الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 27/10/2008
إعترافاتي الشخصية: مهرجان مسرح تجريبي وبالمصري تخريبي
تقام في القاهرة هذه الأيام فعاليات مهرجان المسرح التجريبي. حضرت أول عرض "ستروبيا" أي "عالبركة" أي "أنا وحظي". كان عرضا نمساويا لم أفهم منه شيئا رغم القدرات الصوتية العالية لبطلته التي ظلت تصدر أصواتا لمدة ساعة إلا الربع حضرت منها نصف الساعة ولم يتحمل جهازي العصبي المزيد من الضعط وربما كان هذا هو هدف القائمين على إخراجه "الضغط على أعصابنا".قبل بدء العرض مباشرة والذي بدأ كعادة كل شيء في مصر "متأخرا" فوجئنا برنة موبايل لأغنية مجلجلة تضخمت لصغر القاعة.. فعلق صديقي المخرج المسرحي الشاب والممثل الواعد "أحمد مصطفي" "يبقي أنت اكيد ف مصر".
تركنا مركز الإبداع وتوجهنا إلى كافيتريا المجلس الأعلى للثقافة كي نحتسي شايا وفوجئنا بأن القائمين على الكافيتيريا قرروا رفع الأسعار "احتفاء بموسم المهرجان وزواره من مصريين وأجانب.يبقي أنت أكيد فين....؟! كانت المشاهدة التالية بالقاعة الكبرى لدار الأوبرا المصرية..مبان أبدع في تصميمها اليابانيون ولم يبخلوا في تجهيزها على أعلى مستوى.أما العرض فإيطالي عن النص المسرحي الخالد "أنتيجون". استبشرت خيرا لأني أحب تلك المسرحية منذ درست نصها المسرحي الذي كتبه "جون أنوي" بالمرحلة الثانوية.
قرأت قبل العرض مقالا متميزا ل_ "محمد زهدي" رغم أخطاء النسخ التي تعودنا عليها في أي إصدار فما بالك بنشرة يومية"حاجة تكسف".وسعدت بأنه توجد ترجمة نصية باللغة الإنجليزية مصاحبة للعرض..لكن ما أن بدأ العرض حتى فوجئنا بأن البروجيكتور الذي يعرض الترجمة موضوع بطريقة غير مضبوطة وبأن عليك أن تقرأ بقية السطر من على الحائط الجانبي ليس هذا فحسب بل ظلت جملة واحدة مستقرة على الحائط لعشر دقائق والممثلان مستمران في أداء دوريهما "شيء مستفز" ولأنك في مهرجان المسرح التجريبي "في مصر" فلابد من المزيد من "العك" فصوت الممثل ينخفض ثم ينقطع ثم يطرش آذاننا عندما يرتفع بشكل مفاجئ فقرر الممثل العبقري أن ينزع الميكروفون اللاسلكي من ملابسه التاريخية ويضعه على جانب مقدمة المسرح وذلك استغرق حوالي دقيقة كانت الموسيقي المصاحبة لمونولوجه قد انتهت فأكمل أدائه دونها...فهتف قلبي محييا حسن تصرفه...تابعت العرض المتميز رغم كل المنغصات وعندما انتهى العرض سألت نفسي ألم يكن ذلك هو عرض الافتتاح بالأمس وهل صادف القائمون على العرض نفس الأخطاء من الفنيين المصريين لماذا إذن لم يتلافوها أم أن الإبداع المصري متنوع ولا يمكن التنبؤ به فهو تخريبي مئة في المائة..
أنا أعلم لماذا وصلنا إلى هذا المستوى من عدم الإتقان والفوضى والسبب هو حالة اليأس العامة. نحن عن جد مجتمع ينتحر بعد أن فقد الأمل في التغيير ولكن ما لا أستطيع أن أجيب عنه هو السبب وراء موافقة فرق مسرحية أوروبية محترمة على الزج بنفسها في تجربتنا الفريدة...ربما الأهرامات..ربما أبو الهول..ليتنا نسعى لأن نرى في وطننا ما يستحق أن نستنهض به روحنا التي تآكلت..
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com