إغلاق
 

Bookmark and Share

فضيلة‏ ‏الدهشة ::

الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/12/2007


إذا‏ ‏تلفت‏ ‏حولك‏ ‏لأي ‏نقاش‏, ‏أو‏ ‏طالعت‏ ‏الوجوه‏ ‏في ‏أي ‏اجتماع‏ (‏سياسي ‏أو‏ ‏علمي ‏أو‏ ‏ثقافي ‏أو‏ ‏غير ذلك‏) ‏في ‏بلادنا‏ ‏هذه‏ ‏في ‏عصرنا‏ ‏هذا‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يأخذك‏ ‏العجب‏ ‏وأنت‏ ‏تشاهد‏ ‏الثقة‏ ‏المفرطة‏ ‏تغمر‏ ‏الوجوه‏, ‏أغلب‏ ‏الوجوه‏, ‏تتـناوب‏ ‏بانتظام‏ ‏مع‏ ‏ابتسامات‏ ‏الاستعلاء‏ ‏وغمزات‏ ‏التهوين‏ ‏مما‏ ‏يقال‏, ‏يتم‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏فوق‏ ‏أرضية‏ ‏متسعة‏ ‏من‏ ‏درجات‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏الانتباه‏ ‏أو‏ ‏اللامبالاة‏ ‏أو‏ "‏الفرجة‏" ‏على ‏وجوه‏ ‏بقية‏ ‏الحضور‏, ‏وربما‏ ‏تستنتج‏ ‏أن‏ ‏المتناقشين‏ ‏على ‏اختلاف‏ ‏هويتهم‏, ‏قد‏ ‏أصابهم‏ ‏ما‏ ‏أصاب‏ ‏المتنبي ‏حين‏ ‏غلبه‏ ‏الغرور‏ ‏فقال‏:‏
وعلمت‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏أسائل‏ ‏واحدا‏ ‏عن‏ ‏علم‏ ‏واحدة‏ ‏لكي ‏أزدادها‏.‏
وكأن‏ ‏لسان‏ ‏حال‏ ‏المشاركين‏ ‏يقول‏: ‏هذا‏ ‏الذي ‏أسمع‏ ‏إما‏ ‏أنى ‏أعرفه‏ ‏من‏ ‏قبل, ‏فهو‏ ‏أصح‏ ‏الصحيح‏, ‏أو‏ ‏أنني ‏لا‏ ‏أعرفه‏ ‏فهو‏ ‏تافه‏ ‏لا‏ ‏لزوم‏ ‏لمعرفته‏.‏

هؤلاء‏ ‏الناس‏ ‏يكادون‏ ‏يصنـفون‏ ‏الكلام‏ ‏على ‏أنه‏: ‏إما‏ ‏كلام‏ "‏فارغ‏" (‏وهو‏ ‏الجديد‏ ‏الذي ‏لا‏ ‏أسمح‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يصلني ‏فيدهشني‏), ‏أو‏ ‏كلام‏"‏مفروغ‏ ‏منه‏"(‏وهو‏ ‏القديم‏ ‏الذي ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏يدهشني‏).‏
لعل‏ ‏في ‏هذه‏ ‏الظاهرة‏ ‏المتواترة‏ ‏ما‏ ‏ينبهنا‏ ‏إلى ‏ضرورة‏ ‏إعادة‏ ‏النظر‏ ‏فيما‏ ‏حدث‏ ‏في ‏عقولنا‏ ‏حين‏ ‏كادت‏ ‏تستسلم‏ ‏تماما‏ ‏للمعلومات‏ ‏المصقولة‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مصدر‏, ‏حتى ‏أصبحت‏ ‏مخزنا‏ ‏للمعلومات‏ ‏أكثر‏ ‏منها‏ ‏مصنعا‏ ‏للأفكار‏. ‏لعله‏ ‏ينبه‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏أغلبنا‏ ‏يحاور‏ ‏ليدافع‏ ‏عما‏ ‏يعرف‏, ‏لا‏ ‏ليحاول‏ ‏أن‏ ‏يعرف‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏, ‏أغلبنا‏ ‏يقرأ‏ ‏ليؤكد‏ ‏ما‏ ‏سبق‏ ‏له‏ ‏قراءته‏, ‏لا‏ ‏ليفحص‏ ‏ما‏ ‏تمت‏ ‏كتابته‏ ‏دعوة‏ ‏له‏ ‏للمشاركة‏ ‏بالتلقي ‏الخلاق‏.‏

