إغلاق
 

Bookmark and Share

مجانين 2008..... ولا مجانين 1429؟؟؟ ::

الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/01/2008


يوافق يوم 10 يناير 2008 رأس السنة الهجرية 1429.... وأنا أرى الناس حولي كلهم منشغلون بأن الليلة ينتهي 2007 ويبدأ عام 2008.... والحقيقة أنني أبدو كالمحاصر...... ما بين راغبة في الاحتفال تريد وضع شجرة عيد الميلاد في مدخل عيادتي.... وبين من يسألني ماذا ستكتب لمجانين في رأس السنة، وأتساءل في نفسي هل من قبل فعلت؟.... صداع حقيقي يصيبك عندما تحاول إفهام الناس بأن هذا ليس عيدنا... ولكن يبدو أن السنة الميلادية بمواقيتها متغلغلة في حياة الناس، وأن للمجتمع حقا ربما يفرض على مسلمين أن يحتفلوا برأس السنة الميلادية... باعتبار الأعياد أعياد للجميع... ولا أريد الخوض فأنا أحتاج رأيا فقهيا....... وأكلف المجانين بالبحث عنه.

قناة الجزيرة أيضًا مهتمة بالأمر وهي مصدر أخباري أو هي كل ما أرى من الفضائيات.... ولي عدة أيام أسمع عبارة حصاد 2007... وماذا حصّل العرب... ورغم أنني منذ زمن يزيد على خمس سنوات كنت قدِ اتخذت قرارا بأني لن أحتفل برأس السنة إلا في رأس السنة الهجرية... رغم ذلك يبدو أن بعضا من المرونة لازمة لمجانين... فمجانين ليس أنا... وليس فقط موقعا للمسلمين... مجانين لكل المجانين لدرجة أني أفكر جديا في إضافة الطب النفسي المسيحي... إلى جوار الطب النفسي الإسلامي....... بكلماتٍ أخر أنا أؤكد وأوثق إمكانات الاستفادة من الدين بوجه عام في العلاج النفسي، وأنا أدعو كل من يشاركني الرأي من الأخوة الأقباط أن يدلي بدلوه هنا..... الخلاصة يجب أن نقول شيئا في الرأس الميلادي ومثله أو -ربك يرزقنا- أكثر منه في الرأس الهجري.

ماذا أنجز مجانين في 2007 ؟؟؟ -وأرجو لو نسيت أن تذكروني- أشياءٌ كثيرة طبعا... الحمد لله.... ما رأيكم أن أترك أكثر المهمة لكم ما رأيكم يا مجانين؟ .... من عندي أقول: كثيرٌ مما أنجزناه في 2007 مستترٌ ما يزال في البنية التحتية الإليكترونية لمجانين.... وطبعا هذا كلام كبير فلن أقول منه الكثير... وأقول أيضًا: التصنيف وما أدراك ما التصنيف.... لقد ظهرت إمكانية تصفح استشارات مجانين مصنفة عبر أيقونة
تصفح المشكلات بالتصنيف وبصراحة لا أذكر التاريخ الذي رُفِعَت فيه على الموقع.... وبصدق أقول علمني هذا التصنيف كيف توجع الإنسان رقبته وكيف يعرف أنها متآكلة الفقرات منزلقة الغضاريف... كل هذا لأجل عيون التصنيف الذي -بفضل الله- حسبت حساب أن يكون قابلا دائما للتطوير والتفعيل بناء على ما يتغير من مفاهيم...... وأنجزنا كذلك القسم الإنجليزي والمقصور حتى الآن على أبحاث ودراسات السادة المستشارين فماذا غير القسم الإنجليزي وغير التصنيف..؟؟؟ ردوا يا مجانين!

تشغلني جدا ملاحظة بدت لي وكأنها غريبة.... كنت في جلسة علاجية مع سارقة صغيرة عمرها 15 عاما.... كانت تقول بأنها لا تندم على سرقة ما تسرقه إلا إذا حدث أن انكشفت السرقة فسألتها بأي شيء تشعرين إذا رأيت النقود وحيدة؟؟ قالت شعور جميل غامر بأني سأشتري... ماذا ستشترين قالت لا يهم المهم أشتري.... سألتها ولكن ماذا يهمك وقت السرقة قالت ألا يراني أحد.... قلت لها تشعرين ساعتها أن هذه النقود من حقك قالت لا طبعا.... قلت لها يعني حرام... قالت لا أفكر هكذا...قلت ألا يهمك أن السرقة حرام؟ قالت أعرف لكن لا أفكر وقتها في ذلك....... وبعد أن وصلنا إلى كونها على علاقة بشابٍ يسكن أمام مدرستها الثانوية وأمها تعرف وهو قابل أمها.... قلت لها إذن تقابلينه كثيرا... قالت لا بل نادرا... أنا إن قابلته تكون صدفة أو أراه من بعيد.... أنا أصلا لا يسمحون لي بالخروج...... قلت ألم يحاول أن ينال منك شيئا؟ قالت لا أنا أثق به ثقة عمياء.... قلت لها كيف؟؟

فأفاضت في الشرح عن أخلاقه وعن جديته.... قلت لها ماذا لو كنتما وحدكما بعيدا عن كل الناس؟ قالت ماذا تقصد قلت لها لماذا وبينكما كل هذا الحب يا ابنتي لماذا لا تسمحين له مثلا بأن يقبلك؟ فردت بسرعة لا.... لا حرام.... فرددت أسرع منها "إيش معنى؟؟؟؟" لماذا ترين يا ابنتي العلاقة مع ولد تحبينه حراما وتتذكرين ذلك جيدا عند اللزوم بينما لا يحدث نفس الشيء عند السرقة؟ وهنا كانت الملاحظة الغريبة.... سألتها هل تعرفين حد الزنا لمن هي في سنك ووضعك؟ فقالت الجلد فأكملت لها ثمانين جلدة... وسألتها وحد السرقة يا ابنتي قالت قطع اليد قلت فأيهما أكبر عند الله؟ وحقيقة كدت أغرق في تأملاتي... ولكن الحمد لله تابعت الجلسة...   وليسأل كل -غير محصن- نفسه أيهما أكبر عند الله الزنا أم السرقة؟؟ وأنا في انتظار آراء المجانين وبهذا نختتم أعمال العام 2007..... وإن كان فيه كشف في ردهة العيادة ربنا يوفق، لكن لا تنسوا الرد على سؤالين الأول ماذا أنجز مجانين في 2007 ؟؟ والثاني هو مجانين 2008..... ولا مجانين 1429؟؟؟

واقرأ أيضًا:
الدكتور أحمد في رأس السنة
رأس السنة وجسد الأمة المريض
بين الهلال والأجندة كل عام وأنتم بخير
باب جديد الدين والصحة النفسية
كل عام هجري جديد وأنتم بخير مع مجانين



الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/01/2008