إغلاق
 

Bookmark and Share

الطبيب معايشا والمناخ معالجا (1) مشاركة ::

الكاتب: مناضلة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/11/2007


الطبيب معايشا والمناخ معالجا والمريض إنسانا (مشاركة)


الطبيب معايشا والمناخ معالجا و...(1)

حين قرأت هذا المقال للدكتور رفعت محفوظ وجدته قد تطرق إلى نقطة في غاية الأهمية وهي العلاقة الإنسانية بين الطبيب ومريضه فأكثر ما يسوؤني حقا حين تدخل عيادة أي طبيب في أي تخصص وليس في الطب النفسي فقط، فتجده قد تخلى عن مهنته الإنسانية وتعامل معك من منطق التاجر أحيانا أو من منطق المحترف وكأنك مجرد حالة ولست أنسانا كيانا من حقه أن يُحْترم، سأقص عليكم قصة بسيطة لإحدى الزميلات تبين ما قصدته:

تعرضت إحدى الزميلات لحالة إجهاض ولم تكن تعرف أنها حامل في شهورها الأولى، وكانت مسافرة إحدى المحافظات لحضور زفاف أحد الأقارب حين حدث لها نزيف مفاجئ جعلها تذهب إلى أحد الأطباء في تلك المحافظة الذي أخبرها بأنها تتعرض لعملية إجهاض، اتصلت بنا تليفونيا لكي نقوم بتحويلها إلى القمسيون الطبي حتى تحصل على إجازة مرضية، المهم بقيت أسبوعا في المنزل حتى وصلت الأوراق التي تطالبها بعرض نفسها على القمسيون الطبي، وحين ذهبت هناك وجدت غرفة ممتلئة بالأطباء والطبيبات ربما عددهم ستة، وحين سألت عن الطبيبة التي ستوقع عليها الكشف قادتها إلى أحد أركان الغرفة وقد وضعت برفان صغير وطلبتها أن توقع عليها الكشف،
فانهارت زميلتي في البكاء وقالت لها وسط كل هؤلاء؟!!
فردت الطبيبة بأنهم جميعا أطباء وطبيبات،
فهتفت زميلتي وأنا إنسانة.
 
المهم أخرجت الأطباء من الغرفة فأشارت زميلتي إلى شباك مفتوح في الغرفة أن تغلقه، فردت الطبيبة أنه لا يغلق ثم لقد وضعت لك البرفان "إيه المشكلة؟" .
المهم استسلمت زميلتي للأمر الواقع وقد انتابتها حالة بكاء هستيري والطبيبة توقع الكشف الطبي عليها، فما كان من الطبيبة الإنسانة إلا أخذت تقول لزميلتي:
 
إيه يا ماما مش معقول كده أنا مش عارفة أكشف عليك كفاية عياط، إن هذا ما كنت أتحدث عنه الإنسانية فهذه إنسانة وليست جثة وحتى الجثث ينبغي احترام أنها من خلق الله، لا أعرف.... أشعر بأن عددا لا بأس به من الأطباء مع تعرضهم اليومي لحالات صعبة باتوا متبلدي المشاعر مع الاعتذار لكل الأطباء الذين يتمتعون بقدر كبير من الإنسانية والذين لا ننسى أفضالهم علينا ولكن أتكلم عن فئة موجودة تمارس الطب بعقلها مع تجريد كافة المشاعر وتحييدها.
 
فإذا كنا نتكلم على أفرع الطب التي يكون فيها المريض مدركا لمرضه قادرا على اتخاذ قراراته فإننا في حالة الطب النفسي نجد الوضع يصبح أهم فأحيانا يجب أن يكون الطبيب النفسي مدافعا عن حقوق مريضه الذي يكون أحيانا لا حول له ولا قوة وقد سلب أهم ما في الإنسان وهو الإرادة.

رسالة لكل الأطباء لسنا مجرد حالات بل بشر احترموا عقولنا وقدروا مشاعرنا نحن نسلم لكم أنفسنا ونحن مطمئنين إلى قراراتكم، نعلم أن مهنتكم شاقة ونقدركم حقا ولكم أيادي بيضاء علينا ولكن هذه رسالة لمن يرى أن الطب مجرد مهنة.
 
وأشكرك دكتور رفعت محفوظ على المقال الذي يضع يده على نقطة هامة جدا في العلاقة بين الطبيب ومريضه.

واقرأ أيضاً:
مدونات مجانين: كيف نقاوم الشعور بالظلم؟ / مدونات مجانين: وقت التوقف عن الأحلام / مدونات مجانين: الكيت كات / مدونات مجانين: اللقاء الثاني / مدونات مجانين: متى نتعلم كيف نتقبل الآخر؟ / مدونات مجانين: في طريقي للعيادة النفسية  / مدونات مجانين: أيها الآباء رفقا بأبنائكم / مدونات مجانين: أم سيد / مدونات مجانين: أمي أنا حقا طفلة مذعورة  / الحب أم الذكاء هو ما يحتاجه أبناؤنا؟؟ / ظلي الذي أكرهه / قصر أحلامي / عالم الكبار السحري 2 / قيمة الألم في حياتنا / ألقي بنفسك وسط الزحام / هل تعرف ماذا تريد؟ مذكرات تلميذة / ذكريات عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي / عاجزة وروايات الدكتور مصطفى محمود / الوجه الحقيقي للحرية الأمريكية / صديقتي العزيزة تحية لك أينما كنت / في ذكرى رحيلك / على باب الله أصداء وردود الله يا مولانا مشاركة / هيا حقق حلمك / كلنا ليلى / كان واحد من الناس / مناضلة وعزت القمحاوي......والبرئ / خيط الحكاية / سارقو الأحلام / الخروج. 



الكاتب: مناضلة في زمن الجبروت الأمريكي
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/11/2007