الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي نشرت على الموقع بتاريخ: 12/11/2005
كنتُ قد انفردت ببقية المشوار إلى مجانين المركز تحت منزلي، اخترت طريقا خلفيا هادئا ولم أكن أعرف أنه دمي المحترق، يقودني ويقود ذاكرتي وأنا عجلة من أمري وأصابع قدميَّ تؤلمني .... ، إلى الوراء البعيد كيف ومنذ متى أصبحت أنا إسلامي الهم.....؟؟؟
وصلت إلى المنزل لا أحد في مجانين الأستاذ يحي سافر للعيد، وأنا منهكٌ ولكن سأتابع الإجابة على سؤال منذ متى هذا، في مدونات إن شاء الله تكونُ متتالية وهذا وعد مجانين في ليلة عيد الفطر 1426، كل عام وأنتم طيبون وأسأل الله أن يحيني ما يبقيه لي من حياة إسلامي الهم وإسلامي الهمة، يا رب.
منذُ متى وأنا إسلاميُّ الهم منذُ متى.............. لقد عشت فترةً في طفولتي ومراهقتي وأوائل شبابي..... لا هم لي إلا ربما نفسي، ربما لأن الهجمة على ديني لم تكن واضحة جلية مثلما هي الآن.. ما علينا ... لا أريد التزحلق في هكذا ذكريات ......، وفترةً عربيَّ الهم والحقيقة كانت أوائل الكلمات التي تعلمتها في السياسة من عواقب البحث عن أغنيات الفنان الراحل عبد الحليم حافظ رحمه الله، فقد قادني البحث عن أغنيات عبد الحليم الوطنية المحظورة في مصر إلى استراق السمع من وراء أبي رحمة الله عليه إلى إذاعاتِ عواصم جبهة الصمود والتصدي، -بالمناسبة كم منكم يعرفها؟ أو يعرف معناها-، لقد كان موقفا على الساحة العربية لم يعبر عنه أحد تعبير الشاعر المتنبئ أسفا بما فعلا حدث بعد سنوات من كتابة القصيدة، حين قال الثور فرَّ من حظيرة البقر.
المهم كنت أسمع إذاعة صوت مصر العروبة التي تصدر من بغداد، وإذاعة صوت مصر العربية الصادرة من دمشق، وأحببت عبد الناصر أيامها لكنني........... وسرعان ما أصبحت مشتت الهم لفترة من حياتي، كما قد أحكي لكم يوما، لكن أغنيات عبد الحليم الوطنية أو أغنيات الثورة وخطب عبد الناصر شكلت اللبنات الأولى لدي في فهم ما يحصل على المستوى السياسي، ولن أبتعد عن حكاية حب عبد الناصر، رغم اقتناع خفي بفشله، وعدم رسوٍّ فكري على أسباب بعينها لذلك الفشل.
وكنت أيامها في الصف الأول الثانوي في السعودية، كنتُ أخبئ عن والدي طبعا ما أسجله من شرائط -تصرف مراهقين شائع- وأحمد الله أنني لم أكن أخفي ما يشين على المستوى الأخلاقي، كنت أخفي أغاني الثورة وبعض مقاطع من خطب عبد الناصر، وكنت أكره ذلك الذي صالح اليهود، هذا ما كنت أخفيه عن أبي من أشياء.
-والحمد لله أنه لم يكن متاحا لي ولا لغيري أشرطة أو صورا جنسية، لأخبئها كمراهق عن والدي، لم يكن متاحا لجيل من ولدوا في أوائل الستينات من القرن الماضي، شيء مما يتعذب به شبابنا ومراهقونا اليوم-، الحمد لله لم نوضع في ابتلاء كابتلائهم، فكان منا كثيرون طيبون أخلاقيا بالتأكيد في مراهقتهم التي امتدت من ناحية الحرمان الجنسي طويلا إلى شباب بعضهم، ولكن رغم ذلك فإن بعضا من جيلنا -بعضهم على الأقل-، لم يحرموا أنفسهم كما نقول في مصر من هفوات الشباب، غفر الله للجميع إن تابوا.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com