|
|
|
السياسة!! ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل..ولكن..(؟) ::
الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/10/2009
تعتعة: "السياسة"!!: ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل..ولكن..(؟)
فكرة الكشف من خلال تلقائية التمثيل المصغّر "ميني دراما"، فكرة أستعملها منذ أكثر من ثلث قرن في العلاج الجمعي؛ هي تكشف لنا بشكل مباشر وعفوي عن جانب فينا لا يظهر عادة أثناء التأمل العادي أو الحوار.
اللعبة عبارة عن تكرار جملة ناقصة، ثم إكمالها كيفما اتفق، الجملة يقولها أحد أفراد المجموعة، مريضاً أو معالجاً، موجهاً كلامه لزميل في المجموعة، هذه اللعبة في العنوان ابتدعناها في آخر جلستين مع مجموعة علاجية بقصر العيني وكانت الفكرة أن نقيّم من خلال هذه اللعبة خبرة علاج اثني عشر شهراً، فقد طرحت اللعبة، في آخر جلستين بعد سنة كاملة هي عمر المجموعة العلاجية، وحين لعبها المرضى والأطباء، تبين أنهم ركزوا على خبرتهم في هذا النوع من العلاج، وأن الخبرة كانت جادة وصعبة ومرهقة، ولكن: كانت مفيدة، أو خطيرة، أو ما شاءت لهم تلقائيتهم أن يدلو به.
ثم إنني انتقلت إلى عرض نفس اللعبة في موقعي الخاص، (أنظر آخر التعتعة) لأختبر بها استجابة الأصدقاء من الأسوياء، ولم نحدد المسألة التي "طلعت صعبة بشكل"، فجاءت الاستجابات أرحب وأكثر تنوعاً، بعضهم أشار كيف أن الحياة كلها طلعت صعبة، "ولكن ربنا حا يسهلها"، وبعضهم أشار إلى أن خبرة الزواج طلعت صعبة، "ولكنها ضرورية"، علماً بأننا نبهنا أنه يمكن اللعب حتى دون تحديد مسألة بذاتها، وقد نجح الكثيرون في ذلك.
ثم إنه تصادف أن قرأت مقالين ساخرين في الدستور بتاريخ 22& 29 يوليو على التوالي، فيهما سخرية مما آلت إليه مصر، بلدي الجميل، سخرية أزعجتني، خاصة المقال الثاني بعنوان: "مصر في 70 منظراً" (لكاتب: الإبن محمد فتحي)، فخطر لي أن أمارس معه لعبة قريبة، من تلك اللعبة السالفة الذكر، هي لعبة "نعم.. ولكن"، أستدرك من خلالها ما فاته لأصحح له وللقارئ ما وصلني من سخرية لاذعة، ما خطر لي كان هكذا: حين يقول الكاتب ساخراً: أن مصر في الأغاني (لحن مسروق).. وفي التاريخ (قصة انتهت).. وفي الجغرافيا (خريطة ضايعة).. إلخ، ألاعبه مستدركاً هكذا: في الأغاني (لحن مسروق)، ولكنه أصيل ولصاحبه الفضل في إبداعه.. وفي التاريخ (قصة انتهت).. ولكنها تبدأ دائماً من جديد أكثر حيوية، وفي الجغرافيا (خريطة ضايعة).. ولكنها تظل ماثلة في الحقيقة على الأرض حتى لو اختفت مؤقتاً من الخرائط...، إلخ (70 منظراً !!).
