الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 01/04/2009
اعترافاتي الشخصية: الرأي الأمين في انتفاضة الإعلاميين
مبنى الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو هو مبنى جميل. كان فيما مضى علامة ورمزا يعرفه كل العرب من المحيط إلى الخليج قبل أن يتجمد ويشيخ ويحتاج إلى التجديد والتطوير الذي يتكلمون عنه هذه الأيام!..هو مبنى تابع للحكومة للمصرية والشيء لزوم الشيء فهو تابع كذلك للفكر الجديد ومصر بتتقدم بينا ونشبع كلنا ومش عارفة إيه من الشعارات اللي احنا عارفينها. الإعلام مش وزارة، الإعلام فعل ومفاده أن واحدا يعرف حاجة ينقلها للناس بأمانة، لا يقول نصفها فقط ولا ربعها ولا يحورها ولا يفسدها ولا يحجبها ولا يفرغها من مضمونها. ولا أعلم كيف يمكن أن يحدث هذا إذا كان ناقل هذه المعلومة هو نفسه صاحب المعلومة التي تقيم عمله وأداءه؟!.
تطوير الإعلام يعني الإعلام الحر ولا يمكن أن يكون الإعلام حرا إذا انطبق عليه وصف الإعلام الحكومي. إن الإعلام الحكومي في كل مكان هو إعلام فاشل، ضيق الأفق، محدود الزاوية ولذلك فإن أي تطوير عندما لا يكون له صلة بحرية الفكر وسعة الأفق والحياد والموضوعية في غياب الهامش اللازم لأي إبداع إنساني، لهو مجرد إهدار للوقت وتضييع للمال.
أما ما نراه في تطوير الوزير للإعلام الحكومي فهو لا يتجاوز حدود الديكورات والأثاث والألوان والحوائط والأدوات ومن ضمن اللوازم بطبيعة الحال شوية مخرجين ألافرنكا ومذيعات صغيرات حلوات لا يلبسن مش عارفة إيه على الطريقة اللبنانية. والشيء لزوم الشيء أغلى الكوافيرات وأعظم خبراء الماكياج على طريقة البيوتي سنتر. والمبلغ المخصص لكل هذا هو منحة قدرها 357 مليون يورو بالتمام والكمال (يابلاش)! وفي ذات الوقت يعلن رئيس الوزراء في الصحف أنه غير قادر على صرف حوافز الأطباء بسبب الأزمة المالية العالمية. وكأننا نتكلم عن دولتين منفصلتين تختلف ظروف كل منهما تماما عن الأخرى، وهذا في حد ذاته مأساة.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com