الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 04/02/2008
اعترافاتي الشخصية: هل لو لبست دبوس"ضد الفساد"يعتقلوك؟
"وطني لو شغلت بالخلد عنه/نازعتني إليه في الخلد نفسي" بيت يتردد داخلي كلما صفوت إلى نفسي وابتعدت عن ضجيج البشر. عندما أردده أحس بذاتي مرتاحة وقلبي طريا. رغم أن طبيبي النفسي ينصحني بعدم التحليق مع المثاليات التي يرى أن إدماني لها تشوها يستحق المراجعة ويستلزم التفكير في بسيط الأشياء حتى لا أسقط في براثن الإحباط. لكن كونك تعيش في مصر وفي هذه الحقبة بالذات لا تستطيع إلا أن تمنع نفسك عن التفكير فيما يدور حولك وحتى بمجرد أن تطالع عناوين إحدى مقالات الأستاذ محمد حسنين التي كتبها عام 83 أي منذ أكثر من عشرين سنة حيث يقول "التساؤلات أحاطت بعملية التصدي للفساد والإفساد.. يظهر الإحساس بها لحظة ويختفي في اللحظة الأخرى".
وجماعات الفساد والإفساد في مصر تجمعات للنهب المنظم تضمها علاقات معقدة من المشاركة والمواجهة ساعتها نفهم لما يقولوا لدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية طالما بتقول حتواجه الفساد مابتشجعش ليه حركة مدنية زي "مصريين ضد الفساد" فيرد بأنه لم يسمع عنها فنرسل له على الفور ملفا كاملا بالنشاط والمطبوعات فلا يرد أو يحاول الاتصال وعندما يتحدث بقصر الأمير طاز بإسهاب فلا يعطي مجالا للمناقشة حول فساد الموظف الصغير ويتجاهل كل التدابير الواردة بالاتفاقية الدولية لمحاربة الفساد الذي صدقت عليها مصر ومن أهمها أن الأجور العادلة والمناسبة تحمي الموظف من الفساد.
يا سيدي الوزير لو صدقت لثانية أنك تستطيع أن تخدع أي مواطن بسيط فلا أملك إلا أن أسألك بسذاجة من أين جئت بتلك البراءة ولأنقل لك رأي صاحب محل بطاريات اشترى دبوس "ضد الفساد" بجنيه ولما طلبت منه أن يعلقه بادرني قائلا "لو لبسته يعتقلوني" إذن هذا المواطن لو قرأ لك مليون تصريح عن نية محاربة الفساد. لكن في نفس الوقت ونظرا لأن الفساد سرق الحلم والأمل وسد الطريق على المصريين في أن يغيروا من حياتهم ويطوروا من أنفسهم بجهدهم وكفاحهم الشريف فقد أفسدوا التعليم وقصروا فرص العمل على أصحاب الوساطات والترقيات على أهل الثقة وليس أصحاب الكفاءات وفوق ذلك نكلوا بكل موظف شريف أبلغ عن واقعة فساد بدلا من أن يوفروا له الحماية كما نصت الاتفاقية التي أخبروا العالم أنهم سينفذونها. لكن الأمل مازال موجودا بهذا الوطن وبتلك الرغبة والروح والأمل في حياة بدون فساد تجمع عدد من النشطاء والخبراء وممثلي منظمات المجتمع المدني ليشكلوا "ائتلاف المجتمع المدني من أجل إنفاذ الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد" وكانت أولى ثمار نشاطها صياغة تقرير مواز يوضح تقاعس الدولة عن تفعيل بنود الاتفاقية لتقديمه إلى مؤتمر الدول الأطراف الموقعة على الاتفاقية الذي سينعقد بنهاية هذا الشهر بإندونيسيا. وكذلك تستمر حملة "في اتجاه المليون دبوس ضد الفساد" في اجتذاب مشاركين جدد من مختلف المحافظات حتي تكون جائزة المحارب المصري ضد الفساد في العام القادم مهداة من مليون مصري. ولمزيد من المعلومات زوروا موقع الحركة:www.nadafa.org وهو موقع تفاعلي قيد التطوير.تفتكروا فيه أمل؟..على الأقل نقدر نقول: فيه عمل ومحتاجكو.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com