إغلاق
 

Bookmark and Share

كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟ ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/04/2008


اعترافاتي الشخصية
كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟

أصحو كل يوم فأنظر في مفكرتي لأطالع ارتباطاتي اليومية. يوم تصوير. يوم مشاوير. ويوم راحة. وأيا كان اليوم وأيا كانت مسئولياته فأنا أرتدي دائما مشبكا مكتوبا عليه "ضد الفساد". ولو خرجت يوما ونسيت ارتداءه أحس بأني لست على ما يرام. ولكن هل هذا يعني أني لا أقترف فسادا على الإطلاق؟.

للأمانة وبكل ثقة أجيب بالنفي فقد ضبطت نفسي الأسبوع الماضي أقترف فسادا، فعندما كنت عائدة من مقابلة تلفزيونية وأستقل سيارة تتبع هذه المحطة التلفزيونية مع سائق لا أعرفه وفي تقاطع 26يوليو الجلاء أوقفت حملة مرورية السيارة لأن زجاجها "فوميه" وهذا مخالف.

كان من الممكن جدا أن أنزل من السيارة وأقطع المسافة المتبقية إلى منزلي في الإسعاف على قدمي، لكني انبريت باندفاعي المعهود لإظهار شخصيتي للبلوك أمين وأخبرته بأني أعلم تماما أن ما أفعله يعد فسادا ومع ذلك فأنا أتوسط للسائق الذي واقعيا لا أعرفه وربما لن أراه ثانية في حياتي كي يدعه يمر. وبالفعل نمر ولكن سلوكي لا يمر علي بسهولة فمن أول لحظة فطّ حواري الداخلي وسألت نفسي: "لم تحمين مخطئا؟"، وكانت الإجابة العفوية الداخلية أيضا "أصله غلبان وأكيد مرتبه ما يحصلش ثمن المخالفة" ووالله لو تكرر الموقف مرة ثانية لتصرفت بذات الطريقة من باب الإشفاق والتعاطف أو حتى من باب الغرور والاستنفاع بوجهي أو اسمي المعروف.

ثم تساءلت, "ولماذا هذه القسوة مع نفسي؟" ببساطة, لأني قد آليت على نفسي مهمة محاربة الفساد في بلدي وقبل أن يحاسبني أحد علي أن أحاسب نفسي أولا حفاظا على صحتي وسوائي النفسي من ناحية ولكي لا أجد نفسي متحولة عن هدف عظيم أعطى معنى لوجودي في هذه الدنيا... بأمانة أيضا ليس هذا هو فسادي الوحيد ولكن هذا ما قررت الاعتراف به لأنه يخصني وحدي ولن أورط فيه أطرافا أخرى لكني أعترف أيضا أن هذه الحكومة تدفعنا دفعا للفساد وحسابها عند الله.... أما نحن فأولى بنا أن نحاسب أنفسنا.

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: مين إللي بيدفع التمن؟ / اعترافاتي الشخصية: فاطمة من دحروج / اعترافاتي الشخصية: وادي الكباش / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / اعترافاتي الشخصية: لحظة لإعادة النظر / جولة في شرايين القاهرة / أجمل معزوفة ضد الفساد / الضحك قال ياسم ع التكشير / اعترافاتي الشخصية:أيام بيروت السينمائية / خسارة الصديق هي الحل الوحيد؟ / الطفل.. أكبر محترف لتتغيير الأقنعة 
/ أفلام العيد أمام سينما مترو / اعترافاتي الشخصية: حتى لا نخسر أصدقائنا / الفرق بين المُزَّة والمناضلةهل تعاني من المخاوف المرضية؟ / اعترافاتي الشخصية: متى نشعر بالخوف؟تقليل الضغوط يحمينا من الأمراض/ اليوجا، وما وراء المادة: قاعدة الانتشار في الفراغ / اعترافاتي الشخصية: تعبت من كثرة التفكير؟ / اعترافاتي الشخصية آه يا قلبي / اعترافاتي الشخصية بنت مصر / انطباعات أولية من السويد / اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/04/2008