الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 27/11/2008
يعيش عدد كبير من الرجال والنساء وحدهم الآن. وذلك لأسباب متعددة: لأنهم لم يجدوا شريكهم في الحياة، أو لأنهم مطلقون، أو لأنهم فقدوا شريكهم (شريكتهم...) أو لأنهم اختاروا أن يعيشوا بدون شريك ولو بصفة غير نهائية. معظم الدراسات النفسية والاجتماعية تشير إلى أن النساء يعشن وحدتهن بطريقة أفضل من الرجال، على الأقل من حصلت منهن على الاستقلال المالي والمهني، وخاصة من حصلن على حرية توجيه حياتهن.
وفي المقابل، تكون عزوبية الرجال أكثر قبولا من المجتمع، أو في جميع الأحوال، أقل موضعا للتساؤل والجدل. لأنه رغم كثرة عدد النساء اللاتي يعشن وحيدات، فإننا نسمع في كثير من الأحيان هذه العبارة: "ربما كان ذلك لأنهن يعانين من مشكلة"...إذن لماذا يعيش الرجال والنساء العزوبية بطريقة مختلفة؟ إنهم يعيشونها بطريقة مختلفة منذ الأزل. لأن أي امرأة وحيدة، في جميع الأوقات، تكون مشتبه فيها. مشتبه في وقوعها في خطيئة جسدية! وربما، مازال بقاء الفتاة عازبة شيئا غير مقبول.
وعلاوة على ذلك حياتها وحيدة! كما يجب على الأرملة والناضجة أن تظهر بشكل متحفظ، ومحترم، وأن تبقى على هامش المجتمع.في الوقت الذي يتمتع فيه الرجال العزاب بكامل حريتهم، بل ويمكن أن تتعدد عشيقاتهن: ولم يكن ذلك يثير سوى الثناء على رجولتهم! ولكن هل الحال في طريقه للتغير؟ لقد ترك هذا الاختلاف في المعاملة بالتأكيد آثارا. فالكثيرون يعتقدون غالبا أن المرأة العازبة لديها بالتأكيد مشكلة ما دامت تعيش وحيدة. ولكن القليلين هم من يفكرون بنفس الأسلوب بالنسبة للرجل.
وبنفس الطريقة، تكون نظرتهم للمرأة متعددة المغامرات شديدة القسوة، بينما يكونون متسامحين في نظرتهم لزير النساء.وهذه المواقف التي تثير الشعور بالذنب تجاه النساء الوحيدات يتم تفسيرها أيضا لكون النساء، في اللاوعي الجماعي، مخصصات للإنجاب، من والد معروف و"مهيمن". وفي هذا الاقتران، يقدم الرجل رأس ماله الوراثي، بينما تقدم رفيقته رأس مالها الصحي لكي تحمل وتربي طفلها جيدا. ويجب عليها إذن المحافظة على رأس مالها هذا بالحياة التي لا مأخذ عليها، والتي تنطبق عليها القواعد الأخلاقية المأخوذ بها.ولذلك تكون الحياة أصعب بالنسبة للمرأة، والسبب يعود إلى حد كبير إلى النظرة إليها. ولكن إذا تمكنت النساء من غض الطرف عن هذه الأحكام، سيعشن بالتأكيد وحدتهن بطريقة أفضل كثيرا من الرجال لأنهن يعرفن كيف يستفدن منها، ويجعلنها إيجابية. كما أن لديهن أيضا قدرة كبيرة على الانتظار والتفكير...
ولكن ألا تغير الرغبة في الطفل توزيع الأوراق بين الرجال والنساء؟ إن الرجال لديهم بالفعل الحظ لأنه ليس لديهم ساعة بيولوجية: فيمكنهم الإنجاب في أي سن. بينما النساء لديهن الانقطاع المسمى بسن اليأس. فبعد سن الثلاثين أو الأربعين، يبدأن في القلق ويتساءلن عن احتمال غياب الأمومة والأطفال.وعندما يبدأ العد التنازلي تتساءل نساء كثيرات عن العزوبية التي يعشنها. وكذلك عن الأسباب التي تجعلهن يعشن وحيدات. وهل العزوبية اختيارية، أم استسلام، مرغوب فيها أم اضطرارية؟
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com