إغلاق
 

Bookmark and Share

.... طيب تيجي إزاي؟ ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/02/2008


اعترافاتي الشخصية:
بالي السلام النفسي والدعارة: طيب تيجي إزاي؟


مهما قريت ولفيت وطفت تفضل ما تعرفش كتير. وهذه هي متعة الحياة الكبرى التي منحتني إياها جزيرة بالي الإندونيسية للمشاركة ضمن وفود المجتمع المدني في مؤتمر (الأونكاك uncac)  التي كلما نطقتها أو سمعت أحدا ينطقها لا أتمالك نفسي من الضحك رغم أهمية فحواها.. الأونكاك تبدو عند نطقها وكأنك تقلد صوت الدجاج هي اختصار لعبارة "مؤتمر الأمم المتحدة للاتفاقية الدولية لمحاربة الفساد" ولأترك الحديث عن تفاصيل المؤتمر لموقع www.nadafa.org وأقتصر في تلك المساحة على الجانب الأنثروبولوجي من الرحلة.

من يفكر في الذهاب إلى إندونيسيا دون أن يقرأ شيئا عن جزيرة بالي ومعلوماته عنها تقتصر على نشرات الأخبار فسيكون على علم بالتفجيرات الإرهابية التي ضربت السياحة بها منذ حوالي السنتين وربما يتصور مثلي أن إعصار تسونامي قد ضربها لأكتشف أن حتى معلوماتي القليلة غير صحيحة.

كذلك نعلم بشكل عام أن إندونيسيا هي بلد إسلامي لكن الحقيقة أن 70% من سكان جزيرة بالي الإندونيسية يدينون بالديانة الهندوسية و10% من المسلمين و10% من المسيحيين أما العشرة الباقين فمن البوذيين. إذن فملامح الثقافة أو الديانة الهندوسية ظاهرة في كل مكان سلات صغيرة من الخوص بها أوراق ورد وربما فاكهة في سيارات التاكسي وأمام المحلات وداخل المستشفيات وبالتأكيد بالبيوت وفي أماكن العمل.

وعندما زرت مصنعا لفن الباتيك وهو نوع من الرسم على الحرير والقطن باستخدام الألوان والشمع كانت النساء تمارسن فنونهن في التلوين وبجانبهن امرأة منشغلة بصنع أطباق الخوص بلا انقطاع فالإنتاج متواز مع شكر الآلهة. أما المشهد المثير للفضول فهو قطع القماش التي تشبه مفارش المائدة الشهيرة لدينا على شكل مربعات باللونين الأبيض والأسود. في البداية تذكرت مطالب بعض الإسلاميين المتطرفين بإلباس التماثيل المصرية القديمة سترات لإخفاء أجسادها لكني عندما سألت عن المغزى عرفت أننا في فترة أعياد وأن الأبيض يرمز للخير والأسود للشر (وتلك عنصرية لا ينبغي تفويتها). ولكن في عيد أحد الآلهة الذي يرمز إليه باللون الأصفر يلفون بعض أجزائها بقماش أصفر.

كما تجد بالسلال بعض الإضافات ككستبان قهوة صغير وقطعة من الكعك. وأعياد الآلهة تأتي كل ستة أشهر وقد يتم الاحتفال بخمسة آلهة في يوم واحد فيذهبون إلى معبد الإله الفلاني في الصباح ليستمر الاحتفال حتى الثانية عشرة ظهرا وتتوالى الاحتفالات على مدى اليوم. طقوس متنوعة تشع بهجة وورودا وألوانا زاهية تستدل منها على تلك الروح السمحة التي لا يمكن أن لا تلاحظها وأنت تتعامل مع أهل جزيرة بالي خاصة إذا كنت قادما من عاصمة التلوث وثقافة الزحام (القاهرة). طيبة وسلام نفسي رغم الفقر وضرب السياحة بعد التفجيرات. شيء معجز بحق أن تجد مدينة بأكملها كل أهلها باسمين مجرد جلوسك إلى جانب سائق التاكسي تنتقل إليك موجات أثيرية مهدئة رغم ما قد تتعرض له امرأة مثلي من مضايقات عندما يسألها الجميع منذ لحظة نزولها إلى أرض المطار وحتى وصولها للفندق "are u alone?"فأجيب بأني قد أتيت للمشاركة في "الأونكاك" ثم أضحك وبالتأكيد سيسيئون فهمي.

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: مين إللي بيدفع التمن؟ / اعترافاتي الشخصية: فاطمة من دحروج / اعترافاتي الشخصية: وادي الكباش / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / اعترافاتي الشخصية: لحظة لإعادة النظر / جولة في شرايين القاهرة / أجمل معزوفة ضد الفساد / الضحك قال ياسم ع التكشير / اعترافاتي الشخصية:أيام بيروت السينمائية / خسارة الصديق هي الحل الوحيد؟ / الطفل.. أكبر محترف لتتغيير الأقنعة 
/ أفلام العيد أمام سينما مترو / اعترافاتي الشخصية: حتى لا نخسر أصدقائنا / الفرق بين المُزَّة والمناضلةهل تعاني من المخاوف المرضية؟ / اعترافاتي الشخصية: متى نشعر بالخوف؟تقليل الضغوط يحمينا من الأمراض/ اليوجا، وما وراء المادة: قاعدة الانتشار في الفراغ / اعترافاتي الشخصية: تعبت من كثرة التفكير؟ / اعترافاتي الشخصية آه يا قلبي / اعترافاتي الشخصية بنت مصر / انطباعات أولية من السويد / اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/02/2008