الثقافة‏ ‏ليست‏ ‏موقفا‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ ‏فحسب‏, ‏وإنما‏ ‏هي ‏قدرة‏ ‏على ‏الحياة‏. ‏تنبع‏ ‏هذه‏ ‏القدرة‏ ‏من‏ ‏الاحتفاظ‏ ‏بأبـواب‏ ‏العقل‏ ‏مفتوحة‏ ‏لكل‏ ‏جديد‏, ‏مندهشة‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏اختلاف‏, ‏منصتة‏ ‏لكل‏ ‏رسالة‏.‏‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏نبدأ‏ ‏في ‏إعادة‏ ‏النظر‏ ‏في ‏موقفنا‏ ‏من‏ ‏طريقة‏ ‏انفتاحنا‏ ‏على ‏المعارف‏.‏

إن‏ ‏العقل‏ ‏البشرى ‏هو‏ ‏كيان‏ ‏مندهش‏ ‏بالطبيعة‏. ‏إن‏ ‏غريزة‏ ‏الدهشة‏ ‏هي ‏أول‏ ‏ما‏ ‏ينشط‏ ‏عند‏ ‏الطفل‏. ‏إنها‏ ‏إعلان‏ ‏أن‏ ‏جديدا‏ ‏يصل‏ ‏إلى ‏الوعي‏. ‏بهر‏ ‏الإدراك‏ (=‏الدهشة‏) ‏هو‏ ‏أول‏ ‏ما‏ ‏ينشط‏ ‏في ‏الأطفال‏. ‏ماذا‏ ‏نفعل‏ ‏بالنشء‏ ‏حتى ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏شبوا‏ ‏عن‏ ‏الطوق‏ ‏لا‏ ‏يستطيعون‏ ‏استخدام‏ ‏عقولهم‏ ‏إلا‏ ‏في "‏الترجمة‏ ‏الفورية‏" ‏إلى ‏معجم‏ ‏ساكن‏ ‏يصنف‏ ‏المعلومات‏ ‏حسب‏ ‏الرموز‏ ‏السابقة‏ ‏التجهيز‏, ‏الثابتة‏ ‏الدلالة‏.‏
أخطر‏ ‏الخطر‏ ‏على ‏عقولنا‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏نتبادل‏ ‏المعلومات‏ ‏من‏ ‏موقع‏ ‏ساكن‏ ‏مستتب‏ ‏بلا‏ ‏حراك‏ ‏خلاق‏. ‏إن‏ ‏العلم‏ ‏المطلق‏ ‏هو‏ ‏لله‏ ‏وحده‏ ‏سبحانه‏ ‏وتعالى ‏عما‏ ‏يصفون‏, ‏أما‏ ‏ونحن‏ ‏مازلنا‏ ‏بشرا‏ ‏فلابد‏ ‏من‏ ‏مساحة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ "‏الجهل‏ ‏المستكشف‏", ‏الذي ‏من‏ ‏خلاله‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نواصل‏ ‏مرونة‏ ‏تواجدنا‏ ‏متزايدة‏ ‏الاتساع‏, ‏متمتعين‏ ‏بما‏ ‏أحب‏ ‏أن‏ ‏أسميه‏ ‏هنا‏ "‏الدهشة‏ ‏الخلاقة‏".‏

إنني ‏أتصور‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الدهشة‏ ‏الخلاقة‏ ‏هي ‏التي ‏يدعوننا‏ ‏ديننا‏ ‏الحنيف‏ ‏أن‏ ‏نمارسها‏ ‏إذ‏ ‏ننظر‏ ‏في ‏السماء‏ ‏والنجوم‏ ‏ونحن‏ ‏نتأمل‏ ‏فيما‏ ‏خلق‏ ‏وسوى ‏سبحانه‏ ‏وتعالي‏. ‏إنها‏ ‏ليست‏ ‏دعوة‏ ‏لترجمة‏ ‏ما‏ ‏يطالعنا‏ ‏في ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏من‏ ‏آيات‏ ‏إلى ‏معارف‏ ‏علمية‏ ‏مختزلة‏ ‏قد‏ ‏تتغير‏ ‏في ‏أي ‏وقت‏, ‏إنني ‏أراها‏ ‏دعوة‏ ‏للإيمان‏ ‏بالغيب‏ ‏بأن‏ ‏يتفتح‏ ‏إدراكنا‏ ‏ليستقبل‏-‏مندهشا‏-‏ما‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏, ‏فيؤمن‏ ‏أكثر فأكثر‏ ‏بما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يعرف‏. ‏إنها‏ ‏دعوة‏ ‏لاستمرار تجديد‏ ‏المعارف‏ ‏بشكل‏ ‏لا‏ ‏ينتهي‏.‏

