الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 06/05/2008
اعترافاتي الشخصية: راجل جدع وست بتحب الجدعنة
بعد منتصف ليل القاهرة..إشارة 26 يوليو تخضر الإشارة الحمراء فتبدأ السيارات في التحرك ويظهر عسكري مرور غلبان...كل عساكر المرور غلابة..مصطحبا رجلا كبير السن يتعكز على مشاية كالتي يستخدمها المرضى في المستشفيات..لا أدري لماذا يضطر رجل على وضعه الصحي من البقاء في الشارع حتى هذا الوقت المتأخر ولكن لتصاريف الحياة أسباب وشئون...ينفتح باب الأتوبيس ثم ينزل شاب نحيف، طويل في الثلاثينيات من عمره رأيته الأجمل والأوسم يمكن لشح المجدعة اليومين دول أو هكذا يصور لي عقلي المتشائم تحت دعاوى الواقعية وعدم توقع ما سوف يجيء فلا يجيء سوى الإحباط.
وينزل الشاب من الأتوبيس بالتأكيد هو أيضا كان يومه صعبا وطويلا فيكتشف استحالة صعود الشيخ فيحمله محتضنا إياه ثم يرفع ممشاته وينغلق الباب ويعود عسكري المرور إلى الناصية وينطلق الركب وأسعى لمحاذاة الأتوبيس بلا طائل ففي كل الساعات المرور مرتبك والناس طلعان عينها فأرعش كشافات السيارة في المرآة الجانبية للأتوبيس وأمر بجانبه محيية فأرى الشاب الذي عشقت إنسانيته واقفا وراء الباب فأشير إلى الشاب الجالس في الكرسي الأول أن ينبهه إلى أني أريد تحيته فينتبه فأبتسم وأقترب من بنايتي وأهدئ السيارة وأنحرف يمينا استعدادا لصف السيارة. فيهدئ الأتوبيس من سرعته وينفتح الباب الأمامي ويبتسم لي الشاب ابتسامة واسعة فأمسي عليه وأحييه وأشكره على إن مصر لسه بخير طالما فيها ناس زيه ممن لم يستسلموا للبلادة و"وأنا مالي"...وأخاطب ذاتي بأنه لابد وأن الله يحبني حتى يختم يومي بهذا المشهد الليلي البسيط العذب.
الخلاصة إن الجدعنة كلمة مفتقدة في حياتنا.بينما الرجل الجدع والست الجدعة هما إنقاذ مجتمعنا مما هو فيه من ضعف نفسي، من وحدة ووحشة، من فراغ وحزن، من مخدرات وإرهاب، من قمع وقهر، كل المشاكل لها حل واحد، إنك تبقى جدع، في كلمتك راجل في وقفتك صلب في حركتك شهم في مساندتك بطل.
على فكرة الجدعنة موجودة في جينات كل واحد فينا لكن المشكلة إنها بتختفي نتيجة الزمن والضغوط والضعف البشري وقلة الحيلة والخوف والذعر من العسس والبصاصين والمنافقين ومن آثار ونتائج وخيمة وخيبة أمل تقيلة ممكن تصيبك بعد جدعنة مفاجأة، من هنا تعالوا نطلق صيحة ونداء لكل القلوب الأصيلة والنفوس اللي بتشاور نفسها ولكل العقول اللي نفسها تعمل حاجة في حياتها نقية وشريفة،"قول أنا جدع..خليك جدع" ولما تشوفه جدع قول له"إنت جدع".
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com