على باب الله: الأصل والواقع ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/07/2005

جوهر الإسلام ورسالته هو تحرير إرادة الناس وعقولهم، ودعم تفكيرهم، وشحذ إنسانيتهم ليختاروا، والاختيار عملية دينامية مستمرة، والمرء حيث يضع نفسه، كما كتبت من أيام، ولكن هذا الأصل غاب، على ما يبدو، إلى الدرجة التي وصل فيها بعض المسلمين إلى صورة من يمسكون سياط غليظة تشبه أذناب البقر يضربون بها الناس، كما يصف الرسول الأعظم في الحديث المشهور.

بل ولا يجد غالبية المسلمين غضاضة في تحقير الناس، واتهام قدرتهم ونضجهم، ومصادرة حريتهم في الاختيار بالتالي !!!

وأندهش وأضحك حتى البكاء من بعض الذين يريدون باسم الديمقراطية والتنوير، والنهضة والحداثة، أن يضعوا شروطا مبدئية، وضوابط ومحددات تحول دون فتح اختيار الناس لحياتهم وشئونهم وأمور معاشهم!!!

فالدولة ينبغي – طبقا لهؤلاء – أن تكون علمانية أو مدنية ( باللفظ المخفف، ولا علاقة للدين بالسياسة، وأشياء من هذا القبيل، وهم يريدون تحالفا واتفاقا مسبقا يصادر إرادة الناس، ويقوم بديلا عنهم دون أدني تفويض أو إذن تمثيل !!!

وكأننا نتقدم للخلف إذن، فمن استبداد الشمولية إلى احتقار الناس، ومن مصادرة حريتهم واختيارهم لصالح الحاكم الفرد أو النخبة المتسلطة، إلى نفس الحال باسم الحداثة والديمقراطية والعلمانية!!

ونحن أو على الأقل أنا نفسي أظن أن هذا لن يؤدي بنا إلا إلى تكرار مآسينا، والأفضل أن نترك أمور الناس لهم ليحددوها، ويدعو كل منا لما يعتقد دون وصاية عليه من أي نوع أو طرف!!!

للتواصل:
postacairo@yahoo.com

اقرأ أيضاً :
على باب الله الحوار
على باب الله جواز سفر
على باب الله: الطريق إلى بودابست
على باب الله بودابست
على باب الله: وداعا بودابست
على باب الله: بنية وبيئة