الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي نشرت على الموقع بتاريخ: 01/09/2010
.... تعجب بعض الأصدقاء من دعوتي لثقافة الحرب وهم يعرفون عنى مدى كراهيتي للحرب ورفضي لها، سـألوني هل الدعوة لثقافة الحرب، هي دعوة إلى الحرب؟ كيف ذلك وأنا أعلن حرجي، - بل رفضي لو استطعت – أن أزهق روح محارب لا أعرفه وراءه أسرة تنتظره، لمجرد أنه أطاع رئيسه ليكون في مرمى مدفعي، في ميدان قتال حضَرَهُ ليقتلني؟ ما هذا التناقض؟
رحتُ أبحث في أوراقي، وذاكرتي: أنا أكره الحرب كره العمى، عادى، وقد بدأت كراهيتي لها منذ صباي (14 سنة) حين قرأت رواية "كل شيء هادئ في الميدان الغربي" للكاتب الألماني "إيرش ماريا ريمارك" (1929)، نفس بداية الصديق على سالم في كراهيته للحرب، وله ما انتهى إليه، ما دام يتحمل مسئوليته، في حين انتهيت أنا إلى أن ثقافة الحرب، هي قانون البقاء، هي حالة استنفار دائم لوعى يقظ محب للحياة، جاهز للانقضاض على أعدائها الظلمة القتلة، حالة لا تهدأ أبدا حتى بالسلام، الذي هو –كما ذكرت– "سكتة" بين حربين. ثقافة الحرب هي الجهاد الأكبر، هي تآمر مستمر لصالح الحياة، شريطة أن يتم تحت مظلة عدل حقيقي بفرص متكافئة. ثقافة الحرب هي هذا الوعي الدائم بحالة حرب حياتية يمكن أن تفرز إبداعا، أو تصنع قنبلة ذرية، أو تنتصر في معركة، أو تنهزم فنتعلم فنحارب من جديد. لعل هذه الحالة هي التي قفزت منى منذ ربع قرن في مقال "قصة" يؤيد العمليات الانتحارية مادام ليس لها بديل، لتنشر في الأهرام (17/ 10 /1985). اكتشف الآن أنني –برغم تأييدي لمعاهدة السلام- مازلت أعيش ثقافة الحرب كما ظهرت في هذه القصة:
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com