الكاتب: د.أحمد عبدالله نشرت على الموقع بتاريخ: 28/03/2005
الأحد 20 / 3 / 2005
الذكرى الثانية تحل ليوم مجيد في تاريخ مصر والمصريين، يومها كنت في مؤتمر للطب النفسي يضم متخصصين من العالم كله، وسمعت ورأيت مساءا بقايا الحشود التي ملأت ميدان التحرير منذ الصباح. "20 مارس" هو التجسيد الحي لأطروحتي وتحليلي، والذي ألخصه في أن روحا جديدة تسري في مصر وفي المنطقة منذ انتفاضة الأقصى، جديدة ومراوغة كفر من القهر ومواجهته، وتستخدم وسائل الاتصال والمعرفة الحديثة، وتستعصي على الرصد إلا من يدقق ويتأمل ويتعمق.
جاءوا من كل فج عميق، شباب وفتيات "زي الورد"، وشيوخا، وحتى ربات بيوت، وأعضاء مجلس شعب، ومئات ممن ينزلون للمرة الأولى إلى الشارع في مظاهرة، بل كانت مهرجانا يشبه "المولد" ذلك الطقس الجماعي المصري الفريد !!!
هذا الظهور البارز لتلك الروح البازغة كان على خلفية اجتياح الأمريكان للعراق، وبدء مرحلة جديدة من الصراع والتدافع بين أشياء كثيرة في حياتنا، ومن لحظة دخول الأمريكان إلى العراق برابرة محتلين بدأت أجندة أخرى في التطبيق، واختفت تدريجيا روح الحركة التي أعقبت انتفاضة الأقصى، وكان تجليها الكبير في تجمعات ومظاهرات 20 ، 21 مارس 2003.
الجمعة 21 مارس كان أيضا شيئا مهولا حين ضربت مظاهرات حاشدة خرجت من الجامع الأزهر قاصدة وسط البلد لتصل إلى ميدان التحرير وتكرر ما حدث بالأمس، الأمن كان لها بالمرصاد والإعلام كذلك بدس عناصر أحرقت سيارة شرطة، واستخدام هذا في استنكار التظاهر عامة بوصفه تخريبا وإحراقا، وبعدها توالت إجراءات سياسية وأمنية لاحتواء الغضب الشعبي وتفريغه في أشكال متوقعة سلفا، وأكثر اندراجا تحت السيطرة حتى لا تنفلت الأمور، ولكن هذه الإجراءات لم تكن وحدها كفيلة بخنق الروح، إنما تضافرت عوامل كثيرة
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com