الذي يقوم به أو بالتعايش العميق مع الفعل أو الحدث الذي يقوم به غيره وكأنه هو الذي يقوم به وكأنه رأي عين له.
أهمية باب المعايشة الوجدانية للأحداث (1) حسم الصراع الموجود في النفس بين ما يعتقد وما يمارس والذي يسمى بصراع الإقدام والإحجام وذلك عندما يختبر الشخص أفكاره ومشاعره وأفعاله بالمعايشة الوجدانية.
(2) إعادة قراءة التاريخ والأحداث بشكل مختلف وتعميق كل ما هو مفيد فيهما داخل النفس البشرية حتى لا يكون التاريخ سرداً للأحداث فقط.
(3) بناء جيل جديد قادر على مراقبة عواقب الأمور والتصدي للشهوات والشبهات حتى نعيد مجد أمتنا الإسلامية.
(4) تفعيل وتنشيط للمقالات الجيدة الموجودة على موقع مجانين وخاصة باب توكيد الذات وباب مقالات متنوعة وإعادة ذكر الفوائد الموجودة فيها أو إعطاء روابط إليها لتساهم معنا في بحر التعايش لتثبيت صفة ايجابية أو إزالة صفة سلبية بدلاً من أن تبقى مهجورة تمر عليها السنين.
فريق العمل أنا عمرو عماد والدكتور أحمد عبد الله وقد تناقشت مع الدكتور أحمد في فكرة باب المعاشة وبدأنا في وضع خطة عمل ولكننا نحتاج إلى فريق عمل لأن شخصين وحدهما لا يستطيعان عمل ما أقصده وما شرحته بشكل مستمر وبعمق ولأننا بحاجة إلى تخصصات مختلفة أيضاً ولأن كل جملة مفيدة مثمرة سوف تفيدنا في هذا الباب فما بالنا لو جاءت من متخصص مفكر مثل مستشاري موقع مجانين
(1) أحتاج خبراء في شئون النفس البشرية لتحديد مهارات وطرق دخول وتعميق الأفكار الايجابية وأرجو من مستشاري موقع مجانين أن يساهموا معي في ذلك
(2) خبراء متخصصين في المسائل الشرعية والدراسات الدينية
(3) خبراء وباحثين في التاريخ الإسلامي أو المعاصر والمهتمين بالتاريخ
ولست أدعي أنني أكثر علماً من من سيكونون في فريق العمل ولكني أريد هذا الباب دعوة للنقاش والعلم وتبادل المنفعة وإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني وعلموني سوف يكون هناك شيء من التفصيل عن فكرة الباب في مقدمة الباب إن شاء الله قريباً.
نثق في علمكم نثق في ضمائركم
واقرأ أيضاً: حياتنا تيك اواي للمشاعر تساقط أقنعه التميز أمام العلم سنة رابعة مجانين وكلنا طيبين لم يعجبني عنوان الموقع.... مشاركة جمعة الشوان أنت في أعيننا
الكاتب: عمرو عماد
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/09/2007
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|