الكاتب: أ.د وائل أبو هندي نشرت على الموقع بتاريخ: 06/01/2008
أرسلت مروة بكر (20سنة، صحفية، مصر) تقول:
أنا بعمل تحقيق عن قنوات الدجل والشعوذة وعايزة أسأل مجموعة أسئلة: 1- رأي حضرتك في هذه القنوات؟ 2- سبب إقبال الناس عليها؟ والمشاركة فيها عن طريق الاتصالات؟ 3- ما تأثير التعرض لها بشكل مستمر؟ 4- هل في فئات معينة تشاهد هذه القنوات دون غيرها من الفئات؟
الابنة العزيزة مروة أهلا وسهلا بك..... قنوات الدجل والشعوذة لا تختلف كثيرا يا ابنتي عن غيرها من القنوات العربية وربما حتى العالمية تبحث عن ما يشد الناس...... وما يشد الناس هو الجنس أو الدين أو الخرافة! فالناس مثلما أنت راسية يا مروة غارقين في الاستعداد لقبول الخرافة وتصديقها، ووجود مثل تلك القنوات فقط يشجعهم ويقلل حرجهم من إعلان الإيمان بالخرافة!
وخوفا من أن تكوني غير راسية على حال عقول الناس في بلادنا أقول لك.... هناك استعداد فطري في كل نفس للإيمان بالماوراء (ما وراء الطبيعة أو الميتافيزيقا) هذا الاستعداد قومته الأديان السماوية حتى جاء الإسلام فكان أول دين يدعو بوضوح لإعمال العقل.... فهناك غيب حدثنا ديننا عنه في النصوص الدينية كالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.... وهناك نهي صريح في السنة النبوية الصحيحة عن إتيان من يدعي العلم بالغيب تجعل فاعلها كافرا بما أنزل على محمد.... ولكن كل هذا مغيب لدى الغالبية العظمى من الذين يدينون بالإسلام وغيره طبعا من الديانات.
تأثير التعرض المستمر لمثل هذه القنوات ليس أكثر من تمييع المسائل والمفاهيم أكثر مما هي الآن مائعة وزيادة عدد المشتغلين بهذا الموضوع وهم تقريبا 5-10 قي كل شارع من شوارع مصر على سبيل المثال.... فقد نصل إلى 50% من الشعب يعملون بالسحر وفك الأعمال والتنجيم وادعاء العلاج بالقرآن أو الإنجيل وغيره كثير، خاصة وأن تكرار التعرض وانتشار مثل هذه القنوات سيجعل رأي العقلاء الباقين أقل قوة باستمرار.
يؤسفني أن أقول لك أن الإيمان بالخرافة والاستعداد لتصديقها هو ابتلاء عابرٌ للطبقات والفئات الاجتماعية خاصة في بلادنا العربية لأن هذا أمر شائع في الشعوب المهزومة فكريا وحضاريا والمأزومة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومثلما أنت راسية حالنا كله "بالبلا" كما نقول في مصر.... ولا أحسب شيئا يمنع كثيرين عن متابعة تلك القنوات غير الانشغال بالسعي على لقمة العيش، وقليلون من يمتلكون الوقت ولا يفعلون ولو حتى على سبيل التسلية.
شكرا على أسئلتك يا مروة وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com