الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي نشرت على الموقع بتاريخ: 29/06/2009
حين ظهرت تعتعة الأسبوع الماضي عن تفسيري لمعنى(وليس لشخص) حسن نصر الله بالذات في وعي النشء، سألني أحد زملائي الأصغر(تلميذي، إبني،..) عمّا هو الوطن عندي؟ وماذا كنت أعني بالفقرة التي قلت فيها: "يتكون مفهوم الوطن في وعينا منذ طفولتنا رغماً عنا،... يقفز مفهوم "الوطن" من داخلنا إلى قرب ظاهر وعينا حين تُذكر ألفاظ مثل "الأرض"، أو "الملك"، أو "القبر"، أو "الحرب"، أو "الحب"، أو "الناس" وإلى درجة أقل "الدين"، "العنصر"،" التاريخ". رحت أقرأ الفقرة من جديد لأجيبه، ودهشت أنه ليست عندي إجابة! وفرحتُ–كعادتي- حين أكتشف أنني كتبت شيئاً "غريباً عني أنا شخصياً"، أحياناً تتسرب مني الفكرة الجديدة ولا أكتشفها إلا وأنا أعيد قراءة ما كتبت، رحت أتعجب وأعذر السائل فعلاً، كيف يكون "القبر" مثلاً من المفاهيم التي تحرك الوطن داخلنا؟ أو: كيف يكون التاريخ أقل أهمية في تحريك "ما هو وطن" فينا، ثم اكتشفت أنه يبدو أنني أعامل مفهوم الوطن باعتباره وعياً يملؤنا، لا أرضاً نطأها، نحن نستلم صفتنا الوطنية منذ الولادة دون اختيار(مثلما نستلم ديننا)، وهات يا تقديس، وهات يا تصنيم... وحين نتجاوز حدود الوطن فكراً أو سفراً أو هجرة، يقفز فينا الوطن/الوعي أقوى وأجمل ثم يتقارب وعي الأفراد الذين وصلتهم نفس الرسائل ليشكلوا معاً وعياً جماعياً اسمه أيضاً: "الوطن". رحت أبحث في أوراقي عن تطور علاقتي بهذه الفكرة، فوجدت ما يلي: أولاً: أهديت ديواني بالعامية لوطني(الأرض/الناس) هكذا: قلت "أهْدِيهاَ لْبلدنا، للِّي غنّى.. والَّلي صَحَّاهْ الغُنَى.، يَا مَا قُلْتُوا يَا أَهْل مصر يا فنانين، يا غلابَه، يا حضارَهْ، يا تاريخ، يا ما قُلْتُوا، ويَا مَا عِدْتُوا، صَحِّيتُوني، واللي بَنَتْ مَصـْـر كاتْ في الأصل: غِـنَّيَوهْ
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com