إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله 4/6/2005 ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/06/2005

 

وسط ضغوط العصر، وفوضى الواقع.

سمعت عن فيلم "النوم في العسل" ولم أره ويبدو أنه يستخدم فكرة الإصابة بالعجز الجنسي للإسقاط السياسي على وضع العقم الذي نعيشه، ويبدو أنه يقال فيه أن مصر "انضربت" منطقة بعد الأخرى أي أصيب رجالها بالعجز.

تذكرت هذا وأنا أصطدم تلك الأيام بطرقات متوالية على جدار عقلي، حيث تصلني عبر مجانين وعبر صفحة "نفسيتنا" التي أدير تحريرها بجريدة الدستور القاهرية، وصلتني عدة رسائل من شباب حول العشرين من العمر، والموجع جداً أن الرسائل تعكس حالة من الفوضى الشديدة والضغوط الساحقة التي يتعرض لها شباب اليوم ولا أكاد أستطيع إحصاء نواحي الخلل والصعوبات والمشكلات، وطبعاً الضغوط علينا جميعاً، وهو ما حاولت أن أشير إليه في وصفي لمشهد حياتي الشخصية والعائلية في " المشهد من زاوية أخرى"، والفكرة الأساسية، والهدف من وراء هذا النص كان محاولة فتح الباب للتفكير حول الطريقة المجنونة التي تدار بها حياتنا في الكسب والاستهلاك والتفكير أو الغفلة، ولكن يبدو أن الأغلبية حسبوني أهزل أو أشتكي!!

ولو كانت الحياة رحلة، والمعارف رفقة سيرٍ فيها فإنني من آن لآخر يفاجئني سقوط من هذا، أو أن فلانة "تضرب" وكنا نقول فلان "فاصل" أو لاسع أو "مشيع" للدلالة على الاختلال أو الخروج عن المألوف أو الطبيعي أو المتوقع، ولكن يبدو أن هذا أصبح شيئاً عادياً!!!

أرجو ألا يصلني من أحدهم أو إحداهن القول بالفزع أو القول: يا دكتور تفاءل خيراً، فلست متشائماً والله، ولكنني أبحث عن مخارج وطرق اشتباك صحي مع ما أراه من حولي، وطرق مساندة لهؤلاء الشباب وسط الفوضى والضغوط، أبحث عن طريقة أخرى للحياة تكون أكثر إنسانية ونجاحاً في تلبية ما نحتاج إليه أفراداً وأمة.

الأسرة المعاصرة بالأب المشغول والأم محدودة القدرات التربوية صارت عبئاً على نفسها، وعبئا على الأبناء، والأوضاع تضغط على كل أطرافها، ولا تجد دعما اجتماعيا ولا سياسيا ولا اقتصاديا، ولا مساندة من أي نوع فتضرب أو يضرب أحد أو بعض أطرافها‍‍!!

الصداقة باتت محاصرة بالمادية وانعدام ثقة الناس بالناس، علاقات الحب أيضاً صارت مضغوطة بالاقتصاد والطموحات والمغريات، وغواية التجديد، والتباسات الأوضاع الجديدة، وحتى الدين والتدين أصبح سلعة ونجوم وأضواء وشرائط كاسيت تبحث عن الإثارة والبيع لا عن المضمون والنفع وفوق كل هذا ويخترقه الاستبداد، ونفاقنا الذي ينتج الكثير من الكلام والمواعظ والشعارات بينما نحن غارقون في الأزمة حتى النخاع، ولا نكاد نتصارح أو نراجع!!!

أنا منزعج بشدة ومشفق جداً وبخاصة على الأجيال الأصغر، وأردد مع القول القديم "نحن ضحايانا، وما زلت أبحث عن بديل أو بدائل لرتق هذه الفتوق، وسد تلك الثغرات، ومعالجة العلل والأوجاع.

لكن يداً واحدة لا تصفق، وقراء الإنترنت مازالوا يتفرجون بكسل، ولو اندهشوا، أو تأثروا عاطفياً!!!
هل سيتيح زماني لي فرصة لأرى شيئاً مختلفاً؟!
لا أدخر وسعاً في المحاولة، فاللهم سدد وبارك واهدِي وأصلح.

اقرأ أيضاً:
على باب الله: أن تبوح صادقاً
لماذا يحب المصريون باولو كويلو
يوميات (أب مصري) مثكف
رحلة في ثقوبنا السوداء



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/06/2005