إغلاق
 

Bookmark and Share

أم كلثوم ولا نانسي.. هوه الخلع لعبة؟! ::

الكاتب: ناهد إمام
نشرت على الموقع بتاريخ: 22/09/2007


"أقامت سيدة أمام محكمة الأسرة بالزقازيق دعوي تطالب فيها بخلع زوجها لأنه يحب سماع الأغاني القديمة، قالت السيدة وتدعي (هويدا فراج ) ربة منزل أنها تزوجت من زوجها (عبد الإله السيد) منذ 30 عاماً وأنجبت منه 4 من الأبناء وكانت تعمل ليل نهار علي تلبية احتياجاته ولكنها فوجئت في الأيام الأخيرة أنه يقوم بالاعتداء عليها بالضرب دون أسباب خاصة عندما يشاهدها تسمع الأغاني الشبابية وأنه دائم الاستماع إلي الأغاني القديمة رغم أن الأبناء لا يسمعونها وأضافت في دعواها أمام المحكمة أن الحياة أصبحت بينهما لا تطاق وطالبت بخلعه"

هذا هو نص الخبر الذي طالعتنا به الصحف الأيام القليلة الفائتة.. ولا أدري هل تحمل الواقعة قدرا من الطرافة أم المأساة أم أنها من شر البلية الذي يضحك؟!
لقد أصبح الحل عند الأزواج هو "الضرب", وعند الزوجات بات الحل بالمقابل هو "الخلع".. وكأن النساء قد فرحن لأنهن أصبح بأيديهن حلاً بدلا من حالة اللا حل التي عانين في ظلها طويلاً.

التقيت عددا من السيدات للإطلاع على آرائهن بشأن الخلع كحل سهل للتخلص من حياة زوجية تعيسة فانقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض .

إيمان الدكروري "مهندسة" 38 سنة تقول: بعد زواج استمر 15 سنة وجدت تغيراً ملحوظاً في سلوكيات زوجي فقد أصبح يتساهل في تعاملاته مع النساء وهو أصلا ملتزم وأصبح يسبني ويشتمني ويضربني لأقل خلاف بيننا وفي رمضان الفائت كانت بيننا مشكلة كبيرة وفوجئت به يقول: مش عايزاني اخلعيني واديني الشقة والفلوس!
وبرغم أنني كنت أفكر بالفعل في الخلع لكي أستريح منه إلا أن طلبه الخلع جعلني أعند معه وأقسمت ألا أنوله إياه أبداً وليكن ما يكون!

وتعليقاً على مشكلة إيمان يمكن القول أن الرجل هنا -وسيتبعه كثيرون- استطاع التغلب على الأثر النفسي السلبي المتوقع حدوثه للزوج من جراء عملية الخلع ولم يعد يهم الزوج أن يكون "مخلوعاً" ولم تعد كرامته "توجعه" وعلى ما يبدو أصبح ينظر للنصف الممتلئ من الكوب وأهي فرصة يغيّر "برافو يا رجالة" عصفورين بحجر خلع واحد!

أما فايزة أكمل 55 سنة فتقول: تحملته 35 سنة علشان أربي البنات ومكانش عايز يطلقني, يأخذ راتبي لأني كنت بشتغل محاسبة في بنك, ويسيء معاملتي, ويقيم علاقات غير شرعية مع النساء, وخلعته أخيراً وتركت له كل شيء ونجوت بنفسي, عملت معاش مبكر, وأعيش الآن مع بناتي في سلام.. يا ريت الخلع ده كان من زمان ومكنتش ضيعت شبابي وعمري مع واحد زي ده.

"بالطبع كان الخلع حلا ًعندما استحالت العشرة بيننا" بهذه الكلمات بدأت همت علاء 35 سنة طبيبة حديثها.. تقول: "برغم أن الخلع هو أحد الحلول الشرعية التي أتاحتها الشريعة الإسلامية لدى كراهية المرأة زوجها إلا أن بعض الأزواج يستغلون وجود المشكلات الزوجية في التصعيد حتى تضطر الزوجة إلى خلع الزوج وعموماً الزوج الذي يضطر زوجته لذلك ميستاهلش الواحدة تعيش معاه ولابد تخلعه لأنه مش راجل!

قصة أخرى ترويها حنان عاطف 43 سنة تقول "تزوجت من 17 سنة وخططت للخلع من 10 سنوات بعدما تبين لي سوء خلق زوجي, ووالدي متوفي وليس لي إخوة ذكور ولا أقارب ألجأ إليهم لإنصافي منه, فهو سليط اللسان ولئيم وبخيل, كنت أشارك معه براتبي حباً وكرامة ولكن من يوم خططت لاختلاعه توقفت عن المساهمة براتبي وحدثت مشكلة كبيرة بيننا لكنني صمدت لأني أعرف أنه جبان ولن يطلقني ولن يفعل شيئاً أكثر من سوء الخلق الذي أعيشه معه, خلال هذه الفترة تحاملت على نفسي لكي أربي عيالي وبدأت أدخر راتبي وعملت مشروع تربية أرانب مع إحدى صديقاتي وكنت أضع أموالي بالبنك دون علمه حتى أحسست أنني قد سندت ظهري بمبلغ محترم, فخلعته ولم أطلع من شقتي لأني لا زلت حاضن, وكان هو قد تعلق بي خلال الـ 10 سنوات تلك ولكنه ظل كما هو في سوء خلقه فلم تتغير مشاعري تجاهه.. وكان خلعي له مفاجأة ليست بالحسبان, كان يحسبني ضعيفة وأحبه ولكن الحمد لله الذي خلصني من همّه!