أن‏ ‏تدهش‏ ‏حين‏ ‏تقرأ‏ ‏ما‏ ‏يخالف‏ ‏رأيك‏, ‏فتعيد‏ ‏النظر‏ ‏فيه‏, ‏وتتصور‏ ‏إمكان‏ ‏صحته‏. ‏هذه‏ ‏فضيلة‏. ‏
أن‏ ‏تلتقي ‏بـإنسان‏ ‏مختلف‏ ‏عنك‏, ‏فتنصت‏ ‏له‏ ‏ويرتفع‏ ‏حاجباك‏ ‏دهشة‏ ‏وتقديرا‏ ‏لبعد‏ ‏المسافة‏ ‏بينكما‏, ‏لكنك‏ ‏تحترم‏ ‏ما‏ ‏يقول‏ ‏وأنت‏ ‏لم‏ ‏تفهمه‏ ‏كله‏, ‏فلا‏ ‏ترفض‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏تفهم‏ . ‏هذه‏ ‏فضيلة‏.‏
أن‏ ‏تضع‏ ‏نفسك‏ ‏مكان‏ ‏محدثك, ‏فتتبنى ‏وجهة‏ ‏نظره‏ , ‏وتتصور‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تكونه‏ .‏لو‏ ‏أنك‏ ‏في ‏موقعه‏ ‏فتفهم‏ ‏أكثر‏ ‏كيف‏ ‏يفكر هكذا‏, ‏هذه‏ ‏فضائل‏ ‏تشير‏ ‏إلى ‏كرامة‏ ‏العقل‏ ‏البشري‏.‏
يا ترى ‏كم‏ ‏منا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يلقى ‏بنفسه‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏في ‏بحار‏ ‏معرفة‏ ‏لا‏ ‏يعرفها‏, ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏أهل‏ ‏اليمين‏ ‏أو‏ ‏أهل‏ ‏اليسار؟
يا ترى ‏كم‏ ‏منا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏النظر‏ ‏في ‏حكاية‏ "‏يحيا‏ ‏الثبات‏ ‏على ‏المبدأ‏" ‏التي ‏قد‏ ‏تشير‏ ‏ضمنا‏ ‏إلى ‏الجمود‏ ‏أو‏ ‏البلادة‏ ‏أو‏ ‏الرعب‏ ‏الدفين‏, ‏وليس‏ ‏بالضرورة‏ ‏إلى ‏الاستقرار‏ ‏والاعتزاز‏ ‏بالرأي؟
يا ترى ‏كم‏ ‏منا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يفرج‏ ‏عن‏ ‏بعض‏ ‏الذين‏ ‏حبسهم‏ ‏داخل‏ ‏سجن‏ ‏أحكامه‏ ‏المسبقة‏ "‏لعلهم‏" ‏أو‏ "‏لعله‏"...‏؟‏ ‏ولربما‏ ‏التقى ‏الجمعان‏ ‏على ‏خير‏ ‏أرحب؟
إن‏ ‏حيوية‏ ‏أمة‏ ‏من‏ ‏الأمم‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تقاس‏ ‏بمدى ‏وفرة‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏الجيد‏ ‏من‏ ‏البشر‏. ‏إنه‏ ‏لا‏ ‏قيمة‏ ‏لما‏ ‏يسمونه‏ ‏الديمقراطية‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏وظيفتها‏ ‏الأولى ‏هي ‏أن‏ ‏تتيح‏ ‏قدرا‏ ‏من‏ ‏الأمن‏ ‏خليقا‏ ‏بأن‏ ‏يسمح‏ ‏للعقل‏ ‏البشرى ‏بالتجول‏ ‏مع‏ ‏العقول‏ ‏الأخرى‏, ‏والتنقل‏ ‏بين‏ ‏الأفكار‏ ‏الأخرى‏, ‏الديمقراطية‏ ‏لا‏ ‏تقتصر‏ ‏وظيفتها‏ ‏على ‏فرض‏ ‏رأى ‏أغلبية‏ ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏كيف‏ ‏جمعها‏ ‏من‏ ‏نال‏ ‏أصواتها‏.‏
أود‏ ‏أن‏ ‏أوضح‏ ‏أخيرا‏ ‏أنني ‏لا‏ ‏أفتح‏ ‏بذلك‏ ‏باب‏ "‏الشك‏ ‏المطلق‏", ‏ولكنني ‏أحاول‏ ‏أن‏ ‏أحرك‏ ‏الجمود‏, ‏وأهز‏ ‏اليقين‏ ‏الزائف‏, ‏وخاصة‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏يقينا‏ ‏يحمل‏ ‏شعارات‏ ‏لم‏ ‏نشارك‏ ‏في ‏صكها‏, ‏ولم‏ ‏نراجع‏ ‏مضمونها‏.‏

