الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 12/08/2008
اعترافاتي الشخصية: ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟(أغسطس 2005)
هل أبدأ بما سأمنعه أم بما سأمنحه...لا بل أبدأ بمبادئي العامة التي ستحكم هذا الوطن...سمها دستورا، قل عنها منهج حكم لكن هي الضوابط التي أفترض أنها ستحكم كل قراراتي وسياساتي. إنها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وشعار المرحلة مقطع من شعر رباعيات الأعظم صلاح جاهين "أجمل ما فيها العشق والمعشقة وشويتين الضحك والتريقة..شفت الحياة لفيت لقيت الألذ تغييرها وده يعني العرق والشقا"...أي أنه حتى الهزار و اللهو واللعب في بلدنا يجب أن يكون مبذولا فيه جهد فمشكلة بلدنا أننا لا نتقن حين نعمل كما نتقن حين لانعمل أساسا، لا نعرف أن نقضي عملا مثمرا ولا إجازة مثمرة وأعود لأكمل سياستي.
سأمنع تعدد الزوجات وأعطي لكل النساء حق تطليق أنفسهن وأعيد تأهيل الرجل المصري إنسانيا بل سأعيد تربية الشعب عن بكرة أبيه. كله سيعود إلى الصف الأول الابتدائي وهناك من سيبدأ من "كي جي وان" أي أولي حضانة وستمنع قوانين اللياقة أن يرأس رجل زوجته في العمل...خرجت عن برنامجي الانتخابي وكنت قد توقفت عند هذا الحد عن الكتابة بمجرد ما وصلت إلى مكان إجازتي وقلت لتكن إجازة بجد وهي أهم مهام الرئيس الأمريكي جورج بوش هذه الأيام فقد حصل على خمسة أسابيع كاملة رغم ما تعانيه أمريكا في العراق وهو ما أثار عليه الأمريكان.
وحدث أن بدأت أكتفي بمتابعة ما يحدث خاصة وأني كنت قد أخذت عهدا على نفسي بالانقطاع عن كل ما تعودت على متابعته طوال السنة وكان الفخ أو الوسيلة هو جريدة الدستور فوجدتها كلها تتكلم عن الوعود التي لا تتحقق وعن ضرورة التغيير لأن الحالة قد وصلت إلى الحضيض وكنت قد بدأت بمقال إبراهيم عيسى والذي خلص في سيناريوهاته الأخيرة إلى أن كل النتائج المحتملة من وجهة نظره كئيبة فانسدت نفسي عن الحلم ومع ذلك لا ألومهم فأنا أصلا لم أعد أحلم لا على المستوى المهني أو الحياتي فقط أحاول أن أوظف ما هو موجود على أفضل صورة...
وفي الإجازة وجدت أصدقائي ومعارفي الجدد يرونني في منتهى الروقان وشاريه دماغي وأعتقد أن ذلك اختيار عقلي محض فأنا أعرف عصبيتي وتوتري وإحباطي وانتظاري للبلا من كثرة وقوعه ولكن الحكاية ما بقتش مستاهلة والتمثيلية بايخة وكل شيء بلا معنى.
فأنا كل مبتغايا أن أترك شعري بلا تصفيف وأن لا أتحدث إلا مع أناس أرتاح إليهم وألبس خلخالا من الخيوط صنعته لي ابنة صديقتي ولا شيء سوى حياة بسيطة بلا افتعال فكيف أفكر بمنصب كهذا؟ أنا لا أريد أن أصبح رئيسة للجمهورية لا بانقلاب عسكري ولا بالانتخاب لأنها أصلا بايظة بايظة وإصلاحها مش ممكن..هذه الاعترافات كتبتها في مثل هذا الوقت من عام 2005 وهذا العام سيرحل جورج بوش بعد أن قضى المدتين القصوتين له أما نحن فلسه بايظة بايظة، ومع ذلك طموحي في التغيير للأفضل يكبر.
أهو طموح الحالمين أم غريزة البقاء وقد وصلنا إلى القاع. وأردد لصديقي العظيم الذي قرر الرحيل أغنية محمد منير: لو كان لزاما علينا الرحيل كارهك يا فراق ولا بديل.. والمستحيل إني أمسح دمعات.. مستحيل أخبي لوعات.. مستحيل.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
هل أبدأ بما سأمنعه أم بما سأمنحه...
