إغلاق
 

Bookmark and Share

(صور-15) رحلتي مع الكتابة-4 ::

الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/08/2005

في الجزء الأخير من رحلتي إلى احتراف الكتابة مررت بأربعة محطات رئيسية:

المحطة الأولى كانت بعد عودتي من رحلتي مع لجنة الإغاثة الإنسانية خارج مصر ما بين ألبانيا وروسيا، حيث دونت ذكرياتي عن تلك الرحلة مقدما لها بمحاولة للتأريخ لتجربة المؤسسات الإسلامية في العمل الإغاثي ثم بلمحة من تجربة لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر في العمل الإغاثي داخل وخارج مصر، غير أن الكتاب لم يحظ بالقبول لدى "دار التوزيع والنشر الإسلامية" التي دفعت إليها بالكتاب، فلما عرضته على مركز الإعلام العربي لصاحبه الأستاذ/ صلاح عبد المقصود عرض أن يأخذ فقط الجزء الخاص بألبانيا، والذي صدر في كتيب صغير عام 1994 بعنوان: ألبانيا بين الآمال والمخاطر.

المحطة الثانية كانت بعد عودتي أيضا من التدريب في بنك جرامين في بنجلاديش، ثم انخراطي في محاولة لتطبيق تجربة البنك في مصر من خلال "صندوق ابن خلدون للنقد الشعبي"، وفي هذه المرة لم أكتب عن بنجلاديش وذكرياتي فيها بل كتبت عن "تجربة بنك الفقراء" أول كتاب عربي صدر عام 1999 عن تجربة بنك جرامين، تأملت فيه في تجربة البنك من الزاوية الاجتماعية/الاقتصادية أكثر من تأمل الجانب الاقتصادي البحت، ونوهت فيه بشكل مختصر إلى محاولات تطبيق التجربة في مصر، وكانت لي في نشر الكتاب تجربة مريرة ربما يأتي الوقت لأحكيها في خواطري القادمة.

المحطة الثالثة كانت أعوام 1999/ 2000 من خلال نشري لسلسلة من المقالات التي تعنى بالشأن الاجتماعي المصري في الأساس والذي بات بؤرة اهتمامي الأول في ذلك الوقت فنشرت مقالات حول أطفال الشوارع ولعبة القط والفار بين البلدية والأرزقية وفي الإصلاح الاجتماعي/ السياسي، وحول التجارب الإنسانية كمنابع للحكمة المنشودة..إلخ، وقد نشرت المقالات في جريدتي "آفاق عربية" و"القاهرة" بتشجيع من الصديق الأستاذ/ حسام تمام.

أما المحطة الرابعة والأخيرة فبدأت بالتحاقي بالعمل في إسلام أون لاين في أبريل من عام 2000، حيث بدأت أكتب فيه بعض المقالات والأخبار في الشأن العلمي والصحي باعتباري محررا في هذا الشأن، ثم توسعت مجالات كتاباتي لتشمل مجالات اهتمام الموقع جميعا من الشأن السياسي إلى الاقتصادي، إلى الثقافي والدعوي إلى التراجم، وكانت مرحلة التوسع تلك هي المرحلة التي صرت أعرف نفسي فيها أخيرا على أنني كاتب ومحرر، وهي المرحلة التي توسعت فيها لأكتب بعضا من المقالات لموقع مجانين وعشرينات، والتي صارت فيها مقالاتي بحمد الله مادة للنقل إلى مواقع أخرى، وللأمانة فإنني أشير إلى أن تجربة الكتابة والتحرير في موقع إسلام أون لاين أكسبتني دربة وحرفة في الكتابة تستند في الأساس إلى الإيجاز والوضوح والمعلومات وتوثيقها وهي سمات عامة للكتابة على الإنترنت، ومن ثم فقد صقل أو بري قلمي كما يعبر أهل الكار فصرت لا أستصعب الكتابة في أي شأن أريده، وفي تلك المرحلة صارت الكتابة بالنسبة لي ليست فقط مجرد مهنة وحرفة، بل صارت كمثل اسطوانة الأوكسجين للغاطس تحت الماء..حياة من الموت المعنوي..وعلاجا لما ينتابني من نوبات اكتئابية بين الحين والآخر نتيجة توقفي عن الكتابة وانغماسي في الأعمال الإدارية الكثيرة بالموقع، وفي تلك المرحلة أيضا استعدت حريتي القديمة في الكتابة الحرة التي أختار فيها الوقت والموضوع الذي أكتب فيهما بكامل حريتي دون أن ألتزم بالكتابة في شأن معين، ودونما انتظار لأجر مادي أتلقاه مقابل النشر وهي الحرية التي أحسست أنها تاهت مني لبعض الوقت، وصار الدافع الوحيد للكتابة هو إحساسي بأهمية الموضوع، وإحساسي بأن لدي ما أقوله فيه من عندياتي أو ما أنقله للقارئ العربي من خلال قراءاتي في المصادر العربية والإنجليزية ولله الفضل والمنة.

اقرأ أيضاً :
 (صور-1).. القلم والورقة..والحالة /(صور-2) من الذاتي إلى العام /(صور-3) فرز الأفكار والأحلام
 (صور-4) صراع الحلم والواقع/(صور-5) اختبار صلابة الحلم / (صور-6) مصر المغتصبة..هل لها من رجال؟
 
(صور-7) بحثا عن عمل..ومن خرج من داره ! / (صور-8) نهاية النفق المظلم /
(صور-9) رحلتي مع القراءة-1
 
(صور-10) رحلتي مع القراءة-2 / (صور-11) رحلتي مع القراءة-3 / (صور-12) رحلتي مع الكتابة-1/(صور-13) رحلتي مع الكتابة-2
 (صور-14) رحلتي مع الكتابة-3
/
 



الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/08/2005