الكاتب: بثينة كامل نشرت على الموقع بتاريخ: 16/11/2005
اعترافا تي الشخصية مرثية من على أبواب اللجان الانتخابية
حسرة عليك يا شعبي العزيز...أمرضوك وأفقروك وجهلوك وأفسدوك.
رأيتك يوم الانتخابات البرلمانية وأنا ألفُّ وأدور في الشوارع والحواري كي أراقب الانتخابات وكم هي شفافة. فوجدتك شحاتاً، راشياً ومرتشياً، وبلطجياً. شيوخك مكفوفون، محنيو الظهر ومرتعشون بفعل المرض والقهر. وأيقنت يومها أن الكلام عن الديمقراطية عبث وهراء. فكما علَّمنا أرسطو في كتب ثانوي أن الديمقراطية في يد جاهل كارثة....
رأيت سيدة بسيطة تسأل اللجنة وجلة مرتجفة: قولوا لي أعمل إيه أنا معرفش حاجة؟ وصبي بورمجي يشتم بأقذع الألفاظ ثم يعلن أن الإسلام هو الحل...! ووكيلة نيابة إدارية تشرف علي لجنتي الانتخابية، تعطيني بطاقة الترشيح كي أملئها فأسألها: ألا تريدين بطاقة هويتي كي تتأكدي من شخصيتي؟ فترد بطيبة: وماله أريني إياها...................ويظل سؤال وحيد يتبعني في كل خطوة، لماذا يستمر الحزب الوطني وهو السبب في كل ما ألنا إليه وأجيب: لأنه سرق روحنا.
بت ليلتي كئيبةومكتئبة وصحوت فاقدة كل أمل لا أرى بصيص نور وتساءلت: هل كنت ساذجة وماذا كنت أنتظر؟ تساءلت لماذا أنا مهتمة برفع وعي ابنتي وتوفير أفضل فرص تعليم لها في هذا البلد الذي سيكون لها طارداً وستكون فيه غير قادرة علي التوافق؟؟. لكنها الحياة تفرض علينا الاستمرار بفعل غريزة البقاء.
وتوجهت ليلا إلى مدينة السادس من أكتوبر كي أطل على المشاهدين وأستمع إلى شكاواهم وأدعوهم إلى النظر في حياتهم والسعي إلى الأفضل و شعور لا يبارحني في عدم جدوي كل ما أقوم به ورغبة في التخلص من كل هذه التمثيلية ثقيلة الظل.لكن همومكم أخذتني وأدخلتني مرة ثانية في معترك الحياة وتفاصيلها.
وفي اليوم التالي بدأ مشوار جديد بمطالب جديدة قبل بدء إعادة المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية وبضرورة التحقيق في الشكاوي الخاصة بعمليةالفرز والإعلان.....
درس وحيد أذاكره وأعيده علي نفسي كل صباح وأبتكر به مبرراً للاستمرار...طالما مازال لك دور تلعبه وأفكار تسعي لأن تحققها فأنت حي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com