الكاتب: مناضلة في زمن الجبروت الأمريكي نشرت على الموقع بتاريخ: 30/03/2008
حين يصبح عملك هو الاتجار بآلام ومعاناة الآخرين، حين تتحيد مشاعرك فتنظر إلى مآسي الناس على أنها مجرد عمل حين يتحول وجهك إلى هذا الوجه المهني البغيض الخالي من أي مشاعر، هذه هي الفكرة الرئيسية التي يدور حولها الفيلم الأجنبي (civil action) أو دعوى مدنية.
فيلمنا يدور حول محامي قضايا مدنية وهي القضايا الخاصة بالتعويضات حين تتحول مآسي الناس إلى مجرد أرقام كم تجني مقابل إصابتك بشلل رباعي أو كم يكفيك مقابل فقدك عزيز لديك (أبن _ أب _ زوج) هذا طبعا في البلدان التي تهتم بحياة البشر أما التي تنظر إلى حياة البشر على أنها أرخص من عود ثقاب فهؤلاء لهم الله.
نعود لبطل فيلمنا وهو هذا المحامي الذي يزن كل شيء من ناحية المكسب والخسارة هو نفسه يقول أن المحكمة ليست هي مكان الباحثين عن الحقيقة بل هو صراع مصالح من يضغط على من أكثر للوصول إلى تسوية مرضية أما الحقيقة فهي في قاع بئر عميق ليس له قاع........... هناك ابحث عن الحقيقة، ولكن محامينا النابه تتحرك مشاعره بعد أن يتولى إحدى القضايا التي يرفعها مجموعة من الآباء والأمهات الكليمات اللاتي فقدن أبناءهن نتيجة إصابتهم باللوكيميا من جراء شربهم للمياه الملوثة بمخلفات عدة مصانع موجودة في هذه البلدة الصغيرة.
إحدى الأمهات تقول لا أريد مالا عن فقد ولدي فقط أريد أن أحصل على اعتذار أن يقول لي من تسبب في ذلك أنه أخطأ وأنه يشعر بآلام نتيجة ما فعله بابني، وأن أضمن ألا يحدث هذا لأطفال آخرين، أنت تشعر بالتعاطف الشديد ليس فقط مع أسر الضحايا بل مع هذا المحامي الذي خسر كل ما جنى طوال سنوات عمله وأفلس وتخلى عنه شركائه في المكتب. كل هذا من أجل أن يصل إلى الحقيقة التي تحاول هذه الشركات الكبرى طمس ملامحها حتى لا تبدو أنها أخطأت فالمال لا يهمها على الاطلاق.
لا أعرف لماذا تذكرت حوادث غرق العبارة, حريق قطار الصعيد, محرقة مركز الثقافة, الأبرياء الذين يسقطون كل يوم ضحايا عمود إنارة مكشوف أو بالوعة صرف صحي هم مجرد رقم في بطاقة عند الحكومة لكنهم أشخاص مهمون فن حياة أعزائهم، وأخذت أسأل نفسي هل خلق القانون فقط للضعفاء فالأقوياء لهم قانونهم الخاص، قانون القوة القادر على تغيير أي حقيقة.
لا أعرف تذكرت عدل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أتاه أحد المصريين يشتكي له من ابن عمرو بن العاص فأعطاه السوط وطلب منه أن. يضرب ابن عمرو وهو يشجعه قائلا اضرب ابن الأكرمين ما أروع عدلك يا عمر وما أحوجنا إليه الآن.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com