إغلاق
 

Bookmark and Share

معركة الشريط الأزرق تشتعل في طب قصر العيني ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/12/2004


نشر في جريدة"المصري اليوم" تحت عنوان: معركة "الشريط الأزرق" تشتعل في طب"قصر العيني"
خبر مفادهُ أن التيار الإسلامي فرض الفصل بين الأولاد والبنات..... والأساتذة يرفضون،
*وكتب الصحفيان: منى محمد ياسين وأبو السعود محمد:

قرار طلبة التيار الإسلامي بالفرقة الثانية بكلية طب القصر العيني الخاص بالفصل بين "الأولاد والبنات" أثناء المحاضرات بشريط أزرق تم و
ضعه في منتصف المدرج، أثار ردود فعل متضاربة داخل الكلية، ففي الوقت الذي أعلن فيه أصحاب الفكرة أن ما حدث نتيجة استفتاء شارك فيه الجميع، في نهاية أسبوع "يلا نحب بجد" الثلاثاء قبل الماضي حيث جاء التأييد للفصل بنسبة 75 %.

0وقال محمد عبد الظاهر (طالب):
الأسباب التي دعتنا لذلك ليست إسلامية فقط، فهناك أسباب أخرى منها أن المدرج لم يكن يتسع لاستيعاب الكلية البالغ عددهم1500
،خاصة أن الطالبات عندما يجلسن يتركن مساحة خالية بينهن وبين الأولاد، وهو ما يضطر أعدادا كبيرة للوقوف أثناء المحاضرات لكن طلبة آخرين رفضوا الفصل، وأكدوا أن ما حدث وصاية ممن لا حق لهم.

0وقال فادي سعيد (طالب):
إنها فكرة رجعية لا تناسب الظروف الحالية مطالبا بإلغائها. وقد انتقل الخلاف بين الطلاب حول الفصل بين الجنسين إلى الأساتذة حيث رحب البعض واعترض الآخر، رفض الدكتور محمد حيدر أستاذ الفسيولوجي والدكتور إبراهيم محمد أستاذ الكيمياء، الفكرة وقالا: إن طلاب الطب يتخرجون أطباء ويعملون معا.

ومن جانبها أعلنت الدكتورة مديحة خطاب عميدة الكلية رفضها ما فعله طلبة الفرقة الثانية وقالت عندما علمت بما حدث طلبت نزع الشريط واللافتات وتحويل أصحاب الفكرة للتحقيق مؤكدة أن الطب أهم من الأخلاق....!!!"

هنا انتهى الاقتباس من جريده المصري اليوم.

العدد 190 بتاريخ الأربعاء  15 من ديسمبر لعام 2004


إذن هذا هو الملف ينفتح من جديد، وكنا في
مجانين ، قد أثرنا هذه القضية في: قضية ساخنة للحوار على مجانين  وتلقينا مشاركاتكم فيها تحت عنوان: قضية ساخنة للحوار على مجانين مشاركات

* الفصل داخل مدرجات الجامعة بين الطلاب والطالبات، قضية تشتعل ها هي، وها نحن نتعامل معها مثلما نتعامل مع بقية قضايانا:
- الطلاب من ذوي الاتجاه الإسلامي يريدونه مظهرا للعفة والأخلاق، ولحل مشكلة الزحام في المدرجات ولا بأس من إضافة أسباب أخرى مثل دعم التركيز، ولا بأس من إسناد الرأي إلى قاعدة الاختيار الديمقراطي، وسؤالي هنا: هل يستجيبون لنفس القاعدة إذا جاءت مناهضة لما يريدون، في بعض القضايا؟!!

مثلا إذا كانوا يرون فرض الحجاب على الطالبات لمواجهة ظاهرة التعري والأزياء الفاضحة في رحاب الجامعة، وتم إجراء استفتاء بين الطلاب وكانت الأغلبية مع أن يكون الحجاب كما هو حادث أي الاختيار بالإجبار، فهل يستجيبون للخيار الديمقراطي، أم سيخالفونه؟! وإذا رأت الأغلبية أهمية وجود أحزاب مثلا تحمل أفكار لا تعجب الإسلاميين، أو تقر أوضاعا لا تروق لهم أو تضر شعبيتهم فهل ينفذون الإرادة الشعبية، وبخاصة إذا كانوا في موقع الأمر أو الإدارة؟! هل هم مستعدون أو يرحبون بالخيار الإسلامي على غرار النموذج التركي الحالي الذي يحاول الجمع بين الفهم الإسلامي والتطبيق الديمقراطي؟!!

- الأساتذة يركبون سياراتهم ولا يعرفون شيئا عن الزحام في المواصلات، وتلاصق الأجساد أو محاولة أن تحيط المرأة نفسها بمساحة آمنة لا ينتهكها أحد، وما يترتب على ذلك من إساءة استخدام للحيز المتاح"الضيق غالبا"!!!، واقرؤوا من على استشارات مجانين، ما يؤكد ذلك تحت العناوين التالية:
 إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة ومشكلة / إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ مشاركات / إدمان الجنس أم إدمان التزنيق: مشاركات2

- ولذلك لا يرى الأساتذة للأمر وجاهة من هذه الناحية، إنما يرون المسألة من زاوية الأخلاق وحدها والتقدم، وكأننا إذا تلاصقنا كنا متقدمين، وإذا أبقينا على مساحة مقبولة بين الرجل والمرأة صرنا بهذا وحده متخلفين!!!!

والسيدة الأستاذة عميدة الكلية تخاف على مقعدها لأنها جاءت إليه بالتعيين، وهي تنظر للمسألة من زاوية الضبط والربط، وبناء على المفهوم الشائع عندنا للضبط والربط فإن مواجهة اختيار الطلاب هو الأصل وبخاصة حين يكون هؤلاء الطلاب من ذوي الاتجاهات الدينية، أي أبناء البطة السوداء، كما يقول المصريون، وبنفس المنطق الانتقائي يتعامل الكبار مثل الصغار مع الديمقراطية تحت شعار:"مرحبا بها إذا وافقت ما أريد".

وأصحاب الاتجاهات السياسية والأيدلوجية الأخرى سيملئون الدنيا صراخا وعويلا تباكيا على التنوير وعلى التقدم الذي"ننعم به وسينهار -لا سمح الله إذا تباعد الأولاد والبنات عن بعضهم البعض!!! وسيرونه انتصارا للقوى الرجعية والظلامية، وليس بوصفه -في جزء منه محاولة للاستجابة لضرورة موضعية في ظل تكدس المدرجات، وإلى أن يأذن الله بمساحات أوسع ليجلس كل واحد على راحته!!!! وسيقولون أنه على الدولة توفير هذه الحقوق الآدمية، ولن يفكروا أو يقولوا ماذا يمكن عمله حتى تتوافر هذه الحقوق!!!

-
وعموم الطلاب سيضيعون بين هذه الآراء جميعا، ونحن سنظل ندعو الله وننتظر ونحاول المساعدة في ظهور حركة طلابية ناضجة تطرح القضايا الأهم، وتتعاون فيها الجهود لمواجهة هذه القضايا الأهم داخل وخارج الجامعة. ولا مانع لدينا أبدا أن تكون بين أجسادنا مسافات فهذا حق إنساني، ولكن جهودنا ينبغي أن تتوحد وتتلاحق وتنصهر معا لأن التحديات محدقة "بنا جميعا"

وتابعونا بآرائكم.



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/12/2004