فئة أخرى من السيدات لا ترى في الخلع حلا للمرأة بل تراه فقداً لحقوقها المادية التي تكون قد تعبت وشقيت في جمعها مع زوجها سواء كانت عاملة وفقاً لإستراتيجية "قرشنا واحد وقرشي الأبيض على قرشك الأسود يبقوا جنيه وده كان زماااااااااااان طبعاً" أم لا تعمل ولكنها توفر له الدعم المعنوي والاستقرار والتدبير مما يعين على الادخار, وهن يفضلن المداراة والاحتيال والصبر على حياتهن غير السعيدة مع أزواجهن حتى يقضي الله أمرا ًكان مفعولا!

وهناك حالات قليلة أيضاً بينت أن الزوجة أحياناً تجعل "الخلع لعبة" بالفعل فتقوم بخلع زوجها ثم تعود إليه بمهر جديد وعقد جديد وتملي شروطها من جديد مستغلة حب الزوج ورغبته في العودة إليها, ومنها قصة رفض محكمة الأسرة بحي المعادي ـجنوب القاهرةـ طلب خلع المهندسة منال أ. م من زوجها رجل الأعمال محمود ي.خ بعد أن اطمأنت أن الزوجة تستخدم الخلع كلعبة تمارسها للانفصال عن زوجها ثم العودة إليه بشروط جديدة.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها الذي يعد الأول من نوعه "أن الزوجة سبق وحكمت لها المحكمة بالخلع مرتين، وفي كل مرة كان يتم الاتفاق بينها وبين زوجها على عودة الحياة الزوجية بعقد جديد وشروط مالية جديدة، وأن تكرار دعاوي الخلع من جانب الزوجة يتنافى مع أساس الخلع وهو الكراهية، وإن تصالح الزوجة أكثر من مرة يؤكد قبولها الحياة مع الزوج، وليس من المعقول أن يتحول الخلع إلى لعبة تمارسها الزوجة لابتزاز زوجها والتحايل على القانون للحصول على مكاسب مالية ومعنوية".

ويذكر أنه منذ 6 سنوات بالتمام، بدأ تطبيق قانون الأحوال الشخصية الجديد، والذي نص في مادته الـ"20" على موضوع الخلع وطبقاً لإحصائيات وزارة العدل، فهناك حوالي 9آلاف قضية خلع تشهدها المحاكم، حسمت منها ما يقرب من 5 آلاف قضية.

وأخيراً بقي القول أن الخلع "حل".. نعم.. عندما يكون في محله وكما تعلمنا سيرة الرسول حيال ذلك, ولكن مما لاشك فيه أن الكثير من دعاوي الخلع قد كشفت مدى الخلل الموجود داخل البيوت المصرية، لدرجة أن الهرب من المشاكل أصبح بالخلع وحده، بدلاً من المواجهة والنقاش والحوار.. بدلا من إصلاح ذات البين والحرص على الكيان الأسري واحترام الاختلاف وإحسان العشرة.

ولكن لأن أصحاب العقول في راحة فقد أصبح الجميع ملوش كبير.. ولا صوت يعلو فوق صوت الخلع.. وأصبح تعاملنا مع الخلع تماماً كتعاملنا الخاطئ مع التكنولوجيا مثلاً أو أي جديد.. تماماً كمحدثي النعم! وبدلا من مطلق "مخلوع", وبدلا من مطلقة "مختلعة".. شياكة صح؟!

اقرأ أيضاً:
التاريخ وعاريات الصدور/ يا سنة سموكي!!/ مدونات قهرستان: كل الكراسي في الكلوب / العروسة.. ماما! الست دي أمي.. / لكني أتيت! / العشوائيات.. والأعشاش / ما وراء هالة.. وخبرها!  / ارفعوا أيديكم عن ابنتي! / أمي.. حضني! ذكرياتي مع الحلوة / مطلوب عريس / اعترافات قهرستانة مصرية! / مطلوب عريس 2  / سيد الرجالة كمان وكمان  / انفلونزا الــــــ / أنفلونزا الكلاب في المعادى! / رجل في حياتي
/ دكتوراه عاشقة الورد! / محمد وشهد.. تعالى لي يا أما!



الكاتب: ناهد إمام
نشرت على الموقع بتاريخ: 22/09/2007