من‏ ‏نافذة‏ ‏فضيلة‏ ‏الدهشة‏ ‏الخلاقة‏ ‏هذه‏, ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تهب‏ ‏علينا‏ ‏نسمات‏ ‏المعرفة‏ ‏المتجددة‏, ‏المحملة‏ ‏بلقاح‏ ‏الحياة‏ ‏الطازجة‏, ‏وإذا‏ ‏بنا‏ ‏نتمطى ‏متألمين‏ ‏بعد‏ ‏طول‏ ‏التجمد‏ ‏والقرفصة‏, ‏لنكتشف‏ ‏برودة‏ ‏رخام‏ ‏قبر‏ ‏التلقي ‏السلبي ‏الساكن‏, ‏فنأبى ‏أن‏ ‏ترقد‏ ‏فيه‏ ‏عقولنا‏ ‏حيث‏ ‏لا‏ ‏يخفف‏ ‏من‏ ‏برودته‏ ‏جمال‏ ‏نقوش‏ ‏الرثاء‏ ‏على ‏أبوابه‏, ‏ولا معلقات‏ ‏الفخر‏ ‏والهجاء‏ ‏على ‏جدرانه‏.‏

نشرت في الأهرام‏ بتاريخ 24 ‏/1/‏ 1980 ‏

اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: حاول ألا تفهم...! / تعتعة:الحلم والشعر والواقع والسياسة
 / تعتعة: فحتى المحاكاة ليسوا لها / تعتعة لطبيب النفسي، ومفهوم "الإنسان"1 /  تعتعة سياسية يا رب سترك / تعتعة سياسية تجاوز للعلم..ووشم للمرضى! / تعتعة نفسية هل توجد عواطف سلبية؟ / تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2) / تعتعة نفسية عندك فصام يعني إيه؟ / تعتعة نفسية: أنا عندي إيه يا دكتور؟ / تعتعة نفسية العلاج بوصفة الأعراض(3) / تعتعة نفسية العلاج بوصفة الأعراض(2) / تعتعة نفسية العلاج بوصفة الأعراض(1) / تعتعة سياسية: الشعب المصري ملطشة / حركية الناس بين النت والشارع / تعتعة: التغابي حيث لا داعي للتحايل!  /  يا هنود العالم الحُمْر، اغضبوا أو انقرضوا..! / تعتعة سياسية حتى لو أجهضوها ألف عام!  / استحالة الممكن وحتمية المستحيل / أدنى من النمل الأبيض!!! / يا هنود العالم الحُمْر، اغضبوا أو انقرضوا..! / تعتعة: التغابي حيث لا داعي للتحايل! / تعتعة سياسية: حاول ألا تفهم...! / تعتعة:الحلم والشعر والواقع والسياسة / تعتعة : فحتى المحاكاة ليسوا لها / صرح بأي شيء تقرره ستجد من يبرره!! / وبرغم الأسئلة التآمرية / كفر الزيات ـ"جوجل" ـ أمستردام (وبالعكس)/ تعتعة سياسية: والله العظيم البنت معها حق! / تعتعة سياسية: أبدا كنت أمزح!! / أولادنا! والحزب الوطني. الإخواني (وبالعكس) / ست الناس.. والدستور.. والمواطنة!! / النادي الأهلي.. وهل هم يكذبون؟؟! / أسئلة ممنوعة، وإجابات مرفوعة!!!! / تعتعة سياسية: استقالة وزير / تعتعة سياسية: ثقافة السلام وثقافة الحياة!!! / .... تشربها مادامت إنت ماليها !!!!(11) / .... طغيان الظـُلم، ونيازك الظلام!



الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/12/2007