لكنني رفضت التمادي حتى لا أعطي للكاتب أكثر من حقه، فعدت للعبة الأولى وقد خطر لي أنها تصلح ليلعبها بعض المسؤولين الكبار إذا أرادوا اكتشاف أنفسهم في السر، بعد أن مارسوا العمل السياسي ولم تكن عندهم فكرة عمّا هي السياسة، برغم احتمال توفر تفوقهم في تخصصهم، أو في كفاءتهم، أو في إخلاصهم، أعرف كثيرين لا يعرفون أن منصب الوزير، هو منصب سياسي، وأن وزارة الصحة مثلاً، أيام كانت السياسة سياسة، كان يتولاها سياسي حقوقي لا طبيب، فربما فوجئ كثير من هؤلاء المتميزين الأفاضل بأن منصبهم هذا سياسي أساساً، وأن السياسة شيء آخر، صعب عليهم، فتوكلتُ، وتقمصت بعضهم، دون أن أحدد شخصاً بذاته، حتى لنفسي، فأنا لا أعرف حتى أسماءهم ناهيك عن صورهم، ورحت ألعب بدلاً منهم وكيف تبينوا أن "السياسة" طلعت صعبة بشااااكل...!! (ولكن ماذا يا ترى...؟؟)، فجاءت النتيجة كالتالي: مسؤول (1): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن هوّا حدّ فاهم حاجة، أهو كله ماشي. مسؤول (2): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن باين عليها لذيذة وفيها البركة. مسؤول (3): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن مكاسبها أكثر مما كنت متصور. مسؤول (4): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن أنا مالي، همّا اللي حطوني فيها. مسؤول (5): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن هوّ أنا كنت طايل. مسؤول (6): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن دخول الحمام مش زي خروجه. مسؤول (7): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن أديني قاعد لحد ما تفرج. مسؤول (8): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن كلها مكاسب. مسؤول (9): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن المهم ما حدش واخد باله. مسؤول (10): ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن أنا ماسك فيها بديلي وسناني.
ثم أضفت عشرة تقمصات أخرى لضيوف الموقع عوضاً عمّا حذفت. (11) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن صعبة صعبة، يعني حا يجرَى إيه!. (12) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن برضه مِـدّياني منظر اللي هوّه. (13) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن الجماعة ما بيتخلـّوش عن اللي بيمشوه برضه. (14) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن أنا حاسس إني يمكن أقدر أعمل حاجة. (15) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن يا ترى هم زملاتي عرفوا كده زيي؟ (16) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن لأه بقى!!! ما فيش كلام من ده. (17) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن كله بيستنفع من كله. (18) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن هوّ ربنا حايحاسبني على اللي أنا مش قده ده إزاي؟. (19) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن ما أنا لو سبتها حايجيبوا أخيب مني مطرحي. (20) ياه!! دي طلعت صعبة بشاااكل... ولكن والمصحف ما ني متـّتْعـْتَـع. إلخ... إلخ.
وبعد.... مرة أخرى هي لعبة، لا تعني أحداً بذاته، ومن يأخذها على نفسه، يفعل ذلك على مسؤوليته.
اقرأ أيضا: تعتعة نفسية: المجنون لا يفعل مثل هذا!!! / تعتعة نفسية: كيف تعمل العقاقير النفسية (2) / الحق في الفرحة وسط المصائب، والأحزان!! / الزمن والتاريخ، ومعنى ما هو: أوباما / غزة، والبشرُ خلايا المخ العالمي الجديد!! / دعوة إلى: الوعي بما تملك (2/أ) / الحذاء الطائر، والبصقة العالمية، ومسؤولية الفرحة / نجيب محفوظ: بداية بلا نهاية / متواطئــون!!! / قبلات وأحضان، وسط الدماء والأحزان / أتعلم من بني كيف أنهزم بشرف وشجاعة؟ / "دورية" محفوظ بين ملحمة الحرافيش، وملحمة غزة / لكنّ دَسَّ السم في نبض الكلامْ: قتلٌ جبانْ / تعتعة سياسية: هل أنت مثقف؟ / النظام العالَمي القَـبَـلي الجديدْ: آلهةٌ وأنعام!! / الوصايا العشر، لحكّام العصر، في بر مصر / تعتعة... الآخرون / تعتعة: لؤلؤة غامضة وسط كومة قش مشبوهة!! / تعتعة: معنى آخر لـ: "حسن نصر الله"!! / تعتعة: الوطن: وعيٌّ يتشكل!! إياكم أن يتخثَّرَ / تعتعة: تحديث أرجوزة: عن المفاوضات وخطة الطريق / تعتعة: هل ماتت الدهشة فينا من فرط الاستقرار؟ / تعتعة: أغنية إلى الله: حزنٌ جليلٌ، وشعبٌ جميلْ!! / اختزالٌ لا يليق برمضان وصومه! / أنفلونزا الخنازير: بين الإرعاب والإلهاء...!!! / أوباما-جاكسون: دوريان جراى، الأصل والصورة (3من3) / تعتعة: الفجوة تتسع بين الحكومة والناس!! / اغفاءة فإفاقة / تعتعة: لو...!!! ...IF
نشرت في الدستور بتاريخ 5-8-2009
الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/10/2009
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|